الغارديان: أمريكا وألمانيا دربتا حرس الحدود السعودي المتورط بقتل المهاجرين
كشفت صحيفة الغارديان البريطانية، أن قوات حرس الحدود السعودي المتورطة بقتل مئات الأشخاص الذين حاولوا عبور الحدود اليمنية السعودية، تلقت تدريباً من ألمانيا والولايات المتحدة.
وقالت الغارديان في تقرير لها: “على الرغم من القلق المتزايد بشأن حجم انتهاكات حقوق الإنسان بالسعودية في عهد ولي العهد ورئيس الوزراء محمد بن سلمان، فقد شارك كل من جهاز الشرطة الفيدرالية الألمانية والجيش الأمريكي في تدريب قوات الحدود السعودية المتورطة في عمليات القتل الجماعي”.
وأضاف التقرير: “من الجدير بالذكر أن اتفاقية التدريب الأمريكية – التي انتهى تمويلها الشهر الماضي – نصت على أن الولايات المتحدة ملزمة بمراقبة كيفية استخدام تدريباتها، مع السماح لأولئك الذين يتلقون التدريب بالعمل بشكل دفاعي فقط، لحماية أنفسهم ومواقعهم من أي هجوم”.
ولفت التقرير إلى أن السعودية تستخدم مراقبة إلكترونية واسعة النطاق ومراقبة مركزيًا للمنطقة الحدودية، مما يعني أنها يجب أن تكون قادرة على التمييز بين مجموعات المدنيين الذين يتم الاتجار بهم وبين المتورطين في غارات مسلحة من اليمن أو تهريب المخدرات.
وبحسب تقرير الغاديان، تثير هذه الإفصاحات مسألة ما إذا كانت الرياض قد استهدفت عمدا المهاجرين الذين يحاولون عبور الحدود، وهو ما أشارت إليه منظمة (هيومن رايتس ووتش)، أنه قد يرقى إلى مستوى “جريمة ضد الإنسانية” إذا ثبت أنه سياسة رسمية.
أثبتت صحيفة الغارديان أن تدريب الجيش الأمريكي للقوات السعودية، بما في ذلك قوات الحدود، كان جزءًا من برنامج دعم عسكري طويل الأمد يُعرف باسم MOI-MAG (مجموعة المساعدة العسكرية التابعة لوزارة الداخلية) مع مشاركة الولايات المتحدة في تدريب قوات الحدود بدءًا من عام 2008 حتى 2016.
وذكر التقرير أن اتفاق تدريب قوات الحدود السعودية من البنتاغون “يتطلب وضع اتفاقية تعاون فني فريدة للسماح للقوات الأمريكية بتدريب قوة غير عسكرية لأول مرة، مما يتطلب مراقبة استخدام الوحدات المدربة أمريكيًا من قبل القوات الأمريكية. سعوديون”.
وتأكيدًا على التدريب الأمريكي طويل الأمد لقوات الحدود السعودية، قال مسؤول أمريكي لصحيفة الغارديان: “قدمت قيادة المساعدة الأمنية بالجيش الأمريكي تدريبًا لحرس الحدود، والذي تم تمويله لفترة من 2015 إلى 2023، على أن تنتهي فترة التمويل في يوليو”. من هذا العام”.
كما أوضح تقرير الغارديان، أن الشرطة الاتحادية الألمانية قامت بتدريب قوات الحدود السعودية، ابتداءً من عام 2009، واستمر البرنامج حتى عام 2020، مع انقطاع قصير بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية السعودية بتركيا.
في عام 2017، بعد زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى المملكة، تم إضفاء الطابع الرسمي على تدريب حرس الحدود السعوديين بشكل أكبر مع إعلان الشرطة الفيدرالية الألمانية عن برنامج تدريبي واسع النطاق في أكاديمية حرس الحدود السعودية ومكاتبها الإقليمية.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش، كشفت في الـ21 من أغسطس المنصرم، في تحقيق لها عن قيام الجيش السعودي (قوات حرس الحدود) بقتل مئات الأشخاص من المهاجرين الأفارقة معظمهم من إثيوبيا حاولوا عبور الحدود بين اليمن والسعودية.
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، حاولت التملص من جريمة قتل المئات من المهاجرين على الحدود اليمنية السعودية، محملة حليفتها السعودية المسؤولية كاملة عن هذه الجرائم.
وزعمت وزارة الخارجية الأمريكية أن حرس الحدود البرية المتورطين بالجرائم، لم يتلقوا أي تمويل أو تدريب من الحكومة الأمريكية، في حين أن تقرير الغارديان يثبت زيف المزاعم الأمريكية.
فيما أكد تقرير لصحيفة (نيويورك تايمز) قبل أيام، أن واشنطن كانت على عِلم بالجرائم الوحشية التي ارتكبها، وما زال يرتكبها النظام السعودي بحق المهاجرين على الحدود اليمنية.