صراع دول التحالف على تقاسم المحافظات الجنوبية
التحالف على اليمن تقف خلفه أمريكا وبريطانيا وفرنسا بدرجة رئيسة للسيطرة على اليمن، ونهب ثرواتها، وما وكلاء الخليج إلا أدوات لتنفيذ هذا المشروع، الذي بات اليوم اكثر انقساماً بين قطبي الصراع الخليجي السعودي- الإماراتي.
ويبدو أن نقطة الانهيار الرئيسة بين الطرفين، تتمثل في الصراع على السيطرة على مناطق الطاقة والمناطق الاستراتيجية الهامة، وذلك على الرغم من الأولويات المتباينة بشكل متزايد، وسعي كل طرف لتحقيق مكاسبه الخاصة واخراج الطرف الآخر من المعادلة.
رحى هذا الصراع، يبدو أكثر حساسية في محافظة حضرموت اليمنية، حيث يسعى كل طرف للسيطرة عليها فما يسمى بالمجلس الانتقالي التابع للامارات يرتب أوراقه السياسية “للانفصال” ويرى بأن هذه الورقة لا معنى لها دون حضرموت الغنية بالنفط، بالإضافة إلى المهرة، وفي نفس الوقت فإن السعودية، تسعى لاستمالة حضرموت، واعلانها منطقة حكم ذاتي.
هذه التباينات والاختلافات اوصلت الطرفين إلى حالة من التوتر والتصعيد، جعلت الطرفين يستعدان لأي مواجهة قادمة، لاسيما بعد حشد الانتقالي بمليشياته المسلحة إلى سيئون، أي زيادة استعراض القوة للأدوات التابعة للامارات وفرض خيارات القوة، الأمر الذي قد ينذر بمواجهات عسكرية وشيكة بين المليشيات التابعة للامارات، وميليشيات حزب الإصلاح التابعة للسعودية التي تعتبر حضرموت حصرياً لنفوذها.
ومؤخرا بعثت المملكة السعودية، رسالة للإمارات وفصائلها، تحمل في طياتها عرضًا جديدًا بشأن انفصال اليمن، في محاولة منها لتلافي أزمة حضرموت وجاء ذلك بالتزامن مع اقتراب إعلان نتائج مفاوضات القوى والمكونات الحضرمية في الرياض، برعاية الأخيرة.
وأوضحت الاستخبارات السعودية موقفها بشأن الانفصال، على لسان كتاب وصحافيين محسوبين عليها ولوح عبدالله آل هتيلة، مساعد رئيس تحرير صحيفة عكاظ الرسمية، والمقرب من دوائر استخبارات المملكة، في تغريدة على حسابه بتويتر، بعدم معارضة بلاده للتوجه الإماراتي بتقسيم اليمن، معترضًا فقط على اختلاف حول رؤية تحقيق ذلك.
وفي السياق ذاته، كشف العميد في الجيش السعودي، أحمد القرني عن ما وصفه بـ “السر”، يتلخص في أن ما أسماها “دولة الجنوب الاتحادية” تتبلور ميدانيًا بشكل غير مسبوق. وأشار إلى عدة مؤشرات تقود نحو ذلك على رأسها تصريحات الخائن العليمي بموافقته على المشروع الجنوبي، والنشاط المكثف للحوار الجنوبي – الجنوبي والوصول إلى مسودة توافق للمشروع بين كل من عيدروس والبحسني وبن ماضي بالاضافة إلى زيارة المرتزق عيدروس الزبيدي لحضرموت، ومشاورات وفد حضرموت للرياض.
واختتم القرني تدوينته على حسابه بتويتر، بتهنئة “الجنوبيين” على ولادة “الدولة”.
من جهته لفت الباحث السياسي السعودي، المقرب من دوائر استخبارات المملكة، علي العريشي، إلى عزم بلاده تسليم محافظتي لحج وعدن، مع إبقاء مناطق شرق البلاد تحت وصاية المملكة، في مؤشر على اتفاق من تحت الطاولة بين الرياض وأبو ظبي على تقاسم المحافظات الجنوبية.
على الصعيد الرسمي السعودي، لا يزال موقفها ضبابيًا وسط محاولات لتهدئة فصائل الإمارات، خاصة مع اقتراب إعلان مخرجات التشاورات الحضرمية في الرياض، والتي سيتم الإعلان عن استقلالية حضرموت بشكل كامل عن الجنوب والشمال، وفق تسريبات، رغم رفض أبو ظبي ذلك.
وكشفت مصادر إعلامية، عن أبرز بنود مخرجات التشاورات بين القوى الحضرمية في العاصمة السعودية الرياض، برعاية الأخيرة.
وقال الصحافي، أنيس منصور، المحسوب على حزب الإصلاح، إن الوثيقة النهائية تنص على إعلان حضرموت إقليمًا ذاتيًا مؤقتًا، حتى تتوصل الأطراف اليمنية إلى اتفاق على مشروع الدولة مع ترتيب قوات عسكرية وأمنية حضرمية.
وأوضح منصور، في تغريدة على حسابه بتويتر، أن الاتفاق ينص أيضًا على إخراج كافة القوات غير الحضرمية من المحافظة، بما فيها قوات الانتقالي من ساحل حضرموت، والقوات الموالية للإصلاح من وادي وصحراء المحافظة الثرية بالنفط.
وأشار إلى أن هناك بندًا ينص على إصدار العليمي قرارًا جمهوريًا لشرعنة هذه البنود.
وجاءت هذه التسريبات، قبيل ساعات من إعلان مرتقب لنتائج مخرجات المشاورات الحضرمية في الرياض بعد المصادقة عليها من رشاد العليمي.
وبحسب مراقبين، فإن هذه المخرجات قد تفجر الوضع عسكريًا في المحافظة، خاصة مع استمرار رفض الانتقالي رفع يده عن حضرموت وإيقاف مساعيه لإخضاع المحافظة لحكمه.