تشهد أحياء في العاصمة الجزائر ومدن وبلدات جزائرية مختلفة، منذ ليل أمس الأربعاء، أمطاراً طوفانية سبّبت فيضانات أغرقت منازل ومباني وسيارات وحقولاً زراعية، الأمر الذي استدعى تدخّل الدفاع المدني.
وتجري السلطات الجزائرية تقييماً أولياً للخسائر التي سبّبتها الأمطار الأخيرة التي فاضت على أثرها أنهر ومجاري مياه في عدد من ولايات البلاد.
وعلى هامش جلسة استجواب في البرلمان، قال وزير الداخلية إبراهيم مراد للصحافيين إنّ أيّ خسائر في الأرواح لم تُسجّل في خلال الفيضانات الأخيرة، مشيراً إلى أنّه “جرى التحكّم بعدد من الخسائر المادية”. وأوضح أنّ “الولايات المتضرّرة نسبياً من جرّاء التقلبات الجوية هي تيبازة (القريبة من العاصمة الجزائرية)، وتبسة (في أقصى شرق البلاد)”.
وفي هذا الإطار، أعلنت مصالح الدفاع المدني تدخّلها لإجلاء 150 تلميذاً وعائلتَين من داخل مؤسسة تربوية في منطقة قسنطينة شرقيّ البلاد، بعد أن حاصرتهم المياه نتيجة فيضان نهر بحامة بوزيان في المنطقة.
كذلك أعلنت هذه المصالح أنّ وحداتها تدخّلت لإنقاذ عائلات وأفراد كانوا محاصرين بالمياه داخل سياراتهم في مناطق عدّة، بعد ارتفاع منسوب المياه. وأنقذت عائلة من أربعة أفراد في منطقة جسر قسنطينة في الضاحية الجنوبية للعاصمة الجزائرية.
وقد سبّبت الأمطار المتساقطة بغزارة كذلك انهيارات جزئية طاولت مساكن متهالكة في منطقة بني مسوس، في أعالي العاصمة الجزائر.
ومن جهتها، أعلنت سلطات ولاية تيبازة، اليوم الخميس، تعليق الدراسة والامتحانات في المؤسسات التربوية المتضررة في ثلاث بلدات تأثّرت بالفيضانات منذ مساء أمس الأربعاء.
وأتت هذه الأمطار الغزيرة مفاجئة نسبياً، بعد فترة جفاف طويلة أقلقت المزارعين، وذلك قبل وقت قصير من انطلاق موسم حصاد الحبوب. وفي هذا الإطار، دعت وزارة الشؤون الدينية في الجزائر قبل نحو أسبوعَين إلى رفع صلاة الاستسقاء في مناسبتَين مختلفتَين.
وأغلقت الفيضانات عدداً من الطرقات وعطّلت حركة المرور عند عدد من المحاور وعلى طرقات في العاصمة، مثل الطريق السيار المؤدّي إلى مطار الجزائر الدولي أو المنطقة الغربية إلى ولاية تيبازة، الأمر الذي استدعى نشر قوات من الدرك لتنظيم حركة السير وتدخّل السلطات المختصة لشفط المياه وفتح المجاري.
ووُضعت التجهيزات والمعدات في كلّ الولايات في جهوزية، إن استدعت الظروف إنقاذ ومساعدة المواطنين العالقين وشفط المياه، خصوصاً في الأحياء الشعبية.
وعطّلت الأمطار نسبياً حركة التنقّل بين بلدات وولايات عدّة، فقد تراجعت حركة سير المركبات بين ولايتَي ميلة وقسنطينة على سبيل المثال، وقد نشرت مصالح الدرك الوطني خريطة للطرقات المتضررة، الرئيسية والمحلية، التي تربط ما بين البلدات والولايات، سواء بسبب انهيارات أرضية أو فيضانات أنهر. وقد حذّرت من مخاطر القيادة عليها.
ويتكرّر المشهد نفسه في كلّ موسم تتساقط فيه الأمطار، من جرّاء تهالك البنى التحتية الخاصة بشبكات صرف المياه، إذ هي تمتلئ سريعاً بالمياه، خصوصاً في الأحياء الشعبية المأهولة بالسكان، بالإضافة إلى مشكلات في صيانة الطرقات وإصلاح المجاري.