قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي، ان اربعين طائرة مقاتلة اسرائيلية شنت فجر يوم امس الثلاثاء غارات “دقيقة” على “أهداف تابعة لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة”، وان “العملية كانت مشتركة مع جهاز الأمن العام الشاباك”.
رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، نشر تغريدة في حسابه الرسمي على “تويتر”، أكد من خلالها على ان الجيش الإسرائيلي قام في عملية عسكرية أسماها “الدرع والسهم” اسفرت عن تصفية ثلاثة من قادة حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة.
من جهته قال وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف غالانت، ان الجيش قضى على رأس الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، وأن الجيش يعرف كيف يكرر هذه العملية في ساحات أخرى أيضا.
هذه هي الرواية الاسرائيلية لما حدث في غزة، وان كل الذي حصل هو ان جيش الاحتلال قتل 3 من قادة الجهاد الاسلامي، ولكن هذه الرواية مزيفة ولم تعكس حقيقة ما جرى، فالذي حصل كان عبارة عن مجزرة بمعنى الكلمة، فقد أبادت اسرائيل وبطريقة غادرة، عوائل كاملة على بكرة ابيها.
شهداء العدوان الاسرائيلي حتى هذه اللحظة هم 13 شهيدا، 3 فقط ينتمون الى حركة الجهاد الاسلامي، وباقي الشهداء اغلبهم من الاطفال والنساء، وان سبب سقوط هذا العدد الكبير من الاطفال والنساء، يعود الى حكومة الاحتلال اعطت الامان لقادة الجهاد الثلاثة، بعد ان تقرر ان يسافروا الى مصر صبيحة يوم الثلاثاء، لذلك انتقلوا للمبيت مع عوائلهم، على امل ان يسافروا الى مصر، الا ان اسرائيل غدرت بهم وهم نيام وسط عوائلهم.
ما لم تقله اسرائيل قالته وكالات الانباء العالمية، فقد اسفرت الغارات عن استشهاد القيادي في سرايا القدس بقطاع غزة، جهاد شاكر الغنّام ( 62 عاما)، وزوجته وفاء شديد الغنام ( 50 عاما)، واستشهاد المبعد طارق عز الدين ( 49 عاما) وهو أحد قيادات الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، إلى جانب طفليه علي ( 9 أعوام)، وميار ( 11 عاما)، واستشهاد القيادي في سرايا القدس، خليل صلاح البهتيني ( 45 عاما)، وزوجته ليلي مجدي مصطفي البهتيني ( 44 عاما)، وطفليه هاجر وصلاح ( 5 أعوام)، واستشهاد مدير مستشفى “الوفاء” الطبي الدكتور جمال صابر محمد خصوان ( 53 عاما)، وزوجته الدكتورة مرفت صالح محمد خصوان ( 45 عاما)، ونجلهما يوسف (20 عاما)، واسشهاد الشقيقتين دانيه علاء عطا عدس ( 19 عاما)، وإيمان علاء عطا عدس ( 14 عاما)، بالاضافة الى إصابة 20 آخرين منهم 3 أطفال و7 سيدات، بينهم حالات حرجة.
مهما أعلنت دولة الاحتلال من مبررات واهية وغير أخلاقية، فإن المستهدفين حتى وإن كانوا مقاومين، فإنهم محميين بموجب القانون الدولي، وليس هناك ما يبرر قصف المنازل المدنية الآمنة، وهو ما يؤكد ان دولة الاحتلال ، اتخذت قرارا بقتل عوائل المقاومين، انتقاما لفرضهم معادلة الردع على الكيان، ومحاولة للظهور بمظهر الرافض لمثل هذه المعادلة.
مجزرة غزة تعتبر جريمة حرب، لانها استهدفت مدنيين في حالة سبات وليسوا في ميدان القتال، وبرفقة أطفالهم ونسائهم الآمنين داخل منازلهم، ومثل هذه المجزرة الوحشية، ما كانت لتجرأ اسرائيل على ارتكابها، لولا نفاق “العالم الغربي المتحضر”، والذي سيخرج علينا حتما، ليعلن وبوقاحة وصلف، ان من حق اسرائيل ان تدافع عن نفسها، حتى لو قتلت الاطفال النساء.