نصيحة إلى الآباء بشأن عدد الألعاب التي يجب أن يمتلكها الطفل
Share
نشرت وسائل الإعلام الأمريکية تقريراً يظهر أن الطفل ينبغي أن يمتلك القليل من الألعاب، مشيرًا إلى أن ذلك يزيد من انتباه الطفل، ومع تطور مدى الانتباه لديه تدريجيًا، فإن امتلاك المزيد من الألعاب يولّد الإبداع.
ويواجه الآباء سؤالًا مهمًّا عند اختيارهم ألعابًا لأطفالهم، أليس ما عنده من ألعاب كافٍ له أم أنه بحاجة للمزيد؟ وهل كلما قلت الألعاب كان أفضل له أم أن العكس صحيح؟
وقد حاولت دراسة حديثة نُشرت في “سلوك الرضع وتنميتهم” الإجابة عن هذا السؤال بالضبط؛ حيث كان الباحثون مهتمين بدراسة أفضل الظروف للعب عالي الجودة والتفاعل عندما يلعب الأطفال الصغار مع أحد الوالدين، فقد اختبروا جودة اللعب لديهم تارةً عندما كان لديهم عدد أقل من الألعاب (على سبيل المثال 4 ألعاب) وتارةً عندما كان بحوزتهم الكثير من الألعاب (على سبيل المثال 12 لعبة).
ووجدت الدراسة أن الأطفال يلعبون لفترة أطول وبطرق أكثر إبداعًا عندما يكون لديهم عدد أقل من الألعاب؛ حيث أمضى الأطفال ضعف الوقت في استكشاف كل لعبة ولعبوا بكل لعبة بأكثر من طريقة.
وأفادت أن الرسالة الرئيسية التي توصلّت لها الدراسة هي أنه عندما يكون لدى الأطفال عدد أقل من الألعاب، فقد يؤدي ذلك إلى تحسين جودة اللعب، وخلق المزيد من الإبداع، وإطالة فترات التفاعل مع الآخرين.
وذكرت أنه يمكن أن يكون أحد التفسيرات لهذه النتائج هو أن الأطفال يتشتت انتباههم بسهولة أكبر عند وجود الكثير من الألعاب أمامهم، وينتج عن هذا فترات لعب أقصر مع كل لعبة وبالتالي يتعذّر عليهم استكشاف اللعبة بشكل أعمق، أما عند وجود عدد كبير من الألعاب، فإن تركيز الطفل يبدأ في التضاؤل.
وأضافت أن دراسة أجريت في عام 2012 أظهرت أن العائلات الأمريكية من الطبقة الوسطى لديها في المتوسط 139 لعبة للأطفال في منازلها، حيث كان بإمكان الأطفال الوصول إلى هذه الألعاب بسهولة. وفي أغلب الأحيان؛ تم تنظيم الألعاب في أماكن مشتركة مثل غرفة المعيشة أو تناول الطعام، وهو ما يساعد في تشتيت انتباه الأطفال.
ولفتت إلى أن الطفل الصغير عندما يتواجد في غرفة اللعب مع إمكانية الوصول إلى عدد هائل من الألعاب من حوله يمكن أن يواجه تحديات بشأن اتخاذ قرار اختيار اللعبة المناسبة. ولإيجاد توازن؛ يجب أن ندرك بأن الرضع والأطفال الصغار لديهم مستويات منخفضة من الانتباه المستمر، لذلك فإن منحهم المزيد من الألعاب يجعل من الصعب عليهم الحفاظ على التركيز في لعبة واحدة.
وقال التقرير إن هذا ينطبق على المحفزات البيئية الأخرى بخلاف الألعاب؛ فإذا كان التلفزيون يعمل في الخلفية، أو يتم تشغيل مقطع فيديو على آيباد، فقد تكون هذه الأحداث مشتتة للعب الطفل كوجود الكثير من الألعاب حوله. وعند وجود مثل هذه المشتتات؛ تبين أن الأطفال يلعبون بشكل أقل، ويتفاعلون بشكل أقل مع والديهم ويظهرون مستويات انتباه أقل.
وتساءل: هل هذا يعني أنك بحاجة إلى التوقف عن شراء ألعاب جديدة للطفل؟ مجيبًا: لا، ولكن ينبغي تزويدهم بألعاب ذات نهايات مفتوحة، بحيث تمكّنهم من اللعب بأكثر من طريقة.
فمن المفيد أن نتذكر أن امتلاك الطفل للمزيد من الألعاب ليس بالضرورة أفضل؛ بل إنه قد يكون أسوأ، وأن القيام بإزالة المشتتات في منطقة اللعب؛ على سبيل المثال، إيقاف تشغيل التلفزيون وإزالة الألعاب غير المستخدمة من المنطقة المجاورة مباشرة؛ يمكن أن يسهل جودة اللعب بشكل أفضل. وتدريجيًّا، تتطور مهارات اللعب والانتباه لدى الطفل ويتفاعل لفترات أطول مع كل لعبة. وفي مرحلة ما؛ سيكون الطفل جاهزًا للعب لفترة أطول، حتى عندما يكون هناك الكثير من الأشياء الأخرى حوله، وبعد ذلك، يمكن لكثرة الألعاب أن تزيد من مستوى الإبداع لديهم.
واختتم التقرير بالقول إنه حتى تأتي تلك اللحظة؛ من المرجح أن يؤدي وجود عدد أقل من الألعاب إلى استكشاف أعمق وأشكال لعب أكثر تعقيدًا، ومع وجود أشياء أقل في المنزل؛ فقد تكون الأسرة بأكملها – وليس الطفل فقط – أكثر سعادة وإبداعًا أيضًا.