تلوّث مياه العراق يتسبّب بأمراض تستهدف الأطفال خصوصاً
Share
أطلقت وزارة الصحة العراقية تحذيرات من اتساع الإصابات بالإسهال الوبائي والتهاب السحايا بين الأطفال، بسبب مشكلات مرتبطة بالتلوّث والجفاف وأزمة المياه. وقد أدّت أزمة المياه، التي يعاني منها العراق منذ أعوام عدّة، إلى زيادة نسبة التلوّث في عموم المحافظات، الأمر الذي تسبّب في مشكلات صحية وبيئية.
وقد أفاد مدير الصحة العامة في الوزارة رياض الحلفي بأنّ الأمراض الانتقالية تنشط بمعظمها في فصل الصيف، لذا تُعَدّ خطط سنوية وتُرسَل إلى الدوائر المعنية بهدف تكثيف دوريات الفرق الصحية الرقابية وحملاتها. وأضاف الحلفي اليوم الأحد، أنّ “انتشار حالات الإسهال الوبائي في فصل الصيف بين الأطفال يعود إلى ارتفاع التلوّث البيئي المقترن مع مواسم الجفاف المائي وتلوّث المياه والطعام، وقد سجّلنا عدداً من الإصابات حالياً”.
وأكد الحلفي أنّه “جرى تكثيف الاستعدادات لتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية بالتنسيق مع الدوائر الصحية”، مشيراً إلى أنّ “الوزارة عملت أيضاً على تشكيل غرفة عمليات مشتركة مع منظمة الصحة العالمية لتوفير العلاجات والمستلزمات الطبية للمصابين بالحمى النزفية، فضلاً عن التعاون مع دوائر البيطرة للقضاء على المسبّبات الناقلة للمرض، ونشر التوعية الميدانية في المناطق الشعبية المكتظة بالسكان والقرى والأرياف للحدّ من ظاهرة الذبح العشوائي” للأضاحي. ودعا الحلفي الجهات المعنية إلى “اتخاذ أقصى درجات التأهب، خشية تزايد الإصابات مجدداً بسبب اقتراب عيد الأضحى، وقيام البعض بذبح الأغنام في خارج السياقات الصحية داخل الأحياء السكنية”.
وبينما أقرّ الحلفي أنّه “لم يحرى التأكد من أعراض التهاب السحايا الذي انتشر أخيراً بين الأطفال في السليمانية (شرقي إقليم كردستان العراق)، لأنّه بحاجة إلى تحليل مخبري ودراسة وبحث”؛ أشار إلى أنّه “جرى اتخاذ إجراءات للحدّ من انتشاره بالتعاون من منظمة الصحة العالمية، وجرى إدخال لقاح التهاب السحايا من ضمن جدول تحصين الأطفال في اللقاح السداسي، وهو إنجاز صحي هدفه حماية المجتمع منه، علماً أنّ هذا المرض انتقالي متوطّن في العراق، وثمّة برنامج رصد من خلال دوائر الصحة في بغداد والمحافظات”.
وكانت وزارة صحة إقليم كردستان العراق قد أعلنت أخيراً تسجيل إصابات يومية بين الأطفال بالتهاب السحايا في محافظة السليمانية، مؤكدة اتخاذ الإجراءات اللازمة للسيطرة على المرض، ومحذّرة من خطورة تفشّيه.
وفي سياق متصل، قال عضو نقابة الأطباء العراقية وليد الحسني إنّ “اتساع موجة الإصابات بأمراض معوية بين الأطفال في العراق عموماً يعود إلى مشكلات في المياه، لا سيّما في المناطق التي حفر أهلها آباراً أو التي يلجؤون فيها إلى المياه الراكدة”.
وأضاف الحسني أنّ “وزارة الصحة وجّهت جهودها نحو تلك المناطق”. وتحدّث عن “إصابات سُجّلت في عدد من مخيّمات النازحين، وقد نتجت عنها مضاعفات خطرة بين الأطفال”، مشيراً إلى أنّ “ثمّة أطفالاً مرضى نُقلوا كذلك إلى المستشفيات”.