سجّلت مناطق شمال غرب سوريا ارتفاعاً في الإصابات بكوفيد-19، ليصل الأمر إلى مستوى “الخطورة المتوسطة” في الأسبوع الماضي، وسط تخوّف من انتشار متزايد للوباء في مخيمات النازحين.
وأفادت منظمة “الدفاع المدني السوري” أو “الخوذ البيضاء” في بيان لها، اليوم الإثنين، بأنّ الجهات الطبية العاملة في مناطق شمال غربي سورية سجّلت 168 إصابة جديدة بكوفيد-19 مثبتة، مؤكدة أنّ 21 من الإصابات كانت في المخيمات.
ولفتت “الخوذ البيضاء” إلى ارتفاع جديد في معدّل نتائج الفحوصات الموجبة الخاصة بفيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2) بنسبة 74 في المائة مقارنة بالأسبوع الذي سبقه، وأوصت بضرورة تلقّي اللقاح المضاد لكوفيد-19 مع التأكيد على الالتزام بإجراءات الوقاية من الفيروس قدر المستطاع، من خلال الكمامة والتباعد الاجتماعي وتعقيم اليدَين باستمرار، بالإضافة إلى تجنّب الأماكن المزدحمة، وذلك بهدف الحفاظ على سلامة الأهالي وتقليل نسب انتشار الوباء.
وفي سياق متصل، يقول مسؤول فريق “منسقو استجابة سورية” محمد حلاج، إنّ “ثمّة أمراضاً تنفّسية تنتشر بين السكان في بعض الأحيان، وفي خلال معاينة المصابين بها تُكتشف كذلك إصابات بكوفيد-19″، مشيراً إلى أنّ “الخطورة تُعَدّ متوسطة في كلّ مناطق شمال غرب سورية”. وإذ يؤكد أنّ “ثمّة انتشاراً للوباء”، يوضح أنّ “هذا الانتشار ما زال محدوداً”.
ويعيد حلاج زيادة الإصابات بكوفيد-19 إلى “عوامل عدّة، أوّلها عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية”، موضحاً أنّ “مناطق شمال غربي سورية سجّلت منذ بداية عام 2023 وحتى أمس الأحد (في أربعة أشهر) نحو 520 حالة موجبة، 95 منها في مخيمات النازحين”. ويلفت إلى أنّ “الزيادة الأخيرة في الأسبوعَين الثالث والرابع من شهر إبريل/ نيسان الماضي هي التي أكّدت أنّ ثمّة مشكلة في زيادة عدد الحالات الموجبة”.
ويشدّد حلاج على أنّه “كان للزلزال كذلك أثره في زيادة عدد الإصابات بكوفيد-19، لا سيّما أنّه تسبّب في نزوح عائلات كثيرة وتجمّع أعداد كبيرة من الناس في مراكز الإيواء”. يضيف أنّه في تلك الفترة، “كانت ثمّة منخفضات جوية كثيرة، الأمر الذي يمثّل أحد أسباب زيادة أعداد المصابين”.
ويوضح حلاج أنّ “ثمّة مشكلة كبيرة جداً في ما يتعلق باستقبال الحالات الحرجة من المصابين بكوفيد-19 في أقسام العناية المشدّدة، إذ إنّ أسرّتها مشغولة بمعظمها”. لكنّه يبيّن أنّ “مراكز فحص العيّنات فُعّلت من جديد في 65 نقطة بكلّ مناطق شمال غربي سورية، في حين عاد 13 موظفاً من المتخصصين في الترصّد الوبائي إلى العمل”.