رمضان في فرنسا.. فرصة مناسبة لاكتشاف عادات الشعب الفرنسي المسلم
Share
مع وجود نحو 5% من المسلمين من تعداد سكانها، تُعتبر فرنسا واحدة من الدول الأوروبية التي تحتفل، وإن بطريقة غير رسمية، بشعائر شهر رمضان المبارك، ولذا فإن زيارتها خلاله، سواء بهدف العمل أو حتى من أجل السياحة أو الاستجمام، أمر لم يؤثر في الصائمين، بل ستكون فرصة مناسبة جدا لاكتشاف العادات التي يتميز بها الشعب الفرنسي المسلم.
إذ يسعى الجيلان الثاني والثالث من المهاجرين من شمال إفريقيا ودول الشرق الأوسط، إلى إظهار عاداتهم وتقاليدهم كجزء من تأكيد هويتهم الثقافية في المجتمع الفرنسي، ولذا فلا عجب في أن تصادف أماكن متخصصة لبيع الحلويات العربية، على غرار اللقيمات، أم علي، البسبوسة وغيرها.
مساجد مفتوحة
يقول العديد من المسلمين هناك “إن رمضان في فرنسا رائع حقا” لأسباب عديدة، أبرزها أن أجواء الشهر الكريم، سواء الصلاة أو العبادة أو الاحتفالات التي تقوم بها المؤسسات الدينية، تعد مختلفة عن باقي الدول الأوروبية، لأن التنوّع السكاني في العاصمة تحديدا وبعض المناطق الجنوبية له رونقه الخاص.
خلال الشهر الكريم، تُحيي المساجد الليالي الرمضانية بالصلاة وتلاوة القرآن والخطب الدينية. أما على أبواب المساجد، فتصطف العديد من العربات والبسطات لبيع الأطعمة التقليدية.
ولا يقتصر عمل المساجد على أداء الفروض الدينية فقط، بل هناك العديد من ورش العمل التي تبدأ بعد صلاة العصر لتعريف الأجيال الجديدة على الإسلام. ويُعد المسجد الكبير في العاصمة، ومسجد مدينة ليون، وستراسبورغ من أكبر المساجد التي تضم الملايين من المصلين خلال الشهر المبارك، كما تقام احتفالات عديدة للمناسبة هذه.
وإضافة إلى هذه المساجد، فهناك المئات من المساجد التي تحتفل بشهر رمضان، وما عليكم سوى تنزيل تطبيقات خاصة تساعدكم للعثور على أقرب مسجد، من ضمنها تطبيق “مساجيدز” Find Mosques (Masjids)، و”مواقيت” Mawakit، إذ يقدم هذان التطبيقان خيارات واسعة قائمة متنوعة من المساجد القريبة من مكان تواجدك.
هل توجد مطاعم حلال؟
في فرنسا، لا يوجد نقص في الطعام الحلال أينما ذهبت. فقد رسّخ المسلمون وجودهم في أوروبا، خاصة في المدن الكبرى الفرنسية. ويمتلك الكثير منهم مطاعم تقدم أطباق دولهم الأصلية. ونظرا لأن غالبية المسلمين في فرنسا من أصول مغاربية، فقد تكون فرصة رائعة لتذوق المأكولات المغربية والتونسية والجزائرية.
إضافة إلى ذلك، تنشط المطاعم اللبنانية والسورية. وفي الأحياء التي تضم الجاليات العربية، تقام أكشاك صغيرة لبيع المأكولات والمشروبات الرمضانية.
وفي حال لم تتمكنوا من العثور على مطاعمكم المفضلة، يمكنكم استخدام التطبيقات الخاصة بالمطاعم الحلال، وهي كثيرة ومتنوعة، ومن أبرزها تطبيق “الذبيحة”، وهو اسم مألوف للمسافرين المسلمين. ويضم “الذبيحة” مطاعم وأسواقا ومساجد في مواقع مثل أميركا الشمالية وأوروبا وأستراليا وسنغافورة وهونغ كونغ وأفريقيا، إضافة إلى تطبيق نادي الطعام الحلال أو كما يعرف باسم “هلا داينينغ كلوب” Halal Dining Club الذي أطلق عام 2016، وهو يشمل آلاف المطاعم في جميع أنحاء العالم.
سياحة هادئة
بعيدا عن أجواء الصخب التي تضج بها العاصمة الفرنسية، يمكن للصائمين زيارة بعض الأماكن خلال فترة الصيام، والاستمتاع بأجواء رائعة تجمع ما بين الفن الفرنسي والهدوء والسلام الذي يبحث عنه الصائم.
ويُعد التجول في المتاحف والمعارض الفنية خيارا رائعا للتعرّف على الثقافة الفرنسية وبطريقة لا تضر الصائم أو تزيد من تعبه خلال ساعات الصيام التي تتخطى 16 ساعة يوميا.
كما يُعتبر متحف اللوفر، والرودان، وبيت كلود مونيه، من أهم المراكز السياحية الثقافية التي يمكن فيها قضاء أوقات ممتعة خلال ساعات الصيام أو حتى بعد الإفطار، إذ تبقى هذه الأماكن مفتوحة لاستقبال السياح حتى الساعة 10 مساء.
ولا تفوّتوا بعد الإفطار فرصة القيام برحلة لا تُنسى على ضفاف نهر السين، فإن كنتم ترغبون في الانغماس في منظر بانورامي للعاصمة الفرنسية، عليكم القيام برحلة نهرية محلية، والتقاط الصور من زوايا نادرة بعد فترة المغيب.
الهدايا من كل العالم
يمكنكم خلال زيارة فرنسا، وتحديدا في شهر رمضان المبارك، شراء ما يحلو لكم من هدايا تذكارية يجلبها العديد من التجار، وتحديدا من دول المغرب العربي. بمعنى أدق، ستكون الفرصة أمامكم ليس فقط لشراء السلع الفرنسية وحسب، بل أيضا مختلف السلع التقليدية من مختلف الدول العربية والأفريقية.
ويعرض سوق “أورانج” الأسبوعي جنوب فرنسا العديد من المنتجات التي تعد جزءا من ثقافة المهاجرين إلى البلاد. ويتحول السوق في شهر رمضان إلى عالم مليء بالبضائع العربية والإسلامية التقليدية، حيث تصطف الكثير من العربات والبسطات لعرض بضائعها، أباريق الشاي من المغرب، الكؤوس التقليدية من تونس، البهارات والصلصات الأفريقية، الملابس التقليدية كالقطفان وغيرها الكثير من السلع.