هل تنجح الوساطة العمانية بعد تضارب تصريحات آل جابر

اعتبار السعودية وسيطا، وليس طرفا رئيسا في العدوان على اليمن سيعني بالضرورة التهرب من مسؤوليتها القانونية والاخلاقية عن أية التزامات واعترافات بجرائمها، وأيضا التعويضات وإعادة الإعمار، وغيرها من الاستحقاقات الإنسانية وغير الانسانية والتي تضمنتها ملفات التفاوض الاخرى .

وإذا كانت السعودية هي من قادت العدوان  وسيطا، فمن هو المعتدي على اليمن الذي دمر  مقومات حياته ومحاصرته لثماني سنوات على التوالي؟

هذا لا يفهم إلا التنصل عن مسؤوليتها العدوانية  وما ترتب عنها من جرائم ومآسٍ مروعة وتبعات كارثية، باعتبارها المتسبب بها، تستوجب  مطالبتها  بتسديد فاتورة الحرب العدوانية التي شنت على اليمن ظلما وعدوانا، فضلا عن احتلال ونهب الثروة النفطية والغازية، لتمويل الحرب، ومحاصرة وحرمان وافقار وتجويع الشعب بهدف سلب إرادته والتسليم باحتلال البلد.

تصريحات السفير السعودي هي محاولة بائسة  لشرعنة الوصاية السعودية على اليمن وتثبيتها امتدادا لما سميت بالمبادرة الخليجية عام2011 من خلال الاعتراف والتسليم بدور وسيط لها وليس كطرف معتدي ومحتل.

القيادة في صنعاء اكثر حرصا على احلال السلام، ولكنها في المقابل غير مستعدة، لرهن الوطن والشعب والعبث بمستقبل الأجيال القادمة ولن تكون كحديقة خلفية، وتابعية سعودية. وقبلت أن تتفاوض مع السعودية، من منطلق أولا حسن النوايا للوصول إلى انهاء الحرب واحلال السلام، وتنفيذ شروط قيادة صنعاء لهدنة مشروطة بمطالب صنعاء، بإنهاء العدوان والحصار  وفتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء، وفتح الطرقات والمنافذ ودفع رواتب الموظفين وتبادل الأسرى الكل مقابل الكل، ومغادرة القوات الأجنبية الأراضي اليمنية، ثم الانتقال إلى مرحلة التسوية السياسية وغيرها من الملفات.

هذا وعادت المفاوضات بين صنعاء والرياض بوساطة عمانية، إلى مسارها بعد تصعيد كاد ينسف جهودها بفعل عرض “سعودي”.

وتسعى السعودية من خلال عرض “الوساطة” التهرب من استحقاقات ما بعد اتفاق السلام مع صنعاء والتي تشمل إعادة الاعمار وتعويض المتضررين وهو ما ترفضه صنعاء التي تتمسك قياداتها بالوساطة العمانية وبمفاوضات ندية مع الرياض.

قد يعجبك ايضا