مؤتمر سمرقند؛ من المطالبة بتشكيل حكومة شاملة ومراعاة حقوق المرأة إلى التوجس من انتشار الإرهاب

انعقد مؤتمر الدول المجاورة لأفغانستان وروسيا، ليومين بمدينة سمرقند في أوزبكستان واكتسى أهمية خاصة بالنسبة لأفغانستان. وشارك فيه وزراء خارجية كل من ايران وباكستان وطاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان والصين وروسيا.

ومن أفغانستان، شارك وزير خارجة مجموعة طالبان بالوكالة أمير خان متقي وعقد لقاءات مع عدد من وزراء خارجية الدول المجاروة لأفغانستان.

وبدا من الكلمة التي ألقاها متقي في المؤتمر أن جميع الدول المشاركة، لم تكن موافقة على حضوره، بحيث أنه أعرب في كلمته عن شكره “لبعض الدول” التي ساعدت ومهدت لمشاركة وفد طالبان في المؤتمر.

وأقيم المؤتمر في الوقت الذي دخلت فيه مجموعة طالبان في مواجهة جادة مع الأمم المتحدة بشأن حظر عمل النساء، وتصاعد القلق حول استمرار تدفق المساعدات الانسانية على أفغانستان.

وتعتبر طالبان أن منع النساء من العمل في مكاتب الأمم المتحدة يعود إلى “قيم داخلية” وتقول إن المنظمة الدولية يجب أن “تحترم” قرارها، بيد أن الأمم المتحدة أعلنت أن موظفيها من النساء يضطلعن بدور حيوي في تنفيذ الفعاليات الانسانية في أفغانستان ولا يمكن المضي قدما من دونهن.

المطالبة بتشكيل حكومة شاملة ومراعاة حقوق المرأة

وفي مؤتمر سمرقند الأول، طالب المشاركون بتشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة في أفغانستان والتزام مجموعة طالبان بحقوق المرأة في التعلم والعمل.

وجاء في البيان الذي صدر في ختام اليوم الأول من المؤتمر “إن المشاركين يشددون على ضرورة الاستجابة لمطلب الأسرة الدولية بتشكيل حكومة شاملة ومنح المرأة حقها في التعلم والعمل.”

ودعا وزراء خارجية ايران والصين وباكستان وروسيا في اجتماع رباعي عقدوه بشأن أفغانستان، إلى تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة وإعطاء المرأة حقها في التعلم والعمل.

وطالبت هذه الدول في بيان، مجموعة طالبان بـ”تشكيل حكومة شاملة تضم جميع الإثنيات والكيانات السياسية وكذلك إلغاء جميع الإجراءات المُقيدة للمرأة والأقليات الإثنية.”

وقال وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان: “إن حرمان النساء والفتيات من الدراسة وسلب فرص النساء والفتيات من المشاركة الاجتماعية في أفغانستان، يُثير قلقنا.”

وأضاف: “إننا ننصح بشكل مؤكد الهيئة الحاكمة المؤقتة في أفغانستان [مجموعة طالبان] أن تفي بوعودها بتشكيل حكومة شاملة تشارك فيها جميع الإثنيات الأفغانية.”

وعلى الرغم من المطالب المتكررة للعالم والبلدان الجارة لأفغانستان، فان مجموعة طالبان، لم تبد لحد الان رغبة في تشكيل حكومة شاملة في البلاد.

وينتمي جميع أعضاء الكابينة الوزارية لمجموعة طالبان إلى العرقية البشتونية، ومعظمهم من بشتون جنوب أفغانستان، ولا يشارك أي شخص من سائر العرقيات والإثنيات الأفغانية في منصب وزير أو سائر المناصب المحورية.

القلق من انتشار الإرهاب في أفغانستان

وعبر وزراء خارجية ايران والصين وباكستان وروسيا في اجتماعهم الرباعي كذلك عن القلق من تواجد المجموعات الإرهابية في أفغانستان.

وجاء في بيانهم المشترك أن “جميع المجموعات الإرهابية بما فيها داعش والقاعدة والحركة الاسلامية لتركستان الشرقية وتحريك طالبان باكستان وجيش تحرير بلوجستان وجيش العدل وغيرها، والمنتشرة في أفغانستان، تشكل تهديدا جادا للأمن الإقليمي والدولي.”

وقالوا أن “جميع أعضاء الأسرة الدولية لديهم مصالح في أفغانستانٍ تنعم بالاستقرار والسلام، البلد الذي يجب أن يكون موقعا للتعاون الدولي أكثر منه ساحة للتنافس الجيوسياسي.”

وأكدوا أن بلدانهم تعارض بقوة إعادة بناء القواعد العسكرية في داخل أفغانستان وأطرافها.

وعلى الرغم من أن أمير متقي وزير خارجية مجموعة طالبان بالإنابة، لم يشر بصورة مباشرة إلى قلق الدول من انتشار الإرهاب وبناء القواعد العسكرية في بلاده، لكنه قال: “لن نسمح إطلاقا أن تتحول أفغانستان إلى بؤرة للصراعات السلبية ومعقلا للتنافس غير المشروع.”

وقد عبرت دول العالم لا سيما بلدان اسيا الوسطى، مرارا عن قلقها من توسع رقعة انتشار المجموعات الإرهابية في أفغانستان منذ أن استولت مجموعة طالبان على البلاد.

وتتنكر مجموعة طالبان للمزاعم بوجود المجموعات الإرهابية في أفغانستان، ورغم الهجمات الدامية التي تشنها هذه المجموعات على الشعب الأفغاني، فان طالبان تدعي أنها قامت بتحقيق وإرساء الأمن في أرجاء البلاد.

قد يعجبك ايضا