خلال رمضان.. سوریون يعانون من قفزات في أسعار مختلف السلع
Share
لم تتراجع أسعار السلع والمنتجات بالسوق السورية، رغم وعود الحکومة السوریة بضبط الأسعار وطرح البدائل المنافسة عبر شركات التدخل الحكومية، إذ لم يزل خط الأسعار البياني بارتفاع مستمر.
وفي محاولة لتخفيف حدة الأزمة الغذائية التي يعاني منها الشارع، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد، أول من أمس “المرسوم التشريعي رقم 5 لعام 2023″، الذي يقضي بصرف منحة مالية لمرة واحدة بمبلغ مقطوع قدره 150 ألف ليرة سورية معفاة من ضريبة دخل الرواتب والأجور وأي اقتطاعات أخرى (الدولار = نحو 7650 ليرة). إلا أن مراقبين أكدوا أن هذه الخطوة لن تكون لها انعكاسات إيجابية على السوريين الذين يعانون من أزمات معيشية خانقة، وفي مقدمتها موجات غلاء لا تتوقف في ظل تهاوي سعر العملة المحلية ومواصلة النظام سياسات اقتصادية أدت إلى تفاقم المشكلات الغذائية.
وكان مركز “قاسيون” من دمشق قد كشف أخيراً وصول متوسط تكاليف المعيشة للأسرة المكوّنة من خمسة أفراد إلى أكثر من 5.6 ملايين ليرة سورية (أما الحد الأدنى فقد وصل إلى 3 ملايين و546 ألفاً و83 ليرة) مع انتهاء الربع الأول من عام 2023.
وفي هذا السياق، قال المستشار الاقتصادي أسامة القاضي، إن استمرار تصدير الخضر والفواكه واللحوم، إلى العراق ودول الخليج العربي، يؤدي إلى ارتفاع أسعارها محليا، مشيرا إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، سواء الزراعي أو الصناعي، والذي ساهم أيضا في تصاعد موجة الغلاء.
يشير القاضي إلى أن ارتفاع أسعار الأسمدة وأجور العمالة والمشتقات النفطية التي تدخل بالإنتاج الزراعي والصناعي، هو الدور الأهم بزيادة تكاليف السلع، سواء داخل المنشأة أو خلال نقلها، ممثلاً بمضاعفة سعر بعض السلع بين مناطق إنتاجها والمدن الموردة إليها.
ووصل سعر كيلو البندورة “طماطم” إلى 3500 ليرة سورية في دمشق في حين ارتفع كيلو الخيار إلى 15 ألف ليرة (الدولار = نحو 7650 ليرة).
وتشير مصادر من دمشق إلى أن إقبال السوريين تراجع بشكل كبير على الفواكه، خاصة المستوردة، ما كسر سعرها نظراً لقصر عمرها التخزيني، إذ تراجع سعر كيلو الفريز من 7 إلى 5 آلاف ليرة والموز إلى 9 آلاف ليرة.
ويجمع مراقبون على أن جلّ السوريين استغنوا عن استهلاك اللحوم، بعد تسجيلها أسعاراً قياسية هذا العام.
ويكشف التاجر غسان ظلّع من حي دمر بدمشق أن اللحوم غابت عن أكثر من 90% من موائد السوريين، بعد ارتفاع سعر كيلو لحم الخروف إلى 105 آلاف ليرة “أعلى من الحد الأدنى للأجر الشهري للموظف” وما شهدته الدواجن من ارتفاعات أخيراً أيضا.
ويعزو التاجر السوري سبب ارتفاع أسعار الفروج (الدواجن) إلى نفاد الكمية التي طرحها التجار بداية شهر الصوم، إضافة إلى غياب مؤسسة التجارة الحكومية وعدم طرح الفروج بأسعار منافسة.
وكان المدير العام لمؤسسة الدواجن بدمشق، سامي أبو دان، قد حذر قبل أيام من كارثة قد تطاول قطاع الدواجن، ما لم يتم إيجاد حلول لارتفاع تكاليف الأعلاف والوقود وغيرها من المستلزمات، مضيفا أنه في حال بقيت الأسعار في الارتفاع فنحن نسير باتجاه الخسارة.
ولم تنج صناعة الألبان من حمى الأسعار بالسوق السورية، إذ سجل سعر كيلو اللبن “زبادي” 4700 ليرة، وسعر كيلو الحليب 4200 ليرة.
وهذه الأسعار، حسب رئيس الجمعية الحرفية للألبان والأجبان، محي الدين الشعار، حرمت السوريين خلال شهر رمضان من مشتقات الألبان.
وبسبب انتشار الطلب الخارجي على الأطعمة والوجبات الغذائية “ديلفري” ارتفعت أسعار الوجبات الجاهزة والسريعة بأكثر من 30% خلال شهر الصوم، بحسب ما تكشف مصادر من دمشق لـ”العربي الجديد”، مشيرة إلى أنه “لا سعر محددا على وجبة أو مادة، بل كل يوم سعر وكل يوم غلاء”.
وكان مدير سياحة دمشق، ماجد عز الدين، قد اعترف بأن أسعار الوجبات السريعة والجاهزة في ارتفاعٍ مستمر حتى آخر شهر رمضان، ملمحاً خلال تصريحات صحافية إلى أن هناك نشرة أسعار جديدة بعد العيد، تتناسب مع التكلفة للمواد الأولية.