فيما تواصل قوى العدوان السعودي خروقاتها لوقف اطلاق النار في مدينة الحديدة، غربي اليمن، أقرت الامم المتحدة بعجزها عن فتح ممر إنساني في الحديدة في الموعد المتفق عليه. وكانت قوات خفر السواحل الیمنية تسلّمت امس ميناء الحديدة بحضور وفد أممي مراقب لتنفيذ خطوات اتفاق وقف اطلاق النار بين الجيش واللجان الشعبية من جهة والتحالف وقوتة من جهة أخری.
بحضور وفد أممي مراقب لتنفيذ خطوات اتفاق وقف اطلاق النار بين الجيش اليمني واللجان الشعبية من جهة وتحالف العدوان السعودي ومرتزقته من جهة أخری، تسلمت قوات خفر السواحل التابعة لوزارة الداخلية الیمنية، ميناء الحديدة يوم امس السبت.
من جهته طالب القائم بأعمال محافظة الحديدة محمد عياش قحيم:”نأمل من الامم المتحدة ومن رئيس فريق اللجان العسكرية المشتركة، إعادة الانتشار للطرف الأخر وإلزامهم بخطوة مماثلة كالخطوة التي تمت في ميناء الحديدة “
وكانت هذه خطوة اولی في سير الاتفاق الاممي قضت بعودة القوات العسكرية المشتركة للقيام بمهامها الرقابية والاشرافية علی سير العمل في الميناء، بعد أن قضت اللجان الشعبية أكثر من ثلاث سنوات في الحفاظ علیها.
وقال قائد قوات خفر السواحل الیمنية اللواء الركن عبدالرزاق المؤيد:”نحن الان في ميناء الحديدة بدأنا بتطبق اتفاق السويد واستلام كل مهام خفر السواحل من الاخوة في الجيش واللجان الشعبية”.
خطوات ايجابية من جانب انصار الله
تنازلات وخطوات ايجابية قدمها الجيش واللجان الشعبية الی الان؛ لكن انظار السكان تظل مصوبة نحو فتح طريق الحديدة – صنعاء للتأكد من عودة الحياة الی طبيعتها، كما تم الاتفاق علیه في السويد، فقد اعلن الناطق باسم حكومة الإنقاذ اليمنية التابعة لحركة “أنصار الله” ضيف الله الشامي، إن طريق صنعاء-الحديدة يبقى مغلقا بسبب عدم انسحاب قوى العدوان، كما اتهم الشامي تحالف العدوان بمنع خروج قافلة إنسانية عبر ذلك الطريق.
ونقل موقع “أنصار الله” عن الشامي قوله، انه “لم يتم فتح طريق صنعاء – الحديدة حتى الآن لأن الطرف الآخر لم ينسحب منها بعد”، مضيفا “إذا لم يتجاوب الفريق الآخر فإن الأمور ستتجه نحو التصعيد، ولا أحد يمكنه خداع الشعب اليمني”، مؤكداً أنهم لن يسمحوا “بتمرير أي إجراء يخل باتفاق ستوكهولم”.
استمرار خروقات العدوان في الحديدة
وفي هذه الاجواء ترتكب قوى العدوان عشرات الخروقات لوقف اطلاق النار في الحديدة فقد اعلن المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع ان قوى العدوان السعودي ارتكبت 53 خرقا لوقف إطلاق النار بالحديدة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأشار العميد يحيى سريع في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية “سبأ”، إلى أن الطيران الحربي والاستطلاعي للعدوان كثف من تحليقه فوق الدريهمي والجاح والفازة والجبلية والتحيتا واللحية والخوبة مع تحليق مستمر لطيران الاستطلاع فوق مدينة الحديدة.
وقال العميد سريع إن مدفعية المرتزقة قصفت بـ 28 قذيفة المناطق السكنية ومواقع قواتنا منها 7 قذائف هاون على الدريهمي و15قذيفة هاون أطلقت من كمران باتجاه الزعفران في كيلو 16 وقذيفتين هاون من جنوب حوش الأبقار إلى شمال غرب مدرسة الشيخ وقذيفة هاون أطلقت على الحلة غرب المثلث بحيس أدت إلى استشهاد مواطن راعي أغنام محمود محمد يحي حريشي وأخته جرحت جواره واسمها نعيمة إضافة إلى 3 قذائف مدفعية باتجاه المطار الحربي.
واوضح أن مرتزقة العدوان أطلقوا النار من مختلف الأسلحة المتوسطة والخفيفة من شرق الصالح باتجاه كلية الهندسة ومن حول الفلة باتجاه شارع الخمسين والكلية والاتحاد ومن تبة الدفاع إلى الدوار ومن شرق مدينة الشعب إلى داخل مدينة الشعب ومن معسكر الدفاع الجوي باتجاه دوار الجمل ومن جنوب وشمال الأمنية والكوعي والخباتية باتجاه شرق الدريهمي والشجن ومن جنوب العقد إلى شركة تهامة ومن المنصة باتجاه دوار الجمل مع تمشيط كثيف في شرق وشمال حيس.
ومن المعيب على المجتمع الدولي ان تقع كل هذه الخروقات بحضور ووجود الوفد الاممي ومن غير اللائق ان يبقى الحصار على اليمن قائما مع تواجد الامم المتحدة عبى الارض اليمنية فقد وصف رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي استمرار الحصار على الشعب اليمني جريمة مركبة في ظل تواجد الأمم المتحدة في ميناء الحديدة.
وقال الحوثي في سلسلة تغريدات نشرها على حسابه عبر موقع التواصل الاجتماعي يوم امس السبت، على“تويتر” “إن تسلم قوات خفر السواحل ميناء الحديدة بحضور الفريق الأممي أهم خطوة تفقد دول العدوان أي مبرر لعرقلة الاتفاق”.
وأشار رئيس اللجنة الثورية العليا إلى أن تنفيذ الاتفاق في ميناء الحديدة إنجاز يدلل على المصداقية والانسجام بين القيادات السياسية والعسكرية التي لم تتردد للحظة في اتخاذ القرار الذي يخدم الشعب.
الامم المتحدة تقر بعجزها
في هذا الوقت اقرت الامم المتحدة بعجزها عن فتح ممر إنساني في مدينة الحديدة غرب اليمن في الموعد المتفق عليه، وأكدت أمانة الأمم المتحدة للصحفيين، أن الممر لن يفتتح اليوم الأحد، على الرغم من تنسيق المسألة في أول اجتماع للجنة مراقبة الهدنة في الحديدة والتي تعمل تحت إشراف المنظمة العالمية وتضم ممثلين عن طرفي النزاع.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن رئيس لجنة المراقبة، الجنرال الهولندي المتقاعد، باتريك كامرت، أبدى، أثناء اجتماع عقده مع ممثلين من حكومة صنعاء، خيبة أمله إزاء تفويت الفرصة لتعزيز الثقة بين طرفي النزاع.
ولاشك ان العجز الذي ظهرت عليه الامم المتحدة له تداعيات على صعيد الواقع الحربي والسياسي في الحديدة، فتسليم ميناء الحديدة من قبل الجيش واللجان الشعبية كانت خطوة كبيرة باتجاه تحقيق السلام بشكل اوسع في اليمن ولكي تحقق تلك الخطوة اهدافها يجب على الامم المتحدة ان تأخذ دور الحياد وان لاتسمح لقوى العدوان بارتكاب المزيد من المخالفات والخروقات لوقف اطلاق النار، ومن دون هذا الموقف فإن المنطقة ليست فقط لن تذهب باتجاه السلام بل هي ستتجه نحو التصعيد العسكري.