الزلزال يزيد من معاناة السوريين.. آلاف النازحين يواجهون خطر التجمد

حذرت منظمات الإغاثة من كارثة إنسانية وشيكة شمال غربي سوريا، بعد أن أوقف الزلزال المدمر الذي وقع، الإثنين ، تدفق المساعدات الأممية الضرورية وقد أجبر الزلزال كثيراً من السوريين النازحين داخلياً على اللجوء إلى الأراضي والحقول المفتوحة وتحت الأشجار وسط ظروف الطقس المتجمدة.

في حين أخبر ثلاثة ممثلين لمنظمات الإغاثة موقع ميدل ايست اي الأمريكي، الثلاثاء  أن الدمار الذي حل بالطرق المؤدية إلى معبر باب الهوى، عرقل بشدة وصول المساعدات الضرورية، مما أدى إلى تفاقم الأزمة.

ونظراً إلى أن المعبر يخضع للبلدية المحلية في محافظة هاطاي التركية، مركز الزلزال ، قال عمال الإغاثة إن الغموض يكتنف موعد استئناف الخدمات بالكامل، وكيفية وصول المساعدة إلى المتضررين.

أخبر أحمد محمود، مدير مكتب الإغاثة الإسلامية في سوريا، موقع  Middle East Eye بأن تركيا أوقفت بالفعل نقل مرضى الحالات الحرجة، نظراً إلى أنها تكافح من أجل التعامل مع آثار الزلزال المميت.

أوضح محمود: “ثلث ضحايا زلزال الإثنين موجودون في هطاي، مما يعني أن السلطات المحلية تواجه ضغوطاً في اللحظة الراهنة وتفعل ما بوسعها لمساعدة المصابين في تركيا”. وأضاف: “الزلزال دمر الطرق والميناء، ودمر محطة الطاقة المحلية، مما يعني أن المناطق القريبة من الحدود التركية في سوريا ليست لديها طاقة كهربائية لطهو الطعام وتدفئة المنازل”.

وفقاً لمحمود، أُجبر كثير من النازحين داخلياً في الوقت الحالي على البحث عن ملاجئ مرة أخرى، أو استضافة الذين فقدوا منازلهم. وتابع قائلاً: “في السابق، كان الأشخاص الذين يعيشون داخل المباني هم من يساعدون الأقل حظاً، والآن صار الناس الذين يعيشون في الخيام هم من يساعدون الذين يعيشون في المباني لأنها لم تعد آمنة”.

في حديثه مع موقع Middle East Eye، قال حمزة برهامية، وهو متحدث باسم منظمة الرؤية العالمية، إنه في حين أن انعدام الأمن الغذائي يشكل مصدر قلق كبير، فإن الأزمة الأكبر التي تواجهها كثير من هيئات الإغاثة تمثلت في درجات الحرارة المتجمدة، التي أحكمت قبضتها على المنطقة.

أوضح: “آلاف السوريين سوف ينامون في العراء بعد أن تركوا منازلهم وراءهم، خوفاً من انهيار المباني ومن توابع الزلزال”. وأضاف: “درجات الحرارة في شمال غرب سوريا وصلت أحياناً إلى أقل من خمس درجات مئوية، في حين أن الأمطار الغزيرة تسقط على مخيمات النازحين داخلياً”.

في سياق متصل، قال أحمد عزيز، مدير أحد برامج مؤسسة القلب الكبير، إن الطرق المدمرة بسبب الزلزال صعّبت تنسيق جهود الإنقاذ، نظراً إلى أن حواجز الطرق عرقلت جهود الإنقاذ في عفرين، التي يستقر فيها.

من جهة أخرى، تستعد منظمات الإغاثة الآن للأسوأ، نظراً إلى أن درجات الحرارة يتوقع أن تنخفض في شمال غرب سوريا. وقال محمود مدير مكتب الإغاثة الإسلامية، إنه مع وجود الكثيرين العالقين داخل الخيام، فإن القلق الأكبر الذي ينتاب منظمته هو أن يموت الناس بسبب درجات الحرارة المتجمدة والاختناق من الغازات السامة التي تنبعث من الحرائق التي يشعلها السوريون لتدفئتهم.

أوضح محمود، الموجود الآن عند الحدود التركية مع سوريا لمراقبة الموقف: “إننا نتلقى بالفعل تقارير بوجود خسائر بين الأطفال وكبار السن الذين يمرضون ويموتون بسبب البرد. الناس في الخيام يحرقون أي شيء يستطيعون الوصول إليه. بعضهم يضرم النيران في خيمته بالخطأ أو يختنق من الأبخرة لأنهم يحرقون (الأشياء) ليبقوا دافئين داخل الخيمة”.

كما أضاف: “ثمة عاصفة ثلجية متوقعة في الأسابيع القادمة، ومع وجود النازحين بالفعل في الخيام، فإن الموقف سيسوء”.

جدير بالذكر أن زلزالا ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا فجر الإثنين 6 فبراير/شباط 2023 بلغت قوته 7.7 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة وعشرات الهزات الارتدادية مخلفة خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات في البلدين.

قد يعجبك ايضا