بعد 7 أشهر من إزالتهما.. الاحتلال يُعيد قبة وهلال مئذنة قلعة القدس
أعادت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قبة وهلال مئذنة مسجد قلعة القدس التاريخية، التي أزالتهما مؤخرًا، بحجة القيام بأعمال ترميم للمئذنة.
وقال نائب مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ ناجح بكيرات إن سلطات الاحتلال أعادت قبل أيام، وضع القبة والهلال مكانها، بعد حملة ومساعٍ حثيثة بُذلت خلال السبعة أشهر الماضية.
وأوضح بكيرات، في تصريح خاص لوكالة “صفا” يوم الأحد، أن سلطات الاحتلال أزالت في يونيو الماضي، القبة والهلال من مكانها، بحجة القيام بأعمال ترميم في المئذنة، وحينها بدأت الشكوك والمخاوف من محاولة إزالتها نهائيًا، كأبرز معلم تاريخي عريق شاهد على عروبة القدس، وتعد من أجمل المآذن بالمدينة.
وأضاف: “منذ ذلك الحين بدأنا حملة لمتابعة القضية، وقدمنا اعتراضًا لدى ما تسمى سلطة الآثار الإسرائيلية والقائمين على إدارة القلعة، وطالبنا بإعادة القبة والهلال كما كانت، إلا أن الشكوك زادت أكثر، كون القضية اخذت وقتًا طويلًا”.
وبين أن الحملة وجهود المقدسيين ووسائل الإعلام أثمرت عن نتائج إيجابية، إذ استجابت سلطات الاحتلال لذلك، وتم إعادة القبة والهلال والمئذنة كما كانت.
وتابع بكيرات “نطمح أن تتحرر القدس وقلعتها من براثن الاحتلال، وأن تعود المدينة المقدسة إلى حاضنتها العربية والإسلامية”.
وأشار إلى أن قلعة القدس تقدم الرواية الفلسطينية التاريخية الحقيقية للمدينة، ويحاول الاحتلال طمسها وتهويدها، كما قام بتهويد العديد من المعالم والآثار الإسلامية في المدينة المقدسة.
وأكد أن الحفاظ على هذا المعلم الأثري يُؤكد أن إرادة المقدسيين قوية، ويبين مدى وعيهم وحرصهم على مؤسساتهم ومناراتهم، مضيفًا “حين يكون هناك إجماع واحد نستطيع أن نحقق أشياء كثيرة”.
وبحسب بكيرات، فإن إعادة القبة والهلال إلى مكانها مؤشر على أنه لا يمكن طمس الوجود العربي والإسلامي في القدس بأي شكل من الأشكال.
ولفت إلى أن سلطات الاحتلال عملت على تهويد قضايا كثيرة في المدينة المحتلة، فالمدرسة التنكزية حولتها إلى مقر لجيش الاحتلال، وهي موقف إسلامي، وأيضًا مقبرة مأمن الله الإسلامية صادرت معظمها، وحولتها إلى فنادق و”متحف السلام”.
وأضاف أن الاحتلال عمل على هدم حارتي المغاربة والشرف في البلدة القديمة، وهجرت سكانها، وليس غربيًا عليه أن يقوم بتهويد مئذنة قلعة القدس، التي تشكل شعار الرؤية البصرية في المدينة.
وأكد رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث أن” السكوت على ضياع القبة سكوت على ضياع بعض المآذن المقدسية، والتي تُعبر عن الوجود والهوية العربية والإسلامية في القدس”.
وتقع المئذنة التاريخية بالزاوية الجنوبية الغربية من قلعة القدس الشامخة، أنشأها السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون عام 1310، ورممها السلطان العثماني سليمان القانوني سنة 938هـ/1532م، ثم جُددت عام 1655، في عهد السلطان العثماني محمد الرابع.
وفي يونيو الماضي، نصب ما يسمى “متحف تاريخ أورشليم القدس” سقالات حديدية حول المئذنة، زاعمًا أنه يقوم بعمليات ترميم للمئذنة التي تعد الأعلى في البلدة القديمة.
وتتكون المئذنة من ثلاثة طوابق حجرية، يُشكل أولها قاعدتها المربعة، ويقوم فوقه الطابق الثاني أسطواني الشكل، ومن ثم الطابق الثالث، الذي يعد الأصغر حجمًا من الطابق الثاني، ويتوسط منتصفه بناء صغير، يُشكل طاقية المئذنة.