نواب لبنانيون يعتصمون داخل البرلمان سعيا لانتخاب رئيس جديد للبلاد
Share
واصل نواب لبنانيون مستقلون لليوم الثاني على التوالي اعتصامهم داخل مبنى البرلمان وسط العاصمة بيروت، لتكثيف الضغوط على السلطة السياسية من أجل انتخاب رئيس جديد للبلاد، في ظل أزمة اقتصادية وفراغ رئاسي مستمر منذ قرابة 3 أشهر.
وجاء الاعتصام الذي دشنه نائبان لبنانيان عقب إخفاق البرلمان أول أمس الخميس في انتخاب رئيس جديد للبلاد للمرة 11 منذ سبتمبر/أيلول الماضي، خلفا لميشال عون الذي انتهت ولايته في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
وبدأ النائبان ملحم خلف ونجاة صليبا الاعتصام المفتوح داخل قاعة المجلس، في إطار الضغط تجاه تكثيف عقد جلسات لانتخاب رئيس للجمهورية.
وانضم الجمعة 12 نائبا إلى الاعتصام، من بينهم مستقلون وآخرون ممن أفرزهم حراك 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، ويسمون أنفسهم “التغييريين”.
والمعتصمون الجدد -وفق ما ذكرت وكالة الأناضول- هم حليمة قعقور، وبولا يعقوبيان، ووضاح الصادق، وإبراهيم منيمنة، وإلياس حنكش، وعبد الرحمن البزري، وياسين ياسين، وفراس حمدان، وأسامة سعد، وأديب عبد المسيح، وسينتيا زرازير، ونبيل بدر.
وفي تصريح لها، قالت حليمة قعقور إن “الفكرة (الاعتصام داخل البرلمان) أتت بناء على اقتراح من الثوار (لم تسمهم)، للضغط تجاه انتخاب رئيس للبلاد بأقرب وقت”.
وأضافت “بعد 11 جلسة لانتخاب رئيس، كنا نخرج من البرلمان بشعور سيئ جدا، لأن المسيطر الأكبر في البرلمان أحزاب السلطة، ونحن أقلية لسنا قادرين على أن نحدث أي شيء يحرك هذا الجمود بعدم انتخاب الرئيس”.
ولفتت قعقور إلى أن الاعتصام داخل البرلمان هو “عمليا استجابة لما يقوله الدستور الذي يدعو إلى انعقاد دائم للمجلس حتى انتخاب رئيس جديد”.
واستدركت “لكننا جوبهنا بتصعيد من قبل رئيس البرلمان نبيه بري، الذي لم يدعُ إلى جلسة كالعادة الخميس المقبل، إنما دعا إلى جلسة للجان النيابية”.
وبحسب حليمة قعقور، “تهدف الخطوة للوصول إلى حل لانتخاب رئيس بأقرب وقت”، لافتةً إلى أنها “رسالة إلى الشارع لحثه على الانضمام إلى النواب المعتصمين للتحرك تجاه انتخاب رئيس”.
كما أعلنت أن “الاعتصام داخل المجلس مستمر، لأنه لاقى تجاوبا من مختلف فئات الشعب ومن جميع المناطق اللبنانية”.
واعتبرت أن هذه الخطوة “تشجع المواطنين على إعادة أخذ دورهم بالضغط على السلطة السياسية في البلاد؛ لإعادة انتظام عمل مؤسسات الدولة”.
اعتصام وتعتيم
وكانت النائبة بولا يعقوبيان دعت إلى التجمع أمام مجلس النواب عصر الجمعة، ونشرت فيديو لها داخل المجلس -في تغريدة عبر حسابها على تويتر- أرفقته بالقول “نواب التغيير باقون في المجلس رغم التعتيم”.
ومنذ الخميس، تمنع الشرطة الخاصة في المجلس الصحفيين والمصورين من الاقتراب من البرلمان، وفق ما أفاد به مراسل الأناضول.
من جهته، نشر النائب وضاح الصادق فيديو له من داخل المجلس النيابي، وأرفقه بالقول “وجودنا داخل المجلس ليس اعتصاما، وجودنا هو تطبيق الدستور”.
وبحسب المادة 49 من الدستور، يُنتخب رئيس الجمهورية في دورة التصويت الأولى بغالبية الثلثين، أي 86 نائبا، فيما يُكتفى بالغالبية المطلقة (النصف+1) في الدورات التالية في حال اكتمل نصابها بحضور 86 نائبا من أصل 128.