معاقو الحديدة بين سندان الإهمال …وحصار دول التحالف
ميادة العواضي
يقبع عبد الجليل الهتار في منزله الكائن في مديرية برع، في محافظة الحديدة غربي اليمن أسيراً لفراشه جراء إعاقته التي تمنعه من الحركة بشكل كبير منذ الحادث الذي وقع له وفقد بسببه القدرة على المشي.
يتمنى عبد الجليل، الذي يعاني من إعاقة حركية شديدة والتي تفاقمت بشكل كبير لعدم وجود رعاية صحية مناسبة، لو باستطاعته الحصول على بطاقة من صندوق رعاية وتأهيل المعاقين في محافظة الحديدة وذلك أبسط حقوقه والذي يبدو أن الكثير من المعوقات والإجراءات الروتينية تحول دون ذلك.
وفي ظل حصار تفرضه دول العدوان على اليمن، فان العديد من الجمعيات والمؤسسات العاملة في مجال الإعاقة تواجه صعوبات عديدة في تقديم خدماتها لذوي الإعاقة، وذلك لقلة الدعم من قبل الحكومة أو المنظمات التي يقول الكثير إنها غائبة عن المحافظة.
وبهذا الخصوص يقول علي عقيل، مدير جمعية برع لرعاية و تأهيل ذوي الإعاقة، أن الجمعية تواجه نقصاُ حاداُ في الكادر الوظيفي وذلك لغياب الدعم للجمعيات، مضيفاً :”منذ إنشاء الجمعية في 2009 لم يتم دعمنا لنستطيع تقديم خدمات لذوي الإعاقة في مديرية برع التي تفتقر أساساُ للخدمات والتي تعاني كبقية المديريات من أوضاع متردية”.
كفاح مضاعف لنيل أبسط الحقوق في مدينة أنهكتها الحرب
يقول عبد الجليل لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) “منذ فترة طويلة وأنا أحاول الحصول على بطاقة من صندوق رعاية وتأهيل المعاقين لكن دون جدوى، لأن طبيعة الإجراءات وطرق الحصول عليها صعبة في ظل ظروفي المادية والصحية التي لا تسمح لي بالذهاب إلى المدينة ،”
يتحدث عبد الجليل بلسان العديد من ذوي الإعاقة الذين منعتهم ظروفهم من الحصول على بطاقة لسد ولو القليل من احتياجاتهم في ظل ظروف صعبة تعصف بالمحافظة المتعبة بالأساس والتي ينقصها الكثير من الخدمات الأساسية .
يتنقل عبد الجليل عبر كرسيه المتحرك ولكن لصعوبة التضاريس ووزنه الثقيل لا يتمكن من الوصول إلى مديرية باجل (إحدى مديريات محافظة الحديدة) للاستفادة من الخدمات المقدمة من بعض المنظمات والمانحين والتي غَالِبًا ما تكون مبالغ مالية زهيدة أو أدوات مساعدة بسيطة والتي يقول عبد الجليل إنه أذا ما فكر في الذهاب وتحمل مشقة السفر فإن المبلغ الذي سينفقه إلى حين وصوله سيكون كبيراً وبالتالي لن يستفيد من تلك الخدمات.
زياد جعبلي وهو من ذوي الإعاقة البصرية، يتحدث عن مشكلات وصعوبات يجدها ذوي الإعاقة القاطنين أرياف ومديريات محافظة الحديدة، مُوَضِّحًا: “وجدت صعوبة كبيرة في مسيرة دراستي كوني أسكن قرية نائية وذلك لعدم وجود مدرسة مختصة بذوي الإعاقة في العموم والمكفوفين بشكل خاص”.
تواجه زياد وغيره من ذوي الإعاقة مشكلة عدم وجود مدرسة خاصة بهم، يضيف: “في بعض الأوقات يتم دمج ذوي الإعاقة في المدارس العادية وذلك يسبب مشكلة بالنسبة لهم لأن الدمج لا يكون مبنيا على أُسس سليمة وإنما فقط لأزاله الحرج من قبل المسؤولين من عدم وجود مدارس لذوي الإعاقة.”
كزياد تحاول ليالي عمر بلغيث وهي فتاة من ذوات الإعاقة الحركية أن تزيل العراقيل التي تجدها في كل مرحلة من مراحل كفاحها لعلها تصل في ظل ظروف مدينة أنهكتها الحرب وفي ظل تراجع الخدمات المقدمة من الصندوق أو من تلك التي تقدمها المنظمات لمساعدتها على إكمال تأهيلها وبالتالي الحصول على وظيفة مناسبة.
يقول مدير صندوق رعاية وتأهيل المعاقين وليد الشوافي أن قدرة الصندوق على تلبيه احتياجات ذوي الإعاقة باتت ضعيفة جداً في ظل حصار خانق تفرضه دول العدوان على ميناء الحديدة الذي يعتبر شريان الحياه بالنسبة للمحافظة .
“يتم التنسيق بين الصندوق وبعض المنظمات العاملة في المحافظة ذلك للحصول على تمويل وبالتالي نستطيع خدمة ذوي الإعاقة، ولكن دائماً ما نواجه العجر في الموارد، ” يضيف وليد .
بين الإعاقة والمعوقات.. يُهضم حق ذوي الإعاقة
يطالب جمال عبد الناصر الحطامي – أمين عام جمعية المكفوفين في محافظة الحديدة – الاهتمام أكثر بالأشخاص ذوي الإعاقة في المحافظة ، وتفعيل الدور الحكومي و المنظمات في دعم احتياجات هذه الفئة عُمُومًا والمكفوفين بشكل خاص.
ويضيف: “تعاني الجمعيات العاملة في المحافظة والمديريات من عدم قدرتها على مواكبة التزايد في نسبة المعاقين الذين هم بحاجة إلى توفير الخدمات والأجهزة التعويضية ، حيث ضاعفت الحرب أعداد ذوي الإعاقة بشكل ملحوظ وبالتالي لم تعد الجمعيات العاملة في هذا المجال قادرة على تلبية احتياجاتهم.”
وينوه الحطامي أن الجمعيات العاملة تكافح للبقاء لخدمة ذوي الإعاقة وتقديم الخدمات في ظل شحة وندرة الدعم الحكومي والمانحين.