ما هي دلالات تصريح محمد عبدالسلام مع وصول الوفد العماني إلى صنعاء؟

تشير تصريحات رئيس وفد صنعاء المفاوض التي أدلى بها لقناة المسيرة مع وصول وفد من سلطنة عمان إلى صنعاء يوم الثلاثاء، إلى وجود تفاعلات إيجابية، فيما يخص مساعي العودة إلى التهدئة في اليمن.

ويبدو من وجهة نظر مراقبين أن العودة السريعة لوفد سلطنة عمان إلى صنعاء بعد مضي قرابة عشرين يوماً على الزيارة السابقة للوفد العماني، قد تكون مؤشراً على تحرك المياه الراكدة في الملفات العالقة بين صنعاء ودول التحالف.
وقال رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبدالسلام أن زيارة الوفد العماني ” تأتي في هذه المرحلة استكمالا للقاءات الأخيرة بعد نقلنا الكثير من الرسائل”.
وكشف عبدالسلام عن ما يمكن اعتباره مباحثات سرية متواصلة بين صنعاء ودول التحالف بقوله أن “هناك أخذ ورد مع الأطراف الأخرى وسنطلع القيادة ورئيس المجلس السياسي الأعلى على وجهات النظر الأخرى”.

وأضاف عبدالسلام أن ” الوضع الإنساني بات يتصدر الملف السياسي والتفاوضي” موضحا أن الزيارات المكثفة بين مسقط وصنعاء تعكس مدى جدية الأخيرة في التوصل إلى خطوات ملموسة، مستدركاً ” أن المسألة تعود لمدى جدية الطرف الآخر” حسب تصريح رئيس الوفد المفاوض عن جانب صنعاء.

قبول مشروط
ورغم حالة التكتم التي تحيط بالمفاوضات الجارية بما في ذلك محاور النقاشات وجهات النظر التي يطرحها الوفد العماني للنقاش في صنعاء، إلا محللين سياسيين قرأوا في تصريحات محمد عبدالسلام دلالات على إمكانية أن يكون التحالف قد وافق على شرط صنعاء الأخير المتمثل بصرف مرتبات جميع المنتسبين للخدمة مع الدولة، إلا أن موافقة التحالف لا تبدو دون مقابل، مما دفع الوفد العماني للعودة إلى صنعاء من أجل تقريب وجهات النظر، مع العلم أن قضية دفع الرواتب تعد من وجهة نظر مراقبين “الجانب الأسهل” بين الشروط التي تتمسك بها صنعاء والمتمثلة برحيل القوات الأجنبية من اليمن ورفع الحصار. وبما يؤكد أن هناك مخاض صعب ينتظر مسار المفاوضات السياسية لإنهاء الحرب.

معيار الرواتب لقياس التوجهات
ويرى البعض أن عدم استجابة التحالف لمطلب صنعاء بصرف المرتبات، والتعامل معها برفض حاد من قبل المبعوثين الأممي والأمريكي، يكشف في الحقيقة إلى أي مدى قد يذهب التحالف في الضغط على اليمن، من خلال حرب التجويع، خصوصاً أن مسألة صرف مرتبات الموظفين تمثل مطلب إنساني تضمنه كل الشرائع والقوانين الدولية، وليست شرطاً قابل للمساومة، في حال اتسمت مساعي الأمم المتحدة بالنزاهة. إلى جانب أن التحالف لم يتردد من الإطاحة بالهدنة بعد إصرار صنعاء على مطلب صرف المرتبات.

قريباً من الأجواء
قبل يومين اطلق عضو وفد صنعاء المفاوض، عبدالملك العجري، تغريدة على حسابه في تويتر، تحدث فيها عن “الضمانات الأمنية لدول الجوار” أوضح خلالها أن استقرار و سيادة اليمن يمثل أهم ضمانة يمكن أن تحصل عليها دول الجوار، وهي تغريدة بحسب مراقبين تبد غير بعيدة عن أجواء المفاوضات الحالية بين صنعاء ودول التحالف.

قد يعجبك ايضا