مشروع انفصال حضرموت.. مؤامرة سعودية أمريكية بريطانية بامتياز
فيما يسعى مرتزقة نظام العدوان والاحتلال الإماراتي إلى فصل جنوب الوطن عن شماله، برزت مؤخرا دعوات مرتزقة نظام العدوان والاحتلال السعودي في صيغة جديدة تنادي بفصل حضرموت عن الجسد اليمني وإعلانها “دولة مستقلة”،
ورغم تبريرات قيادات حزب الإصلاح الأداة الرئيسية لنظام العدوان السعودي لدعواتها بمواجهة الحرب الهادفة إلى القضاء عليها في حضرموت تثبت الكثير من المؤشرات المرتبطة بتطورات الوقائع والأحداث أن توقيت المناداة بفصل حضرموت يأتي في سياق التنفيذ للمؤامرة الأمريكية السعودية البريطانية القديمة المتجددة.. المزيد من التفاصيل في السياق التالي:
وفقا لمخططات مكشوفة بين الجانب الأمريكي والبريطاني والسعودي والإماراتي، تلك الأطراف التي يجمعهم ما تسمى الرباعية الدولية، وبمعنى أوضح دول العدوان على وطننا وشعبنا اليمني، تكشفت مؤخرا خيوط مؤامرة إثارة النزعات المناطقية والانفصالية بين فصائل ومليشيات وأدوات العدوان والاحتلال المنقسمة عمودياً والمتشظية أفقياً في المحافظات والمناطق المحتلة بدءا من عدن ومرورا بحضرموت والمهرة وشبوة ومأرب، وصولاً إلى تعز والساحل الغربي.
وفي هذا السياق تأتي استراتيجية رباعية العدوان والاحتلال في إيقاظ شياطين” المناطقية السياسية والنزعات الانفصالية” ، ومحاولات إنعاش أحلام الماضي والحنين القديم إلى السلطنات والكنتونات في عقول أدوات الاحتلال والفصائل المتناحرة.
حيث برزت مؤخرا دعوات المناداة بدولة حضرموت التي أطلقها المرتزق الإخواني صلاح باتيس، أحد أبرز قيادات حزب الإصلاح من خلال تغريدة له على «تويتر» : «نحن الحضارم قلناها ونكررها وسنستمر: نحن لسنا شمالا ولا جنوبا، نحن شرق اليمن، لن نقبل التبعية والظلم»، حد قوله.
وبحسب مراقبين، فإن تصريحات باتيس وبقية قيادات حزب الإصلاح جاءت بضوء أخضر من الاحتلال السعودي، وفي سياق تنفيذ أحلام ومطامع الأمريكي والبريطاني والفرنسي الذين يدفعون بهذا الاتجاه؛ لا سيما وأن إطلاق الدعوات الصريحة بدولة حضرموت ، جاءت بعد زيارات متكررة لسفراء الدول الغربية ووفودها، وفي مقدمتها أمريكيا.
وأوضح المراقبون أن التطور الخطير في حضرموت جاء، من ناحية التوقيت، بعد 3 زيارات نفذها السفير الأميركي ستيفن فاجن في غضون 6 أشهر، وبعد زيارات نفذها السفير الفرنسي جان ماري صافا مطلع أكتوبر المنصرم، فضلاً عن زيارات وفود عسكرية أميركية للمحافظة.
ويرى آخرون أن للمخابرات البريطانية صلة مباشرة بما يحدث حالياً خصوصاً وأن كل خطوات تفتيت وتقسيم جنوب اليمن والتي بدأت منذ العام الأول للحرب على اليمن تتطابق بشكل كبير جداً مع مخططات تقسيم اليمن التي رسمتها بريطانيا حين كانت تحتل جنوب اليمن في القرن الماضي.
وأن التحركات الأمريكية السعودية الراهنة تأتي امتدادا لنشاط استعماري قديم كانت تتزعمه بريطانيا سابقاً، ففي العام 1967 صرح المندوب السامي البريطاني في أحد ردوده على البعثة الدولية بأن بلاده لا تملك سلطة إرغام الولايات الشرقية (القعيطي والكثيري والمهرة) على الانضمام إلى الجنوب العربي، لكونها لم تدخل في إطار «حكومة اتحاد الجنوب العربي». كان التوجه البريطاني أن يعطي الخيار للإمارات الشرقية (حضرموت والمهرة) للانضمام إلى المملكة السعودية أو الدول الخليجية الأخرى.
وقبل ذلك، في خمسينيات القرن الماضي، أوعزت بريطانيا إلى السلطان القعيطي في حضرموت، الذي تنازل عن إقليم «شرورة» لصالح السعودية، بعد اكتشاف الولايات المتحدة تواجد النفط فيه، في صفقة جرت بين بريطانيا وأمريكيا.
كما لم يعد خافياً أن الولايات المتحدة اتخذت من مطار الريان قاعدة عسكرية لها، وبات أفرادها يتجولون في شوارع حضرموت من دون أدنى حرج.
الجدير بالذكر أن تكثيف الزيارات الأمريكية والبريطانية إلى حضرموت، وتعزيز الحضور العسكري الأمريكي والبريطاني فيها، يؤكدان بما لا يدع مجالاً للشك أنَّ ما يدفع باتجاه فصل حضرموت عن الجسد اليمني أمريكي بريطاني سعودي بامتياز ولا يحتاج أو يحتمل الأمر تأويلا أو تفسيرا آخر.
فحضرموت أكبر المحافظات اليمنية مساحة، ومن أغناها بالثروات النفطية والمعدنية، ومن أهمها في الموقع الجغرافي، لإطلالتها على البحر العربي المفتوح على أعالي البحار، وسبق أن قال أحد سفراء أميركا لدى اليمن قبل سنوات: “إن حضرموت تتمتع بكل مقومات الدولة”، وهذا يعني أن مشروع التقسيم وتعزيز نزعات الانفصال قديم ويتجدد، بدءا من محاولة فرض الأقاليم وما يسمى” الدولة الاتحادية”، إلى مبررات “محاربة القاعدة ومكافحة الإرهاب”، وصولاً إلى التطور الخطير بمحاولة إعلان الانفصال في حضرموت.
وتجدر الإشارة هنا إلى تعدد ردود الأفعال الغاضبة والمنددة بدعوات حزب الإصلاح بانفصال حضرموت غير أن أبرز تلك الردود كان رد الرئيس السابق علي ناصر محمد، حيث جاء في معرض رده على تصريحات القيادي الإخواني باتيس:” نحن لسنا ضد مطالب المحافظات للحصول على حقوقها كاملة ولكننا لسنا مع انفصال حضرموت أو باكازم أو جمهورية دثينة أو العودة إلى ما قبل حدود المشيخات والسلطنات وإذا تغاضينا عن هذه الدعوات والرغبات العديدة التي بدأت تستغل غياب الدولة والفراغ الممتد في كامل الساحة، فإن النتائج ستكون كارثية ومدمرة فحضرموت لن تكون حضرموت واحداً والجنوب لن يكون جنوبا والشمال لن يكون شمالا واحداً وسيصبح في اليمن أكثر من دويلة وكانتون مما سيؤدي إلى صراعات وحروب أهلية في الجنوب وفي الشمال وبينهما، أشبه بحروب الطوائف التي قضت على جوهرة الأندلس. كما أنه لن تنجوا من هذا الشر والفتن والصراعات والحروب دول المنطقة والدول المطلة على البحر الأحمر وغيرها بحكم الموقع الاستراتيجي الذي يتمتع به اليمن.
ولهذا نطالب الجميع بصوت العقل والحفاظ على الثوابت الوطنية الجامعة كما نطالب القوى الإقليمية والدولية الفاعلة في الساحة اليمنية بالعمل الجاد والصادق على استعادة الدولة لأن في اليمن اليوم أكثر من رئيس وأكثر من حكومة وأكثر من جيش وأكثر من برلمان وأكثر من مجلس شورى وأكثر من سعر صرف للعملة. ومستقبل اليمن لايقرره حزب أو شيخ أو قبيلة وإنما يقرره الشعب الذي ناضل من أجل تحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني حتى تحقق له النصر ونيل الاستقلال في 30 نوفمبر عام 1967م.