طالبان وحقوق الإنسان؛ انتهاك واسع النطاق وعدم الالتزام بالمعاهدات الدولية

صرحت مؤسسات دولية ناشطة في مجال حقوق الإنسان على المستوى العالمي وأفغانستان وفي يوم حقوق الإنسان العالمي بان حقوق الإنسان في أفغانستان يتجه نحو التدهور.

وأفادت وكالة شفقنا قسم أفغانستان بأنه قبل أيام قد أحيا العالم الذكرى الخامسة والسبعين لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي أطلقت عليه منظمة اليونسكو اليوم العالمي لحقوق الإنسان؛ ففي عام 1948، وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة في باريس على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وكانت أفغانستان واحدة من الدول التي صوتت لصالح هذا الإعلان.

ومنذ ذلك الحين، واجه تحقيق حقوق الإنسان للمواطنين الأفغان دائما تحديات خطيرة وقد انتهكه حكام أفغانستان بشتى الطرق، إذ لم تحترم الحكومات الأفغانية أبدا حقوق الإنسان للمواطنين الأفغان بالمعنى الحقيقي، وقد انتهكت دائما حقوق الإنسان لسكان هذا البلد من خلال ممارسة التمييز والتحيز والديكتاتورية والقمع.

وفي السنوات العشرين الماضية، عندما كان النظام الجمهوري قائما في أفغانستان وكان يتم اختيار الرؤساء من خلال تصويت الشعب ومن خلال الانتخابات، لم تُحترم حقوق الإنسان للمواطنين احتراما كاملا، وفي كثير من الحالات انتهك الحكام حقوق الإنسان وكرامة المواطنين.

انتهاك واسع النطاق لحقوق الإنسان على يد طالبان

على الرغم من أن حكام أفغانستان لم يوقفوا انتهاكات حقوق الإنسان في أفغانستان بأي حال من الأحوال، وكانت سياساتهم التمييزية المتزمتة تتعارض دائما مع قيم حقوق الإنسان، إلا أن جماعة طالبان ارتكبتها أشد حالات انتهاكات حقوق الإنسان للمواطنين الأفغان ومازالت تمارس هذه الأعمال. إذ انتهكت هذه الجماعة في الفترة الأولى من حكمها، حقوق الإنسان للمواطنين الأفغان انتهاكا كاملا ولم تمنح المواطنين أي حق في تقرير المصير السياسي لبلدهم.

وفي يوم الناس هذا، لا ترى هذه الجماعة بان هناك حقوق لمواطني أفغانستان ومنها تقرير المصير السياسي للبلاد وحتى حقوقهم في حياتهم الخاصة، وهم يتجاهلون تماما حقوقهم الإنسانية.

ووفقا للإعلان الذي نشرته البعثة السياسية للأمم المتحدة في أفغانستان بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، أن هناك انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان شهدتها أفغانستان تشمل الانتهاكات الوحشية لحقوق المرأة، والاعتقالات التعسفية للمواطنين والصحفيين والناشطين المدنيين، والعقاب الجسدي للمواطنين والإعدام.

هذا وقامت عدد من الناشطات بنشر بيان معتبرة ان حالات انتهاك حقوق الإنسان من قبل طالبان اشتملت على الإبادة الجماعية، والهجرة القسرية، والقتل في ظروف غامضة، والاعتداء الجنسي، وإهمال الحقوق الأساسية للمواطنين، بما في ذلك الحق في العمل والتعليم؛ وفي إعلان ناشطات حقوق المرأة الأفغانية، تعرض المجتمع الدولي لانتقادات وقيل إن العالم يشاهد الانتهاك الجسيم لحقوق الإنسان على يد جماعة طالبان، لكنه يواصل التعامل مع هذه الجماعة الإرهابية ويرسل ملايين الدولارات كل أسبوع لهذه الجماعة؛ وطالبت النساء الأفغانيات المنظمات الدولية ودول العالم بالالتزام بقيم حقوق الإنسان، وعدم اتخاذ موقف المتفرج حيال انتهاك حقوق الإنسان على يد جماعة طالبان، واتخاذ تدابير عملية هادفة لمنع جماعة طالبان انتهاك حقوق الإنسان في أفغانستان.

عدم الامتثال لالتزامات أفغانستان الدولية

تعد أفغانستان إحدى الدول الموقعة الرئيسة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وقد تعهدت بالالتزام البنود الواردة في هذا الإعلان؛ ولكن اليوم وبعد أن سيطرت جماعة طالبان على هذا البلد، لم تظهر أي التزام بهذا الإعلان، وسلوك وأعمال طالبان يتعارض تماما مع القيم والالتزامات الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وانتقدت الأمم المتحدة جماعة طالبان لعدم امتثالها لالتزامات الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وطالبتهم بالامتثال للالتزامات الواردة في هذا الإعلان؛ واعتبر المندوب السياسي للأمم المتحدة في أفغانستان أن العقوبة المعلنة للمتهمين من قبل جماعة طالبان “قاسية” و “لا إنسانية” ومهينة وصرحت إن هذا النوع من السلوك محظور في المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تعد أفغانستان عضوا فيها؛ وطالبت هذه المؤسسة جماعة طالبان بإلغاء الإجراءات التي تحد من الحقوق الأساسية للمواطنين الأفغان، وخاصة حقوق المرأة.

ومنذ استيلائها على أفغانستان، فرضت جماعة طالبان قيودا صارمة على حياة مواطني هذا البلد، وقد حرمت هذه القيود المواطنين من حقوقهم الأساسية والإنسانية، وهو ما يتعارض تماما مع التزامات أفغانستان في الاتفاقيات الدولية والأحكام الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان؛ فلأكثر من عام، لم تسمح هذه الجماعة للفتيات بتلقي التعليم بعد الصف السادس، كما منعت النساء من الذهاب إلى المتنزهات الترفيهية والعمل في المكاتب الحكومية والسفر، وكذلك قمعت مختلف الجماعات القومية والدينية من خلال شن الهجوم العسكري عليها.

ومن دون شك ومادامت الدول الثرية تتعامل مع طالبان دون الاهتمام بانتهاكها حقوق الإنسان على نطاق واسع، وتمنح هذه الجماعة ملايين الدولارات أسبوعيا فان طالبان لن توقف انتهاك حقوق الإنسان ويزداد استبدادها ويتسع نطاقا.

قد يعجبك ايضا