قال رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث الشيخ ناجح بكيرات، يوم الخميس، إن الحكومة الإسرائيلية المقبلة برئاسة بنيامين نتنياهو تريد أن توظف كل عناصر الإرهاب من أجل قمع المقدسيين والفلسطينيين، وتقديم رواية توراتية خطيرة داخل المسجد الأقصى المبارك.
وأوضح بكيرات في حديث خاص لوكالة “صفا”، أن “حكومة نتنياهو وظفت في البداية المتطرف إيتمار بن غفير لقمع الفلسطينيين عبر تكليفه بتولي وزارة الأمن الداخلي، والآن تُوظف زوجته للتدخل في قضايا ربما تكون الأخطر في حياة الفلسطينيين”.
وأضاف أن “هذه الحكومة الفاشية لم تُوظف بن غفير وزوجته فقط من أجل تغيير الوضع الكلي للفلسطينيين في القدس والضفة الغربية حين يُنادون بإنهاء الوجود العربي بالمدينة، وقمع الأسرى، وملاحقة الفلسطينيين في بيوتهم وزيادة الوحدات الاستيطانية، بل نلاحظ أن هناك دعمًا لزيادة عدد النساء المتطرفات اللواتي يقتحمن الأقصى”.
وأشار إلى أن المستوطنات المتطرفات أشد عنصرية وتطرفًا من الرجال والأطفال اليهود، بل ويسعين إلى صناعة قيادة إرهابية على شكل زوجة بن غفير التي حملت السلاح، وتنادي بفكرة الوجود الصهيوني داخل المسجد الأقصى.
وتابع بكيرات أن “حكومة نتنياهو-بن غفير تريد توظيف العقيدة الصهيونية الفاشية في زيادة الرموز التوراتية داخل الأقصى، وانتهاك حقوق المقدسيين، وكذلك شؤون المسجد المبارك، وبإظهار العسكرة ومحاولة بث الإرهاب في صفوف الفلسطينيين عامةً، والمقدسيين خاصةً”.
ومساء الأربعاء، عُقد اجتماعًا هو الأول من نوعه بين كبار ضباط شرطة الاحتلال، وقادة المستوطنين الذين يُشرفون على اقتحام المسجد الأقصى، بمبادرة وتنسيق مع إيلا بن غفير زوجة المتطرف بن غفير، واستمعوا لما قيل عنها “شكاوى” قادة المستوطنين حول ترتيبات الاقتحام والسماح بأداء الصلاة اليهودية بالمسجد.
وبحسب القناة العبرية السابعة، فإن قادة الشرطة أكدوا خلال الاجتماع أنهم “مهتمون بأي طلب من شأنه أن يسمح باستمرار الاتجاه الإيجابي الذي فرض في السنوات الأخيرة بالأقصى”.
وطلب قادة اقتحام الأقصى، بتسريع عمليات الاقتحام لتكون هناك ساعات أكثر يُسمح لهم فيها باقتحامه، وتقليص الإشراف الدقيق من عناصر الشرطة على عمليات الاقتحام، وكذلك فتح مزيد من الأبواب أمام المقتحمين، وزيادة ساعات الاقتحام فيما بعد فترة الظهر وأيام السبت، لأداء الصلوات بحرية وبدون أي قيود.
وأكد قادة شرطة الاحتلال أنهم “سيعملون على تلبية مطالب قادة المستوطنين، من أجل حرية تحركاتهم وبما يضمن استمرار الأمن والهدوء”.
ثلاث قضايا
وبهذا الصدد، قال رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث إن كل الاجتماعات التي يعقدها بن غفير أو زوجته تهدف إلى تحقيق ثلاث قضايا، هي: خلق واقع جديد في القدس والأقصى، زيادة قمع وإرهاب الفلسطينيين، والمقدسيين، وتقديم رواية توراتية خطيرة في المسجد.
وأضاف “علينا كفلسطينيين ومقدسيين أن نكون أكثر صبرًا وثباتًا وصمودًا، وتجذرًا في المسجد الأقصى، وأن نبقى في رباط دائم ومتواصل، لأن هذا الرباط سيفشل كل المخططات الاحتلالية”.
وطالب بكيرات نساء وفتيات بيت المقدس بأن يكن في رباط وتجذر دائم بالأقصى، وأن تكون هناك حركة نسائية مقدسية قوية في شد الرحال للمسجد، ردًا على زوجة المتطرف بن غفير وغيرها.
وأكد قائلًا: “نحن أصحاب الأرض والمسجد الأقصى، ومن نمتلك التفوق على بن غفير وزوجته، لأننا نملك الحقيقية والرواية والأرض، والتفوق الإيماني والتاريخي، ولن يستطع بن غفير ولا حكومة نتنياهو وأمثالها، التفوق علينا، رغم أنهم يمتلكون القوة والبلطجة وأدوات القمع والسلاح”.
وأضاف “نحن لنا امتدادًا عربيًا وإسلاميًا، أكثر من بن غفير وغيره، ونملك تاريخًا وحضارة قوية جدًا، لا يمكن إلغائها، وسنبقى جيل بعد جيل نحافظ على إرثنا وتاريخنا”.