“أمة الرحمن” لم تشفع لها دموع والديها.. مأساة طفلة قتلها الإهمال والمرض في تعز
وضع مخيف ومقلق وواقع مؤلم فرضه تفشي وباء حمى الضنك الذي يغزو بشكل كارثي كافة مناطق محافظة تعز، حيث تواصل الموجة الجديدة من الوباء التفشي والفتك بأرواح العديد من الأطفال والكبار على نطاق واسع وغير مسبوق، وسط تدهور في الخدمات الصحية وفي ظل عدم مبالاة سلطات التحالف بالمحافظة.
معاناة تفوق الحصر
انتشار فيروس حمى الضنك يُعد واحدة من أقسى المحن الإنسانية التي شهدتها اليمن.. لمواطنين يمنيين معظمهم أطفال أبرياء دمر فيروس خبيث حياتهم في عمر الزهور والأخبث منه إهمال السلطات التابعة لدول التحالف، كان من المفترض أن تكون عوناً لهم في الوقاية منه والصمود امام طغيان المرض الخبيث الذي يجري في عروقهم الهزيلة ليل نهار، والأشد قساوة في المحنة أن “المرافق الطبية في تعز تنظر للمرضى بأنهم مجرد سلعة تجارية” حسب قول بعض الناشطين.
وعلى الرغم من الخلاف بشأن الإحصائيات الدقيقة لعدد الإصابات والوفيات الناتجة عن حمى الضنك، والتي قدرت بحسب بيانات مكتب صحة تعز التابع لسلطات “حكومة” التحالف بأكثر من 12 ألف إصابة و “23 حالة وفاة” بحسب ناشطين، منذ مطلع العام الجاري ، إلا أن الجميع متفق أن الوباء استوطن محافظة تعز واستباحها في غفلة من سلطات المدينة وأن خطره يتعاظم مع مرور الأيام.
المعاناة التي سنتحدث عنها اليوم في تعز، ليست أرقام وإحصائيات بل معاناة تفوق الحصر وتعجز كافة علوم الرياضيات والجبر عن حصرها في أرقام ، فقد كسرت تلك المعاناة قلوب آباء وأمهات قبل أن تكسر عظام المصابين وهم يشاهدون فلذات أكبادهم، يصارعون الموت تحت وطأة تصاعد وباء حمى الضنك القاتل بشكل يومي في بلد أنهكته الحرب والحصار للعام الثامن على التوالي.
أمة الرحمن أخر الضحايا