يواجه العراق انخفاضاً كبيراً في مستوى مياه نهري دجلة والفرات ما يجعل العراق من بين أكثر خمس دول في العالم عرضة لتأثيرات التغير المناخي وفقاً للأمم المتحدة.
وتؤكد مصادر من جنوب العراق أن عدد النازحين إلى مراكز المدن بلغ نحو نصف مليون شخص منذ مطلع عام 2020، وفي منتصف يوليو/ تموز الماضي، حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “فاو” من أن الواقع الزراعي في العراق يدعو إلى قلق كبير، مشيرة إلى أن البلد أحد أكثر المناطق تضرراً من تغير المناخ ونقص المياه، وأنه يحتاج إلى مساعدات غذائية.
وأوردت تقارير لوسائل إعلام محلية أن محافظة البصرة، التي يقطنها ما يقارب مليوني عراقي، استقبلت، خلال الأشهر القليلة الماضية، ما يزيد عن 350 ألف نازح ضمن موجة نزوح جماعي، بعد فقدانهم القدرة على العمل في أراضيهم الزراعية، وأن هذه الأعداد الهائلة التي دخلت المحافظة اضطرت إلى العيش في مناطق عشوائية بلا خدمات.
وقبل أسبوع، حذر منسق الشؤون الإنسانية الأممي في العراق، غلام إسحاق زي، من موجات الجفاف الطويلة التي تضرب البلاد، وتتسبب في تدهور الأراضي، مشيراً إلى أن “سبب المشكلات هو الظواهر الجوية المتطرفة، والتغيرات في أنماط المناخ، مثل موجات الحر، والأمطار الغزيرة، وارتفاع درجات الحرارة، وزيادة تقلب هطول الأمطار، وعدم إمكانية التنبؤ به، والعواصف الرملية والترابية، وموجات الجفاف الطويلة، وتدهور الأراضي، والفيضانات، وندرة المياه، كما انخفضت تدفقات المياه من نهري الفرات ودجلة، التي توفر ما يصل إلى 98 في المائة من المياه السطحية، بنسبة 30 إلى 40 في المائة”.
وأكد إسحاق زي أن “تغير المناخ لا يؤثر على القطاع الزراعي فحسب، بل يمثل تهديداً خطيراً لحقوق الإنسان الأساسية، ويضع عوائق أمام التنمية المستدامة، ويفاقم التحديات البيئية والأمنية والسياسية والاقتصادية التي تواجهها البلاد”.