فتاة تطلق الرصاص على جسدها احتجاجا على انفلات الأمن بتعز
رفيق الحمودي /
في قصة مؤلمة وحادثة موجعة أدمت قلوب ملايين اليمنيين .. وفي مأساة جديدة تكشف قبح الفوضى وانتشار الجريمة والعبث الذي تعيشه مدينة تعز الواقعة تحت سيطرة جماعة الإخوان (حزب الإصلاح) ودول تحالف العدوان السعودي الإماراتي ، وفي حادثة هزت الرأي العام وجسدت معاناة أبناء تعز من الإنفلات الأمني الذي تشهده المدينة.. أقدمت فتاة في ربيعها العشريني على إطلاق الرصاص على نفسها وسط الشارع العام وفي قلب مدينة تعز بسبب تعرضها للإبتراز الالكتروني بصورها وعدم استجابة شرطة تعز لإنصافها من المبتز .
وجاءت الحادثة لتكشف مزيد من القبح الذي يلطخ جماعة الإخوان التي استقدمت دول العدوان تحت مبرر ما زعمت به من تحرير في وقت انها تسيئ لكرامة اليمنيين وتنتهك آدميتهم.
وعن تفاصيل الحادثة المأساوية قال سكان محليون : إن الفتاة العشرينية الناشطة “سارة علوان” قامت مساء الأربعاء بإطلاق الرصاص الحي على نفسها بعد تعرضها لعدة أشهر للإبتزاز الالكتروني وعدم تفاعل الجهات الأمنية معها.
من جهتهم قال شهود عيان : إن الفتاة سارة علوان تم إسعافها إلى إحدى المستشفيات بالمدينة بعد إن اخترقت إحدى الرصاص كتفها وفقدانها لكمية كبيرة من الدماء .
وبحسب تقارير طبية فإن احدى الطلقات أصابت مكان خطر تخت الكتف مما جعل الفتاة تنزف دماء كثيرة وهي الان بغرفة العناية المركزة وفي حالة حرجة بين الحياة والموت .
محاضر استدلالات أكدت أن صديقة الناشطة سارة علوان قامت قبل ثمانية أشهر بسرقة فلاشتها الخاصة ونسخ صورها وتسليمها لشخص يبتزها ويدعى/ أمجد المقطري الذي ظل يبتز الفتاة خلال هذه الفترة – بحسب محاضر الاتهام التي تقدمت بها الفتاة قبل أشهر .
وسجلت المحاضر التي تم إعلانها عقب الحادثة وجود فعلي للشكوى و من قبل الفتاة وهو الأمر الذي أظهر سخط شعبي وسخط على مواقع التواصل ضد ممارسات التجاهل واللا مبالاة لأمن تعز التابع للإخوان وعدم اكتراثه بأوجاع وشكاوى مظلومين يتعرضون للإبتزاز ومنهم الفتاة الناشطة سارة علوان .
على ذات السياق أكدت مصادر محلية تلك الواقعة وأكدت أن الفتاة تقدمت بعدد من الشكاوي للأجهزة الأمنية الواقعة تحت سيطرة جماعة الإخوان وتحالف دول العدوان حول قيام الشاب بابتزازها إلا إن سلطات الاخوان والامن التابع لها لم تستجب لها فقررت إنهاء حياتها بإطلاق النار على نفسها وتعثر نشر مقطع فيديو على حسابها فيسبوك يوثق العملية.
وكانت الفتاة الناشطة “سارة علوان” قد نشرت في حسابها الشخصي على فيسبوك قبل تنفيدها عملية اطلاق النار منشورات نعيد نشر بعض منها كما كتبته حيث قالت :”أنا آسفه لكل الناس الي حبوني، آسفه من قلبي لاتخلوش حد يتكلم عني اني كنت ضعيفة بس تكلموا عن كم انه كان العالم بشع فوق طاقتي”.
وأضافت بمنشور آخر لها : “حاولت بكل ما اوتيت من قوة حاولت قد ماقدر.. خلو بالكم من اهلي حبوهم مثل ماحبيتهم خلوهم فخورين فيني اسالكم بالله فيهم كلموهم يسامحوني وقد ايش كنت كويسه وكيف حاولوا يدمروني وانا رايحه عند الي أحسن مني ومنهم ومنكم”
وتابعت سارة في منشور لها :
” البلاد ذي غير صالحه للعيش القوي الظالم المنافق هو الي بيعيش بس ، الناس المنافقة ما تدخلوش تعلقوا انا اكرهكم اكرهكم وعند الله تجتمع الخصوم ”
الفتاة الضحية ناشدت بالقول : ” خذوا حقي منهم خذوا حقي من أمجد وامل الي بتسمعوا قصتهم بالفيديو”.
وقالت أيضا في اخر منشور لها : ” النت مش مساعدني انشر كل شي بس متأكدة كل الي يحبوني ويعرفوا الموضوع مابا يفلتو حقي كيف ما كان يكون”.
وطيلة الأسابيع الماضية كانت تنشر الفتاة منشورات تشير الى انها ستقدم على ما أقدمت عليه بالفعل، وأكد نشطاء انهم تواصلوا مع الفتاة وحاولوا مراجعتها قبل الحادثة لكنها رفضت، بسبب الابتزاز الذي تعرضت له وبسبب تجاهل مايسمى بإدارة أمن تعز لشكاويها المتكررة وعدم إنصافها .
وبحسب تأكيدات مقربين وشكوى الفتاة سارة فقد ظلت خلال ثمانية أشهر وهي تلاحق الأجهزة الأمنية بتعز الواقعة تحت سيطرة وحكم جماعة الإخوان ودول تحالف العدوان وتتردد لتقديم الشكاوي والبلاغات عن تعرضها للابتزاز الالكتروني إلا أن شرطة تعز التابعة لتحالف العدوان لم تتحرك لضبط المتهمين كما هو حالها مع كثير من القضايا .
و تروي سارة أنها بعد إن شاهدت الظلم والفساد اضافة الى عدم تحرك مايسمى بأجهزة تعز الأمنية لشكواها ، قررت إنهاء حياتها ومغادرة الدنيا باستخدام المسدس لتطلق الرصاص الحي على جسدها .