مجلة امريكية: امل السلام في اليمن تضائل!

عبدالله مطهر
قالت مجلة “كاونتربنش” الأسبوعية الأمريكية إن أمل السلام تضائل في اليمن في 2 تشرين الأول/ أكتوبر، عندما انتهت الهدنة بين التحالف الذي تقوده السعودية وصنعاء دون تجديدها.. كانت الهدنة قد بدأت في أبريل، وتم تمديدها في يونيو، وتم تمديدها مرة أخرى في أغسطس.

وأكدت أنه منذ عام 2015، كانت الولايات المتحدة الشريك الصامت للسعودية، حيث تزود التحالف العسكري بقيادة السعودية بالمعلومات الاستخباراتية والمساعدة في الاستهداف.

وذكرت أنه حتى نوفمبر 2018، كانت الولايات المتحدة تقوم بتزويد طائرات التحالف بالوقود أثناء التحليق في الجو.. ومع ذلك يقول اليمنيون مراراً وتكراراً إن الحرب هي حرب سعودية أمريكية، أو ببساطة الحرب الأمريكية.

وأفادت أن بايدن كان قد وعد بإنهاء المساعدة الأمريكية للتحالف خلال الحملة الانتخابية، وكان ذلك في أول خطاب رئيسي له في السياسة الخارجية كرئيس في 4 فبراير 2021.. كما أن بايدن قلص المساعدة الأمريكية، لكن الولايات المتحدة تواصل بيع كميات هائلة من الأسلحة للسعوديين والإماراتيين.

وأوردت أن الولايات المتحدة توفر قطع غيار وصيانة لطائرات التحالف الحربية.. يؤكد خبراء، مثل بروس ريدل من معهد بروكينجز، أنه بدون الصيانة وقطع الغيار الأمريكية، سيتم إيقاف الطائرات الحربية السعودية.. وأن وقف القوات الجوية الملكية السعودية سينهي حملة القصف المدمرة الهائلة للملكة.. وحتى أنها قد تنهي الحرب.

وتابعت أن المتحاربين في اليمن لم يتمكنوا من إنهاء الحرب حتى اللحظة.. لذا يمكن لبايدن إنهاء المساعدة الأمريكية للسعوديين، وبالتالي شل أو أخذ جهودهمم الحربية وربما فرض السلام، لكن بايدن لم يفعل ذلك.. من بقي ومن يستطيع إنهاء الحرب ؟ هل يمكن للكونغرس ؟ المجلة كشفت أن الكونغرس لم يوافق على مشاركة الولايات المتحدة في الحرب في اليمن كما يقتضي أو ينص الدستور..

ومع ذلك يمكن للكونغرس إجبار السلطة التنفيذية على إنهاء مساعدتها غير الدستورية من خلال تمرير قرار سلطات الحرب. المجلة رأته أنه يجب أن نتوقع حق النقض من الرئيس بايدن إذا أصدر الكونغرس قرارا جديداً.. وإذا لم يستخدم بايدن حق النقض ضد قرار سلطات الحرب، فسوف يعترف بأن سياسته تجاه اليمن قد فشلت.

وأشارات إلى أن تجاوز حق النقض الرئاسي يتطلب 67 صوتا في مجلس الشيوخ و 290 صوتا في مجلس النواب ثلثا كل مجلس.. من أين ستأتي هذه الأصوات ؟ مجلس الشيوخ منقسم حاليا. وتابعت أنه إذا صوت جميع الديمقراطيين في مجلس الشيوخ لتجاوز فيتو بايدن، فسيحتاجون إلى 17 صوتا جمهورياً.. ولذلك أكرر: من أين ستأتي هذه الأصوات ؟ في عام 2019، انضم سبعة جمهوريين إلى جميع الديمقراطيين في التصويت لتجاوز فيتو ترامب.. كان ذلك أقل بعشرة أصوات مما هو مطلوب.. لذا هل سيكون أي جمهوريين على استعداد لدعم القرار الجديد ؟

وأكدت المجلة أن في يوليو، سافر الرئيس بايدن إلى الرياض للقاء محمد بن سلمان، على الرغم من أن بايدن يقول إنه لم يناقش سعر النفط مع بن سلمان، فمن المرجح أن بايدن ناشد محمد بن سلمان لفتح الصنابير بالكامل.. لكن إذا كان الأمر كذلك، فقد أصيب بخيبة أمل.

وقالت إنه يجب أن نفترض أن محمد بن سلمان لم ينس إهانات بايدن العديدة – ناهيك عن العفو عنه.. خلال المناظرة الرئاسية الديمقراطية في 19 نوفمبر 2019، وصف بايدن السعودية بأنها دولة منبوذة، وتعهد بجعل السعوديين يدفعون ثمن اغتيال الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي، وتعهد بعدم بيع المزيد من الأسلحة للمملكة.

وذكرت أنه بمجرد تربعه في المكتب البيضاوي، أصدر بايدن تقريرا استخباراتيا أمريكيا لعام 2018 يورط محمد بن سلمان شخصيا لأمره بقتل خاشقجي.. ولعدة أشهر بعد توليه منصبه، رفض الرئيس بايدن التحدث مع محمد بن سلمان، وبدلاً من ذلك أصر على التعامل مباشرة مع والده، الملك سلمان البالغ من العمر 86 عاماً.

وأوضحت أن العوائق التي تحول دون تمرير الكونغرس لقرار جديد لسلطات الحرب شديدة لدرجة أن القيام بذلك قد يكون مستحيلاً.. يبدو لي أن الأشخاص الوحيدين الذين يمكنهم إنهاء الحرب هم السعوديون واليمنيون أنفسهم.. وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل الفشل في تجديد الهدنة مدمراً للغاية.. ربما كانت الهدنة آخر أمل لليمن في السلام.

قد يعجبك ايضا