القدس تَغلي والتصعيد الإسرائيلي يُنذر بانتفاضة جديدة

قال الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب، يوم الأربعاء، إن الأحداث والمواجهات التي تشهدها مدينة القدس المحتلة، بما فيها حالة العصيان المدني في مخيم شعفاط، قد تنذر باندلاع انتفاضة جديدة، احتجاجًا على تصاعد وتيرة اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك والمدينة المقدسة.

وأوضح أبو دياب في حديث خاص لوكالة “صفا” أن المدينة المقدسة تشهد حالة من الغليان والغضب الشديدة، رفضًا للاحتلال واستمرار اعتداءاته وحصاره لمخيم شعفاط وبلدة عناتا، إذ عم الإضراب الشامل أحياء وبلدات المدينة، والمؤسسات التعليمية، حتى بدت الحياة مشلولة.

وحدة وثبات

وأضاف أن الإضراب بالقدس اليوم عكس وحدة المقدسيين وثباتهم في مقاومة الاحتلال ورفضهم لوجوده، وتضامنهم مع أهالي شعفاط وعناتا المحاصرين لليوم الرابع على التوالي، ضمن سياسة العقاب الجماعي التي تفرضها سلطات الاحتلال على المقدسيين.

ورأى أن أهل القدس بدأوا في تطوير وسائل جديدة لمواجهة إجراءات الاحتلال ضدهم، تجسدت في إعلان سكان مخيم شعفاط العصيان المدني المفتوح حتى إنهاء الحصار المفروض على المخيم، وذلك في خطوة رافضة لوجود هذا الاحتلال وممارساته.

وتابع أن “خطوة العصيان المدني ستنعكس سلبًا على الاقتصاد الإسرائيلي، في ظل تعطل كافة مناحي الحياة بالقدس، سيما مخيم شعفاط وعناتا وضاحية السلام، وإغلاق للمحلات التجارية، نظرًا لارتباطه بالاقتصاد الفلسطيني في المدينة المقدسة”.

وبين أن توقف مناحي الحياة وتعطلها وعدم توجه العمال إلى أشغالهم يؤثر سلبًا على الحركة التجارية والاقتصادية لدى الاحتلال، ويؤدي لشلل تام في قطاع السياحة.

واعتبر إعلان العصيان المدني في مخيم شعفاط بأنه يمثل نوعًا من تحدي الاحتلال والصمود في مواجهته، في مقابل فشله الذريع في قمع المواجهات وحالة الغضب التي يشهدها المخيم.

وتشهد المدينة المقدسة غضبًا عارمًا وإضرابًا شاملًا، رفضًا للاحتلال وممارساته العنصرية، وللحصار المفروض على مخيم شعفاط وبلدة عناتا.

وعم الاضراب الشامل شوارع المدينة، وبلداتها وأحيائها ومدارسها، وأغلقت المحلات التجارية، التزامًا بقرار العصيان المدني التضامني مع شعفاط وعناتا وضاحية السلام.

انتفاضة جديدة

وبنظر أبو دياب، فإن” ما يجري بالقدس ينذر ببدء انتفاضة جديدة قد تصل إلى مراحل أخرى، ربما تشمل عدم التزام المقدسيين بدفع الضرائب لسلطات الاحتلال وما يفرضه عليهم من التزامات أخرى”.

وأوضح أن الاحتلال لا يمتلك كافة الإمكانيات للتعامل ومواجهة كل الأحياء والبلدات المقدسية في حال توسعت حدة المواجهات والأحداث وامتدت إلى كافة الأحياء، وهذا سيؤدي لإرباكه وإيلامه أكثر، ليس فقط أمنيًا وإنما أيضًا اقتصاديًا.

وقال الباحث المقدسي: إن” سلطات الاحتلال تريد تصفية وجودنا في المدينة المحتلة، لذلك تقوم بقمعنا ومحاصرتنا والتنكيل بالسكان واقتحام منازلهم وتشديد الخناق عليهم، بالإضافة للاعتداء على مقدساتهم، وخاصة المسجد الأقصى، وسرقة محصول الزيتون من أراضيهم”.

وأكد أن أهل القدس بتضامنهم مع المحاصرين في شعفاط وعناتا، أرسلوا رسالة للاحتلال مفادها “أننا جمعيًا موحدين في مقاومة سياسة العقاب الجماعي، وفي رفضنا لإجراءاتكم العنصرية واستفزازاتكم، ولوجود المحتل على أرضنا وفي مدينتنا المقدسة”.

وأضاف أن “القدس باتت على صفيح ساخن، بسبب تصاعد اعتداءات الاحتلال بحق المقدسيين ومقدساتهم، وربما ستزداد الهبة الشعبية وحالة الغضب وتشتد وتيرتها في الأيام المقبلة، ليس فقط في المدينة المحتلة، وإنما بالضفة الغربية المحتلة”.

ومساء الثلاثاء، أعلن أهالي مخيم شعفاط البدء بعصيان مدني مفتوح، حتى إنهاء الحصار المفروض عليهم منذ أيام، ورفضًا لممارسات الاحتلال بحقهم، عقب عملية إطلاق النار على الحاجز العسكري مساء السبت الماضي، والتي أدت لمقتل مجندة إسرائيلية وإصابة اثنين آخرين.

وطالبت لجان المخيم في بيان، بمنع استعمال السيارات بعد الساعة العاشرة مساءً إلا للحالات الطارئة، وعدم خروج العمال للعمل ابتداءً من اليوم كـ “عنوانٍ للكرامة”.

م ت/ر ش

قد يعجبك ايضا