اليمن: مهمة إنقاذ ناقلة النفط صافر تحظى بالدعم الكافي لبدء النقل الأولي للنفط إلى سفينة أخرى
أعلن ديفيد غريسلي، منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن، أنه تم تلقي تعهدات والتزامات كافية لإطلاق عملية طارئة لإنقاذ ناقلة النفط صافر قبالة السواحل اليمنية. وأعرب عن شكره للدول الـ 17 التي ساهمت حتى الآن في هذا الجهد الذي وصفه بالجماعي والذي ضمّ أيضا القطاع الخاص والمؤسسات.
جاء إعلان تلقي التعهدات في حدث جانبي بنيويورك، باستضافة هولندا والولايات المتحدة وألمانيا في مقر البعثة الهولندية.
وفي مؤتمر صحفي عقده اليوم في المقرّ الدائم بنيويورك، عقب انتهاء الحدث الجانبي، قال غريسلي: “أعتقد أنه إنجاز أساسي كنا نتحدث عنه على مدى الأشهر الماضية منذ أن أطلقنا حملة جمع التبرعات في أيار/مايو في لاهاي بدعم من الحكومة الهولندية.”
وتم تقسيم العملية إلى مرحلتين، مرحلة فورية للنقل الأولي للنفط إلى سفينة أخرى والمرحلة الثانية تعتمد على توفير حلّ تخزين دائم لذلك النفط إلى أن يسمح الوضع السياسي بحله، وإلا فسيتم نقله إلى مكان آخر.
وأضاف غريسلي: “بالنسبة للمرحلة الأولى، نُقدّر أن تبلغ التكلفة 75 مليون دولار، واليوم استطعنا تخطي عتبة الـ 75 مليون دولار تلك، أعتقد أن لدينا أكثر بقليل من ذلك، فقد تم التعهد بتقديم حوالي 77 أو 78 مليون دولار، ونعتقد أن دعما إضافيا سيتدفق أيضا.”
وثمّة حاجة إلى 38 مليون دولار إضافية لإكمال التخزين النهائي، بحسب المسؤول الأممي. وقال إنه على الرغم من ذلك، “أعتقد أنه مع الزخم الذي شهدناه اليوم، سيكون هذا هدفا يمكننا الوصول إليه في الوقت المناسب.”
رفع الوعي إزاء مخاطر تسرّب النفط
شدد غريسلي على أنه كان هناك نوع من التمويل الجماعي، للتعبئة وتشجيع الأفراد على المساهمة في جميع أنحاء العالم. “لقد نجح ذلك في جمع التمويل، ولكن ربما أكثر أهمية من ذلك نجح في رفع الوعي إزاء المشكلة والمخاطر التي تهدد البحر الأحمر والمجتمعات المقيمة على البحر الأحمر.”
وأشار إلى أن حوالي ألفي شخص ساهموا بسخاء في التبرع، وأشاد بتبرع القطاع الخاص بقيمة 1.2 مليون دولار من مجموعة HSA.
من بين أولئك الذين ساعدوا في جمع الأموال للعملية، كانت مجموعة من ستة أطفال من مدرسة ابتدائية في ولاية ماريلاند الأميركية، أدركت أن تأمين ناقلة النفط وتجنب الكارثة “مشكلة مشتركة لنا جميعا.”
وتابع يقول: “الحصول أولا على اتفاق سياسي من الأطراف في عدن وصنعاء كان خطوة مهمة جدا، والحصول على الموارد للعمل كان خطوة مهمة جدا، فالخطوة الأخيرة حقيقةً هي بدء مهمة عملية الإنقاذ.”
وأشار إلى وجود فترة قد تمتد لعدّة أسابيع للتعبئة وبعدها عملية لمدة أربعة أشهر لتثبيت الناقلة الحالية من أجل العمل على نقل النفط إلى سفينة ثانية، ومن ثمّ التخزين على المدى الطويل. وأعرب عن شكره لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي سيتولى المرحلة الأولى من التنفيذ.
وسلّط الضوء على تكلفة الفشل في القيام بذلك: “قدّرنا أن تكلفة تبلغ 20 مليار دولار ستكون مطلوبة لتنظيف التسرّب النفطي، وهذا لا يأخذ في الحسبان التأثير على الوصول الإنساني إذا أعاق تسرّب كبير المدخل إلى الميناء الأساسي الذي يفضي إلى شمال اليمن، إضافة إلى احتمالية تأثر شعوب أخرى مثل جيبوتي وإريتريا والصومال، وكذلك الساحل السعودي والساحل اليمني.”
الولايات المتحدة: تقدّم يسير بالتوازي مع الهدنة
من جهته، قال تيم ليندركينغ، المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، في المؤتمر الصحفي إن هذا الجهد كان جماعيا، وذكّر بأن “هذا الإنجاز” تحقق في سياق الهدنة في اليمن، “لذا فهي لحظة شهد فيها الصراع في اليمن إحراز بعض التقدم والكثير من العمل الشاق بين الأمم المتحدة والولايات المتحدة والتحالف بقيادة السعودية والحكومة اليمنية، وبالفعل جماعة أنصار الله (الحوثي)، للاتفاق على الهدنة والالتزام بشروطها بشكل عام حتى الآن.”
وأوضح أنه يتم النظر الآن في توسيع نطاق الهدنة وتمديدها في 2 تشرين الأول/أكتوبر، وهذا هدف حظي بدعم الولايات المتحدة والأمم المتحدة وكل دولة لديها مصلحة في الصراع اليمني تحدثنا إليها في الجمعية العامة هذا الأسبوع.”
وأشار إلى أنه بعد ثمانية أعوام من الحرب الأهلية، قدّمت الهدنة لليمنيين الإغاثة التي تمسّ الحاجة إليها، وهي أطول فترة من الهدوء تتمتع بها الدولة وأفضل فرصة منذ اندلاع الصراع من أجل التوصل إلى سلام دائم.
“انخفضت الخسائر في صفوف المدنيين بنسبة 60 في المائة، وهذا يظهر لكم أنه عندما يكون هناك خفض للتصعيد يكون هناك تأثير مباشر على حياة البشر.”
وأشار إلى أن المجتمع الدولي متحد حول هذه المسألة، وقال إن إيران رحبت بالهدنة في نيسان/أبريل وفي حزيران/يونيو وفي آب/أغسطس، وتابع يقول: “نريد للتصرفات الإيرانية أن تطابق ردود الفعل الإيجابية إزاء تلك للهدنة.”
دعم ألماني وهولندي
قال مايكل غيسلر، رئيس القسم السياسي في بعثة ألمانيا لدى الأمم المتحدة، في الحدث الذي انعقد صباحا في مقر البعة الهولندية، إنه قد تم التوصل إلى إنجاز مهم جدا في قرار اليوم، وفي تمويل المرحلة الأولى من عملية الإنقاذ. “إنها أخبار جيدة أنه تم تأمين هذه العملية وأنه يمكن للعملية الطارئة كما ذكر السيد غريسلي أن تبدأ قريبا.”
وأشار إلى أن الحدث الجانبي كان يسلط الضوء على الجهود الجماعية من أجل منع كارثة بيئية مع تكلفة بشرية وإيكولوجية وبيئية شديدة.
وقال: “تلتزم ألمانيا تماما، مع شركائها والأمم المتحدة، في حشد المانحين ورفع مستوى الوعي.”
وقد ساهمت ألمانيا بـ 12 مليون يورو، أي 12 مليون دولار أميركي تقريبا، من أجل العملية. ولا تزال المرحلة الثانية بانتظار التمويل.
وأوضح مارك غيريتسين، مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الهولندية، أن بلاده من الداعمين لليمن منذ عقود، من أجل تنمية البلاد والجهود الإنسانية والمساءلة.
“لهذا السبب، لم تتوانَ هولندا لدقيقة واحدة في التطوع في دور قيادة حشد التمويل لعملية إنقاذ ناقلة صافر. وفي تعاون وثيق مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة وغيرهما، مثل ألمانيا، أطلقنا حملة للحصول على الموارد الكافية لهذه العملية المهمة.”
ونظمت هولندا مؤتمر تعهدات في وقت سابق هذا العام، وتم الوصول إلى الدول من المنطقة ومن العالم بأسره.
كما تعهدت وزيرة التعاون الإنمائي الهولندية بتقديم 7.5 مليون يورو في وقت مبكر، وفي زيارة إلى اليمن الأسبوع الماضي تعهدت بـ 7.5 مليون يورو أخرى للعملية، مما رفع مساهمة هولندا إلى إجمالي 15 مليون يورو.
الأوضاع الإنسانية صعبة
ردّا على سؤال حول الوضع الإنساني في اليمن، قال السيد غريسلي: “يظل الوضع صعبا جدا بالنسبة لأبناء اليمن، تجاوزنا سبع سنوات من الصراع، ونحاول – عبر الدعم السخي من العديد من الدول الأعضاء – تقديم دعم إنساني كبير لسكان اليمن، لكن الاقتصاد انهار بسبب الصراع.”
وأشار إلى أن الوضع يظل خطيرا ولن يتم حلّه سوى بحل سلمي للصراع. وأعرب عن شكره لكل من يدعم توفير الغذاء للسكان، لكنه لفت الانتباه إلى ضرورة تقديم الدعم لنواحي الحياة الأخرى:
“دائما نجد صعوبة في إيجاد تمويل للوقود للمستشفيات والوقود لمحطات ضخ المياه، لا يمكن أن نسمح لتلك الأنظمة بالانهيار أيضا.”
وشدد على أنه إلى أن يتم النهوض بالاقتصاد ويحصل الأشخاص على الوظائف، ستستمر تلك الأزمة الإنسانية وربما تزداد شدة.