مختصون يدعون لتدشين استراتيجية إعلامية لنصرة الأسرى

دعا مختصون في شأن الأسرى وإعلاميين في غزة الإثنين لتدشين استراتيجية إعلامية لنصرة الأسرى وإيصال رسالتهم إلى العالم، ومشددين على أهمية حمل معاناتهم الإنسانية إلى المجتمع الدولي للتدخل والإفراج عنهم، وخاصة مرضى السرطان.

جاء ذلك لقاء إعلامي نظمته وكالة “صفا” بمقرها في غزة بالتعاون مع جمعية واعد للأسرى والمحررين، وبحضور عدد من الأسرى المحررين ومختصين إعلاميين للتباحث حول قضية الأسرى وكيف يمكن نصرتهم اعلاميًّا.

وقال رئيس تحرير الوكالة محمد أبو قمر: “اليوم نجتمع في هذه الطاولة المستديرة للتباحث حول نصرة الأسرى إعلاميًّا، وما المطلوب اليوم لنقل معاناتهم إلى المجتمع الدولي وتكون قضيتهم أكثر فاعلية”.

وأكد أبو قمر أنه سيتم الأخذ بهذه الأفكار والتوصيات التي سيناقشها اليوم عدد من الأسرى المحررين؛ للعمل بها ونقلها إلى وسائل إعلامية بهدف الاتفاق على برنامج أو خطة تعمل على نصرة قضية الأسرى.

من جهته، استعرض الأسير المحرر جهاد غبن المعاناة التي يمر بها الأسير داخل سجون الاحتلال، سيّما المرضى منهم، مشيرًا إلى أن معاناة الأسير تستغرق شهورًا كي تصل إلى طبيب السجن، وحين يصل إلى الطبيب فإن صورة الأشعة تستغرق أيضًا نحو 6 شهور كي يطمئن الأسير على وضعه الصحي.

وشدد غبن على أهمية الاتفاق على استراتيجية إعلامية تضم ممثلين عن جميع وسائل إعلام فلسطينية وأكاديميين إعلاميين، لمخاطبة الإعلام الأوروبي والأمريكي حول ما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال، سيّما المرضى.

وأضاف: “مطلوب منّا اليوم الاتفاق على خطة أو برنامج كيف نوصل معاناة الأسرى للإعلام الأوروبي والأمريكي؛ يجب اتخاذ خطوات حقيقية على أرض الواقع لكشف جرائم الاحتلال”.

وأشار غبن إلى أن شعبنا لديه العديد من السفارات والجاليات حول العالم، وبإمكاننا انتهاز كل الوسائل والإمكانات الممكنة لنبرز قضية الأسرى وفضح جرائم الاحتلال، وذلك بحاجة إلى خطة منظّمة”.

أما الأسير المحرر هيثم حلس يرى أن الإعلام لا يسلط الضوء بشكل كافٍ على قضايا الأسرى الإنسانية، بعيدًا عن نقل اخبار حالات الاستشهاد أو وفاة أحد اقاربهم.

وأضاف أن “طبيب الأسير ناصر قال خلال أقل من 3 شهور لن يتهدد تدهور الوضع الصحي للأسير أبو حميد فقط؛ بل سينضم أسرى أخرين مثل موفق عروق، حازم الشوبكي”.

وأشار حلس إلى أن الأسير ناصر أبو حميد هو آخر أسير ودعته بالسجن، مؤكدًا أنه لم يكن يعاني من أي أمراض؛ “اكتشفوا المرض به فجأة، وهناك عددٌ آخر من الأسرى يتعرضون للتهديد بين الفينة والأخرى من قبل جنود الاحتلال في الأسر.

بدوره، تساءل الأسير المحرر جمال فروانة لماذا تتعامل وسائل الإعلام مع قضية الأسرى بردات الفعل وتطورات الأوضاع داخل السجون؟ قائلاً: “لماذا لا تكون هناك خطة عمل وبرنامج واضح لنصرة قضية الأسرى”.

وشدد فروانة على أهمية توثيق بطولات الأسرى داخل السجون مثل عملية الهروب من سجن جلبوع، وقضية النطف المهرّبة، مشيرًا إلى أن العديد من الأسرى دخلوا السجن أميين، واليوم يحملون شهادات عليا بفضل مثابرتهم.

ودعا لتدشين استراتيجية إعلامية للاتفاق على برنامج وطني وخطة عمل واضحة تنصر قضية الأسرى في المحافل الدولية، مؤكدًا في ذات الوقت أهمية مخاطبة الجمهور الإسرائيلي باللغة العبرية.

تطور نوعي

وأكد رئيس لجنة دعم الصحفيين صالح المصري أن هناك تطور نوعي ملحوظ في إبراز قضية الأسرى، وذلك بفضل المؤسسات المتخصصة والعاملة في مجال الأسرى.

وأوضح المصري أن قضية الأسرى قضية كبيرة، وتحتاج لجهد أكبر مما هو عليه، وطالما أن هناك أسرى داخل السجون الإسرائيلية سنبقى مقصرين تجاههم.

وبيّن أنه من أهم الإشكاليات التي تواجه التغطية الإعلامية بموضوع الأسرى أنه لا يوجد استراتيجية ثابتة بالتغطية الإعلامية، بمعنى أن وسائل الإعلام تتعامل وفق ردود الفعل فقط.

وتساءل المصري: كيف نكون فريق إعلامي متخصص في ملف الأسرى، يوجد مؤسسات معنية بالأسرى وإعلامية كذلك، لكن هل يوجد خطة؟

وشدد على أهمية “أنسنة قضية الأسرى على حد وصفه، قائلاً “يجب أن نعمل على إبراز الجانب الإنساني لقضية الأسرى، فالعالم اليوم يجتمع حول القضايا التي فيها بعد إنساني”.

وأضاف: “كل أسير خلفه قصة إنسانية يستحق أن نقدمها للعالم؛ لكن للأسف المؤسسة الرسمية الفلسطينية تتحمل المسؤولية الأكبر في هذا الجانب نظرًا لغيابها في تناول هذا الجانب”.

وأضاف: “يوجد نحو 120 سفارة حول العالم؛ لو كل سفارة نظمت فعالية لنصرة الأسير ناصر أبو حميد لتحركت قضيته”.

وتابع حديثه “إعلامنا بحاجة لأفكار خلاّقة لنصرة قضية الأسرى؛ مطلوب منّا طرح أفكار نستجلب فيها اعلام دولي لتغطية الأحداث المحلية، يجب الاهتمام بالخطاب الإعلامي بلغات أخرى”.

من جهته، قال مدير جمعية واعد للأسرى والمحررين عبد الله قنديل: “من المهم أرشفة هذه المقترحات، لتقييمها بعد فترة من التنفيذ؛ هل ستجدي نفعًا؟، مؤكدًا أن المجال مفتوح لأي اقتراح يمكن تنفيذه في حال خدم قضية الأسرى.

وأكد أن قضايا الأسرى كثيرة، يمكن تناول العديد من الزوايا لنصرتهم، قائلاً: “هناك زوايا لو طرحت على الإعلام نستطيع أن نلامس قضاياهم وأن تصل إلى نطاق أوسع.

يشار إلى أن لقاء وكالة “صفا” مع الأسرى المحررين وعدد من الإعلاميين والمختصين يأتي ضمن برنامج شهري تنفذه الوكالة مع جمعية واعد للتباحث حول قضية الأسرى، والسبل المتاحة لنصرتهم.

6Z8A5820.JPG

6Z8A5834.JPG

قد يعجبك ايضا