إضراب مدارس القدس.. موقف شعبي موحد بمواجهة “أسرلة التعليم”
Share
يعكس نجاح الإضراب الشامل الذي عم مدارس القدس المحتلة يوم الاثنين، طبيعة الموقف الشعبي والوطني المقدسي ومدى تلاحمه ووقوفه صفًا واحدًا في مواجهة معركة “أسرلة التعليم” التي يسعى الاحتلال الإسرائيلي لتحقيقها على الأرض، وفرض منهاجه المحرف والمزيف على الطلبة المقدسيين.
ويرى نشطاء مقدسيون ومختصون بشؤون التعليم أن الإضراب الشامل هو خطوة تحذيرية أولى ضمن مجموعة خطوات تصعيدية قادمة لحين تحقيق مطلب المقدسيين العادل، وتراجع بلدية الاحتلال عن فرض المناهج المحرفة على المدارس المقدسية.
وعمّ الاضراب الشامل اليوم كافة مدارس القدس، رفضًا لمحاولات فرض المنهاج الاسرائيلي وما يحتويه من تزييف وتحريف للرواية التاريخية على الطلبة المقدسيين.
ويأتي الإضراب استجابةً لدعوات أطلقتها القوى الوطنية والإسلامية في المدينة المقدسة لالتزام كافة المدارس بالإضراب، رفضًا لأي شكل من أشكال فرض المناهج الإسرائيلية أو المنهاج المحرف.
التزام كبير
الناطق الإعلامي باسم اتحاد لجان أولياء الأمور في القدس رمضان طه يثمن التزام الأهالي والمدارس بالإضراب، الرافض لتحريف المنهاج الفلسطيني وفرض المنهاج الإسرائيلي المزيف والمحرف على الطلبة المقدسيين.
ويوضح طه في حديث لوكالة “صفا” أن القوة الحقيقية والأساسية في إنجاح الإضراب اليوم هي التزام أهالي الطلبة بنسبة كبيرة فيه، بلغت أكثر من 85%، مما يؤكد حرصهم الشديد على رفض إدخال المنهاج الإسرائيلية المحرفة لمدارس القدس ولعقول أبنائهم.
ويضيف أن ما تحاول سلطات الاحتلال تمريره من خلال فرض مناهجها على المدارس سواء التابعة لبلدية الاحتلال أو المؤسسات الخاصة أمر مرفوض مطلقًا، يجب التراجع عنه، وعدم محاولات الضغط علينا من أجل تسمين عقول الأطفال وأبناءنا الطلبة في المدارس.
ويؤكد أن المنهاج الفلسطيني هو حقنا يعبر عن هويتنا وانتماءنا الوطني، بما نصبت عليه المواثيق الدولية والاتفاقيات الموقعة ما بين السلطة الفلسطينية والاحتلال.
وعن الخطوات القادمة، يقول طه: إن” لم تتراجع بلدية الاحتلال وتستجيب لمطالبنا بشأن فرض المنهاج الإسرائيلي، سيكون هناك خطوات تصعيدية أخرى، لأن محاولة التهميش لهذه الخطوة ستقابل بخطوات أخرى تُؤكد قرارنا وإصرارنا على رفض إدخال هذه المناهج إلى مدارسنا المقدسية”.
ويبين أن الأمر خطير جدًا، لأن العبث بعقول أبناءنا شيء خطير لا نقبل به، “فأولادنا هم أغلى ما نملك وانتماءهم لفلسطين وللأمة العربية والإسلامية شيء لا يمكن اللعب به وغسل أدمغتهم”.
ويشدد الناطق الإعلامي باسم اتحاد لجان أولياء الأمور على أن تغيير النصوص والمعاني والانتماء سوف يواجه بخطوات تُثبت الهوية الوطنية، وتُعطي لنا الشرعية للوجود الفلسطيني في القدس.
و”يسعى الاحتلال إلى أسرلة كل شيء في المدينة المقدسة، وتغيير طابعها الجغرافي والديمغرافي، من باب السيطرة عليها، وإثبات للعالم أن القدس هي عاصمة إسرائيل، لكن نقول لهم إن القدس عاصمة فلسطين وهذا حق ثابت”. كما يؤكد طه
موقف موحد
وأما عضو اتحاد لجان أولياء أمور طلاب مدارس القدس عادل غزاوي يصف نجاح الإضراب بالكبير جدَا وبنسبة عالية، في ضوء التزام غالبية مدارس المدينة.
ويوضح غزاوي لوكالة “صفا” أن الإضراب حمل رسالة واضحة للاحتلال مفادها “لا تتجاوز الحدود معنا كمقدسيين”، فنحن نعتز ونفتخر بمنهاجنا الفلسطيني، وبتاريخنا وهويتنا، وليس بحاجة لأي منهاج يتعلق بتاريخ الاحتلال المحتل لأرضنا.
ويضيف “نحن نرفض تدريس طلبتنا المنهاج الإسرائيلي المحرف والمزور، ونأمل أن تكون الرسالة قد وصلت للاحتلال، وأن يتجاوب مع مطالب أهالي الطلبة ولجان أولياء الأمور وكافة المدارس والمؤسسات”.
ويعكس نجاح الإضراب طبيعة الموقف الشعبي المقدسي ومدى تلاحمه ووقوفه صفًا واحدًا في معركة “أسرلة التعليم” التي يسعى الاحتلال لتحقيقها على الأرض.
ويبين أن الاحتلال يتخوف من فرض المنهاج الفلسطيني على الطلبة المقدسيين، كونه “يتحدث عن النكبة الفلسطينية وحجم الجرائم التي ارتكبها بحق الفلسطينيين، مما يشكل فضحية لهذا المحتل، لذلك يرفض تدريسه بمدارس القدس”.
ويتابع غزاوي “من حقنا كفلسطينيين أن نختار المنهاج الذي يتناسب معنا ومع أبنائنا، وذلك وفقًا للقانون الدولي”.
ويؤكد أن خطوة الإضراب اليوم سيتبعها خطوات أخرى ما لم تستجيب سلطات الاحتلال وتتراجع عن فرض المنهاج الإسرائيلي، مبينًا أن ذلك يعتمد على قوة الشارع المقدسي وقراره، خاصة أننا شهدنا اليوم تفاعلًا ممتازًا لدى المقدسيين في الالتزام بالإضراب.
خطوات تصعيدية
ويقول عضو اللجنة المركزية لأولياء أمور الطلبة في مدارس الطور مفيد أبو غنام إن الإضراب خطوة أولى نحو إرسال رسالة لبلدية الاحتلال وزارة المعارف بأننا لا نقبل بالمنهاج المحرف ولا بأسرلة الفكر والعقيدة والثقافة لدى أبناءنا الطلبة في المدارس.
ويشير إلى أن الجميع التزم بالإضراب اليوم، ولم يرسل الأهالي أبناءهم للمدارس، مما يدلل على مدى الوعي لدى الشعب الفلسطيني في القدس فكريًا وثقافيًا ودينيًا.
ويضيف “ما لم يتراجع الاحتلال عن هذه الخطوة، فإنه سيتبعها خطوات تصعيدية أخرى قد تشمل إضرابات أو اعتصامات حسب ما تتطلبه المرحلة القادمة”.