مخطط أمريكي لنهب الثروة في شبوة
ضمن أحداث مترابطة ومتسلسلة يسعى من خلالها الاحتلال إلى نهب ثروات اليمن، تأتي محافظة شبوة لتجد نفسها الآن أحدث ساحة في اليمن للصراعات تعمل من خلالها قوى الاحتلال الإماراتي السعوديّ عبر وكلائها على الأرض لفرض سيطرتها بما يخدم مصالح الدول الغربية في مقدمتها أمريكا وبريطانيا.
تعددت الوسائل ولكن الهدف واحد هو نهب ثروات اليمن النفطية والغازية وتقسيم اليمن بدءا بإعلان العدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن منذ ثماني سنوات، وصـولا إلى صراعات بين المرتزقة أنفسهم من اليمنيين الذين هم في الأساس أذيال الاحتلال المتواجد في المحافظات الجنوبية للجمهورية اليمنية.
صراع الأدوات
الصراع بين أدوات ومرتزقة التحالف في كـلّ المحافظات المحتلّة وفي شبوة بصفة خاصّة ليس جديدا، والجديد هو أن هذا الصراع في هذه المحافظة النفطية والغازية التصديرية وصل إلى حدوده القصوى، وأصبحت المعركة بين حزب “الإصلاح” (إخوان اليمن وخونته) ومرتزقة الإمارات على اختلاف مسمياتهم معركة كسر عظم، والمثير للسخرية والاشمئزاز في ذات اللحظة أن أخطبوط تحالف العدوان تتقاتل فيما بينها مرة أخرى من جهة وأن الاقتتال على محافظة شبوة يهدف إلى السيطرة على الثروة النفطية وصب عائدات نهبها في الأخير بين جيوب قوى الاحتلال وليس لأدوات الصراع إلا الموت والخزي والعار بعد أن انتهى دور أحدهم وأصبح ورقة محروقة وهي النتيجة الحتمية وللبقية الذين سينتهي دورهم ويصبحون كروتا لا فائدة منها وإن بعد حين.
ويقول الخبير والمحلل العسكري العقيد مجيب شمسان: إن ما يدور اليوم في محافظة شبوة هو جزء من السيناريو الذي أعده تحالف العدوان منذ أن أقام تلك التغييرات لإزاحة ما تسمى الشرعية المزعومة شرعية عبدربه منصور وتكوين ما يسمى بالمجلس الرئاسي.
ويشير شمسان في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” إلى أن هذه الخطوة جاءت بعد خطوة قام بها السفير السعوديّ الجابر عبر لقائه عددا من قيادات المؤتمر والتي صرّح من خلالها بإزاحة حزب “الإصلاح” وتمكين حزب المؤتمر الشعبي العام وإعادته إلى الواجهة، مؤكّـدا أن ما يدور اليوم في محافظة شبوة هو جزء من هذا السيناريو في جانب منه لإزاحة حزب “الإصلاح” وإطاحة ما تبقى منه، ومن ثم الانتقال وتمكين الخطوة التالية المتمثلة في تنفيذ الجنوب لعمليات الانفصال.
ويتابع حديثه “كذلك من هذا المخطّط ما يتمثل في تمكين تنظيم داعش والقاعدة من السيطرة على محافظة أبين ومحافظة شبوة ومحافظة حضرموت؛ باعتبارها محافظات نفطية ومن خلال قراءة المنابع النفطية أو المناطق النفطية أو خارطة تواجد المناطق النفطية سواء في اليمن أو في غيرها من المناطق يلاحظ بأن تواجد داعش والقاعدة وبقية التنظيمات الإرهابية تنتشر في أماكن الثروات الغازية والنفطية وهي على علاقة وثيقة بأمريكا وبريطانيا ومخطّطاتهم في السيطرة على مناطق الثروة والطاقة، وبالتالي فـإنّ جزءا من أهداف تحالف العدوان هو السيطرة على مناطق الثروة والطاقة، وتعتبر تنظيمات القاعدة وداعش هي الأدوات التكتيكية للسيطرة على هذه المناطق لتمكينها من السيطرة على هذه الثروات”.
ويوضح أن “ما يدور من صراع بين هذه الأدوات في محافظة شبوة هو جزء من المخطّط الأمريكي البريطاني بتنفيذ إماراتي للتخلص مما يسمى بحزب “الإصلاح” وتمكين قيادات داعش والقاعدة في هذه المحافظة لتمهيد السيطرة على ثرواتها الغازية والنفطية وخير دليل على ذلك ما تم من زيارة المبعوث الأمريكي في شهر مارس إلى منشأة بلحاف، والحديث عن إعادة تشغيلها بعد توقفها دام لسبع سنوات بالتزامن مع أزمة الطاقة التي تشهدها دول أوروبا الغربية نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، وزيارة تسعة سفراء من الدول الأوروبية نهاية شهر مايو وبداية شهر يونيو ووصولهم إلى عدن”.
وينهي كلامه، “الحاصل هو سيناريو واضح ومحاولة حثيثة لنهب ثروات اليمن الغازية والنفطية على اعتبار أن تحالف العدوان يركز بشكل كبير على ثروات اليمن كجزء من المخطّط بالإضافة إلى داعش والقاعدة والتي ليست إلّا أدوات تكتيكية جميعها لتحقيق الأهداف الأمريكية، سواء في محافظة شبوة أو غيرها من المحافظات، مؤكّـدا أن التركيز اليوم على محافظة شبوة يأتي؛ باعتبارها ومحافظتي مأرب وحضرموت من المحافظات الغنية بالثروات النفطية والغازية التي تحتاج إليها أمريكا ودول أوروبا الغربية في الوقت الراهن”.
أهميّة استراتيجية واقتصادية
وتحوّلت شبوة إلى الوجهة المفضلة وساحة للصراع للطامعين من قوى الاستعمار وأطراف العدوان القائم على اليمن إطار تسابقها للسيطرة على الثروة، وهو ما يفسّر استماتتها لتعزيز أوراقها هناك، أملا في جني مكاسب مستقبلية، وقد احتدم هذا التسابق في ظل ازدياد الحاجة العالمية إلى النفط