التعليم حول العالم في أزمة “غير مرئية” وعواقبها وخيمة على الأطفال ومستقبلهم
Share
تستضيف الأمم المتحدة قمة “تحويل التعليم” في أيلول/سبتمبر المقبل، التي تكتسب أهمية كبيرة نظرا لأنها تسعى إلى تنشيط الجهود الوطنية والعالمية لتحقيق الهدف الرابع من أهـداف التنمية المستدامة. ويرى الأمين العام للأمم المتحدة أن التعليم – في جميع أنحاء العالم – في أزمة بطيئة الاشتعال وغالبا ما تكون غير مرئية وعواقبها وخيمة على الأفراد والمجتمعات.
وتشترك الأمم المتحدة مع جمعية خيرية رائدة تعنى بالأطفال “Theirworld” وآخرين، في إطلاق حملة “دعني أتعلم” أو (#LetMeLearn)، لحث قادة العالم على الاستماع إلى أصوات الشباب ووضع الخطط والتمويل اللازم لتوفير التعليم الجيد لكل طفل.
وقال السيد أنطونيو غوتيريش في رسالة بمناسبة إطلاق الحملة إنه بسبب الاضطراب الناجم عن الجائحة، لا يزال مئات الملايين من الأطفال والشباب خارج المدرسة. والكثير من الملتحقين في المدرسة لا يتعلمون المهارات الأساسية التي يحتاجون إليها كمواطنين ومشاركين في المجتمع.
وقال: “ويتساءل كثيرون آخرون عن مدى ملائمة نظمهم التعليمية ومناهجهم لعالم اليوم.”
قمة لإعادة تصور الأنظمة التعليمية
أشار الأمين العام إلى أن قمة تحويل التعليم ستعيد تصوّر التعليم لتزويد المتعلمين من جميع الأعمار وجميع الخلفيات بالمهارات والمعارف والقيم التي يحتاجون إليها للازدهار. “نحن بحاجة إلى حشد حركة عالمية لتحويل ذلك التصور إلى واقع.”
وأضاف أن حملة “دعني أتعلم” (Let Me Learn) هي حملة للتأكد من أن قادة العالم الذين يحضرون القمة مهتمون بأصوات وآراء الشباب.
وتابع يقول: “من خلال هذه الحملة، ستغذي التجارب ووجهات النظر المتنوعة للشباب والمتعلمين طوال حياتهم في كل مكان المناقشات والقرارات ونتائج القمة.”
وحث على المشاركة بنشاط في حملة “دعني أتعلم” وتسهيل مساهمات الفئات المهمشة “التي غالبا ما يتم استبعادها من القرارات التي تؤثر على مستقبلهم.“
“صورة مفزعة” لحالة التعليم
بحسب القائمين على الحملة، حتى قبل الجائحة، كان 260 مليون طفل غير ملتحقين بالمدارس، معظمهم من الفتيات. وأدت الجائحة إلى تعميق الأزمة. واليوم تشير التقديرات إلى أن 70 في المائة من الأطفال في سن العاشرة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل غير قادرين على فهم نص مكتوب بسيط.
وبحلول عام 2030، يتوقع الخبراء أن 825 مليون طفل – أكثر من نصف أطفال العالم – سينهون المدرسة بدون اكتساب حتى المؤهلات الأساسية التي يحتاجونها للحصول على وظيفة.
وأشار القائمون على الحملة إلى أن أنظمة التعليم اليوم تفشِل جيلا من الشباب وتتركهم غير مستعدين للمستقبل، وفقا لاستطلاع عالمي شمل 10,000 من الشباب.
في البلدان الغنية والفقيرة على حدّ سواء، يُعدّ نقص الدعم المقدّم للمعلمين؛ والمناهج الدراسية القديمة؛ والافتقار إلى الاتصال الرقمي؛ بعضا من الأسباب التي تجعل الطلاب يفتقرون إلى المهارات اللازمة للتنقل في عالم اليوم سريع التغيّر، بحسب الاستطلاع الذي أجري في 10 دول.
وتعكس النتائج ما يسمّيه الخبراء بـ “أزمة المساواة والجودة والملاءمة” في التعليم العالمي.
ويرسم الاستطلاع صورة مفزعة لحالة التعليم في جميع أنحاء العالم. ما يقرب من أربعة من كل خمسة شباب (77 في المائة) قلقون من احتمال ضعف التعليم الذي يترك ملايين الأطفال دون مهارات القراءة أو الكتابة الأساسية بحلول عام 2030.
وقال 69 في المائة منهم إن قادة العالم لا يفعلون ما يكفي لضمان حصول جميع الأطفال على تعليم جيد، بينما يعتقد 88 في المائة أن قادة العالم بحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتمويل التعليم.
فتيات يغنين في مركز كييوهيدي، وهو منظمة غير حكومية في بلدة إيلولا، منطقة إيرينغا.
قمة تاريخية
من المتوقع أن يتخذ قادة العالم في قمة تحويل التعليم في الأمم المتحدة في نيويورك، قرارات حاسمة بشأن تعليم الأطفال.
ويصف غوردن براون، مبعوث الأمم المتحدة الخاص للتعليم العالمي، القمة التاريخية بأنها “فرصة أخيرة للعمل لتجنب كارثة تعليمية.”
وسيقرر قادة العالم الإجراءات التي يجب اتخاذها لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة “التعليم الشامل والجيد للجميع” بحلول عام 2030.
لكن يحذر النشطاء من أن التعليم في جميع أنحاء العالم أصبح “امتيازا وليس حقا.”
وقال رئيس Theirworld، جاستين فان فليت، إن القرارات التي سيتخذها القادة الشهر المقبل “ستؤثر على حياة مئات الملايين من الأطفال حول العالم، وسيتردد صداها في كل مجتمع على هذا الكوكب.”