الممثل الأممي يخرج في إحاطته لمجلس الأمن عن دور الوسيط
يستمر الممثل الأممي هانس غروندبرغ في تضليل العالم والأمم المتحدة حول الوضع في اليمن، إحاطة جديدة أمام مجلس الأمن منتصف الأسبوع الماضي أتت بنصف الحقائق وزورت النصف الآخر الذي غيّبه هانس .
بدت إحاطة الممثل الأممي وكأنها أمليت عليه من طرف خصوم صنعاء، حيث تعمّد الرجل غمط صنعاء جهودها في إنجاح الهدنة التي يفترض به أن يكون أحرص الجهات على نجاحها وفضح المعرقلين لها.
/إبراهيم الوادعي
لم يتحدث الممثل الأممي عن آلاف الخروقات من طرف تحالف العدوان، ولم يتطرق إلى رفضهم المبادرات المتعددة في ملف الطرق أو تنصلهم عن تنفيذ الشق الإنساني من الهدنة التي تقترب من نهايتها، وسط تلاعب كبير وغمط لهدفها في الوصول إلى عتبة السلام حتى من رعاتها .
نصف الحقيقة
•خالد الشايف – مدير عام مطار صنعاء الدولي :
الإحاطة لم تأت بجديد مثلها مثل سابقتها، كان مضمونها تلميع لدور المبعوث الأممي، وأن الهدنة حققت أهدافها وأنه كانت لصالح الشعب اليمني، وخففت معاناته، صحيح أن الرحلات إلى الأردن نفذت بحسب اتفاق الهدنة، ولكن للأسف الرحلات إلى مصر لم تنفذ، وكان من المفترض أن تكون هناك نفس عدد الرحلات التي نفذت إلى الأردن، ونفس عدد المسافرين، هو تكلم عن 7 آلاف مسافر إلى الأردن وصول ومغادرة .
كان المفترض أن يتحدث عن تنفيذ المبادرة بكل بنودها، وكل ما يتصل بالرحلات ووجهاتها .
كان المفترض بالممثل الأممي أن يوضح لماذا لم تنفذ الرحلات إلى مصر، ونتساءل لماذا لم يوضح الأسباب؟، خاصة أنه لا يوجد مبرر لتوقف الرحلات إلى مصر، خاصة أن طيران اليمنية ينفذ رحلات إلى القاهرة انطلاقا من مطار عدن وهو أقول جودة في المعايير والاشتراطات الأمنية .
المبعوث في إحاطته أورد نصف الحقائق ولم يتطرق إلى الحقائق كاملة، وكما قلت هو أراد إبراز دوره، وعكس صورة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي بأن الهدنة تسير بشكل طبيعي وتحقق أهدافها، تكلم عن فتح مطار صنعاء الدولي ولم يتحدث عن أسباب تعثر الرحلات إلى القاهرة .
مطار صنعاء الدولي هو أفضل مطارات الجمهورية اليمنية بشهادة شركات الطيران والأمم المتحدة التي تستخدم المطارات اليمنية .
تزوير لنصف الحقيقة المغيبة
•عبد الرحمن الاهنومي – رئيس تحرير مؤسسة الثورة للصحافة تحدث بقوله:
الممثل الأممي أتى بنصف الحقيقة ولم يأت بالحقيقة كاملة، وحتى النصف الآخر من الحقيقة الذي غيبه، وقدم تضليلا وتزييفا عما أخفاه، فمثلا تحدث عن وصول 7 سفن، بينما كن يجب أن تصل 36 سفينة خلال الهدنتين الأولى والثانية ولم تصل سوى 24 سفينة، الرحلات الجوية تحدث عن 15 رحلة جوية حصلت وقدمها أنها إنجاز، بينما كان يفترض أن هناك 36 رحلة جوية.
في ملف الطرق اعتبر الممثل الأممي في إحاطته أمام مجلس الأمن المبادرة التي قدمتها صنعاء قيمة، لكنه شكك فيها ودعا لتجميدها، وفي نفس الوقت حمل صنعاء المسؤولية تجاه تعثر المفاوضات في ملف الطرق، بينما من غاب عن الجولة الأخيرة هم الطرف الآخر طرف المرتزقة .
صنعاء قدمت مبادرة بفتح الطرق من جانب واحد، واللجنة العسكرية موجودة في تعز لفتح طريق الخمسين الستين الدفاع الجوي، الممثل الأممي اعتبر المبادرة غير صائبة وضروري موافقة الطرف الآخر عليها، وباعتقادي لن يوافق الطرف الآخر، كونه لا يريد فقدان الاستثمار بمعاناة أبناء تعز، ناهيك عن كونه يبحث عن طرق عسكرية تحقق له اختراقاً هنا أو هناك، وهو يحضّر لجولة جديدة من القتال، وذلك يلمس من خلال تحركات طارق عفاش في تعز في البرح ومناطق أخرى، وملف الطرق بالنسبة اليهم هو حصان طروادة في هذا الجانب .
الممثل الأممي أخفى الحقيقة في موضوع الخروقات، ولم يوردها إلا في سياق أنه يدعو إلى تجميد الخروقات، بينما كان يفترض أن يدين تحالف العدوان الذي ارتكب حتى الآن اكثر من 20 الف خرق، قبل أيام هناك مجزرة ارتكبها تحالف العدوان في صعدة أغفلها الممثل الأممي، في يوم واحد شن تحالف العدوان 7 غارات جوية هناك، لم يتحدث عنها، جميعا ذهب إلى إغفالها وإغفال الممارسات التي يقوم بها تحالف العدوان، ومعنى ذلك أنه مارس التضليل والتزييف في إحاطته وقدم صورة غير واقعية، واعتقد أن هذا يحول مسالة الهدن إلى مشكلة وتعقيد في طريق مفاوضات السلام .
انحراف الأمم المتحدة
الحكومة بصنعاء بدورها عدّت الإحاطة التي قدمها هانس امتداداً لانحراف أممي ليس وليد اللحظة بل يمتد إلى الساعات الأولى للعدوان :
•عبد العزيز البكير – وزير الدولة بحكومة الإنقاذ الوطني تحدث قائلاً:
أعظم معاناتنا في اليمن منذ بداية العدوان هو عدم حيادية الأمم المتحدة .
ما سمعناه من إحاطة الممثل الأممي أمام مجلس الأمن يعكس حقيقة هذا الدور وأدوار الممثلين الأمميين منذ ولد الشيخ مرورا بغريفيث ووصولا إلى غروندبرغ .
الإحاطة التي قدمها غروندبرغ تتنافى جملة وتفصيلا مع الحقائق على الأرض وصبر صنعاء على تلاعب الطرف الآخر وتنصله عن التزاماته بموجب بنود الهدنة الإنسانية العسكرية التي ترعاها الأمم المتحدة، والتي كان من الواجب على الممثل الأممي أن يكون دقيقا في طرح الحقائق وتبيان ما نفذ من الهدنة ومالم ينفذ منها بدلا عن سرد إيجابيات يعلم الممثل الأممي قبل غيره أنها غير حقيقية وأن معاناة اليمنيين مستمرة جراء استمرار الحصار.
دول العدوان لم تكن جادة في السلام، وهي أرادت من الهدنة استراحة محارب على خلفية الصدام مع روسيا في أوكرانيا، واليمن قبلت من أجل تخفيف معاناة شعبها، ولإقامة الحجة على تحالف العدوان .
الممثل الأممي في إحاطته لايزال يتجاهل كون صنعاء هي الممثل الحقيقي والشرعية الشعبية، ويتماهى مع تحالف العدوان في التوصيف والمصطلحات، ولا أبالغ أن قلت أن أحاطته تملى عليه ولم يكتب منها شيئا.
وهذا من أكثر مانعاني منه وهو عدم حيادية الأمم المتحدة وتحولها إلى طرف الخصم طمعا في استمرار التمويل بالمخالفة لمبادئها في الوقوف مع الشعوب.
إحاطة الممثل كان صادمة بالنسبة لنا في الحكومة، لقد تجاهل مبادرات صنعاء في فتح الطرق من جانب واحد، لم يتحدث عن تلاعب تحالف العدوان بعدد الرحلات الجوية التي اتفق عليها، ومواصلة احتجاز سفن الوقود والتي هي الأخرى لو تصل إلى العدد المطلوب والمتفق عليه في الهدنة .
واكد البكير أن القيادة اليمنية ليست في وارد التراجع عن حقوق الشعب اليمني، وهي دخلت من موقف قوي، وليست بوارد التنازل عن هذه الحقوق أو خسار البيئة الدولية المواتية التي توفر لها فرصة النصر الحاسم وهز اقتصاد دول تحالف العدوان التي تتلاعب بحقوق الشعب اليمني .
وقال: لا يوجد إنجاز حقيقي في الهدنة إلا صبر الشعب اليمني، معاناة اليمنيين مستمرة تحت الحصار، والأمم المتحدة تقول ذلك في تقاريرها الرسمية ويتجاهلها الممثل الأممي في إحاطته، التي لم يتطرق فيها إلى بند الرواتب الذي تواصل دول العدوان قطعه بالسيطرة عل منابع الثروة واليمنية والمنافذ الجوية والبحرية والبرية.
الهدنة بالنسبة اليهم مجرد تكتيك، وهم لا يريدون الاعتراف بأنهم هزموا، ونحن حاضرون للمواجهة وصنع الانتصار الحاسم دفاعا عن أرضنا وشرفنا ونحن لم نعتد على أحد .
الأمريكيون يكذبون بشأن السلام
من جانبه يشير عضو المجلس السياسي الأعلى إلى أن صنعاء دخلت إلى الهدنة بنية صادقة وباحثة عن السلام الذي لم يتوفر لدى الطرف الآخر .
•محمد صالح النعيمي – عضو المجلس السياسي الأعلى :
عندما أتينا إلى قرار الهدنة قرأناه من مسارين، الأول: مسار السلبيات ما هدف العدو وإلى ما يهدف، واعتبرنا هنا الهدنة سلبية ومجحفة في حق اليمن والتضحيات التي تم تقديمها، في المسار الآخر الذي ارتكزنا من خلاله على قبول الهدنة وهو القيمة لمعنى السلام والمنطلق الذي تنطلق منه القيادة اليمنية في إسقاط الحجة، وأن نكون مبادرين نحو السلام وتهيئة الأجواء للسلام إذا كانت هناك مشاعر في مكان ما نحن نجهلها نحو السلام فنكون قريبين منها، ولكن الذي صح في الحقيقة هو الهواجس السلبية التي كانت قائمة لدينا من قبل اتخاذ القرار .
وجددنا للفترة الثانية على أساس السلام وحقن الدماء اليمنية وفي نفس الوقت إسقاط الحجة لدى الرأي العام الدولي والمحلي ومن لديه عقل أو ضمير منصف على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي.
كنا ندرك خلال دراسة قرار الهدنة أن الغاية من الهدنة هو حاجة أمريكية، والمنطقي أن لا نستجيب لها وأن نعمل على زيادة الأزمة الأمريكية بإشعال كل مناطق إنتاج النفط في الخليج ليذوق الغربيون ما يعانيه الشعب اليمني منذ ثماني سنوات، ورأينا أن نمضي في طريق السلام لإقامة الحجة وتبيان الحقيقة جلية للعالم وداخلياً.
الآن حصحص الحق فقد فشلوا، وحققنا إنجازاً في فضح زيف ادعائهم بالتوجه نحو السلام، وأنهم كاذبون وأنهم يريدون استسلاماً وليس سلاما وهذا لن يكون، وسننتصر عليهم بعون الله .
الأمريكان يريدوا الخروج من الأزمة على خلفية الحرب في أوكرانيا، خاصة أزمة النفط والغاز والطاقة، اذا تمكنوا من تجاوزها سيغيروا خطابهم وموقفهم في اليوم التالي ويسعروا الحرب من جديد، ومن يثق فيهم فهو مغفل .