هذا العام أيضاً سلّط الإعلام الضوء على غشّ الطلاب في الامتحانات المدرسية والجامعية باستخدام وسائل تكنولوجية مختلفة.
وفي ردّ فعل على هذه المشكلة، باتت الاختبارات، الحضورية أو عبر الإنترنت، تخضع للمزيد من شروط الأمان، مثل المراقبة التلقائية، والتحقق من الهوية، وتقييد استخدام الأجهزة. ومع ذلك، قد تكون هناك تعقيدات فنية وتكاليف عالية مرتبطة بهذه الحلول.
تستخدم جامعة ماري واشنطن، والعديد من الجامعات الأخرى، قوانين الشرف التي يديرها الطلاب لتثبيط الغش، حيث يتبنى الجسم الطلابي سياسة ذاتية لعقوبات اجتماعية ضد غير النزهاء. ويستخدم المعلمون أيضاً أدوات للتحقق من الانتحال لكشف الخداع الأكاديمي. تنشئ هذه البرامج بصمة رقمية لأسلوب كتابة الطالب حتى يتمكن المعلمون من اكتشاف التغييرات على مدار الفصل الدراسي للكشف عن الغش. وتفرض بعض المؤسسات والإدارات على الطلاب إرسال جميع المقالات من خلال برامج الكشف عن الانتحال.
تستخدم العديد من الجامعات تصديق هوية المرشح، لكن هذا لا يكفي. ولكي يكون تصديق الهوية عبر الإنترنت فعّالاً، يقترح خبراء أن تحتوي على فحوص متعددة مثل القياسات الحيوية، والتعرف إلى نقرات المفاتيح، والأسئلة لإثبات الهوية مثل عنوان الإقامة السابق.
ويساعد المتصفح الآمن في منع الغش على الشاشة. ويمكّن من استضافة اختبار مع تحديد التطبيقات والمواقع المسموح بها مسبقاً. يوقف النظام تلقائياً تشغيل أي تطبيق أو موقع آخر يعمل على النظام، مع تقييد الوظائف على لوحة المفاتيح والماوس. لكن هذه الطريقة لا تزال تترك للطالب القدرة على الوصول إلى الموارد خارج الكمبيوتر.
وللتأكد من أنّ المرشح لا يبحث عن إجابات عبر الإنترنت، تكتشف بعض التقنيات ما إذا كان أي جهاز قد سجل دخول المرشح فيه يظهر أيّ علامات نشاط في أثناء الاختبار، مثل فتح متصفح أو البحث على “غوغل” وما إلى ذلك. وتمنع هذه الطريقة تسرب ورق الاختبارات عبر الإنترنت، لكن مع ذلك يمكن المرشح محاولة الغش باستخدام موارد متصلة أو غير متصلة بالإنترنت.
وهناك برامج تمنع الغش في الاختبار عبر الإنترنت، من خلال مراقبة المرشح بالصوت والفيديو قبل الاختبار وفي أثنائه لاكتشاف أي نشاط مشبوه يمكن تفسيره على أنّه غش، لكنّ هذه التقنية في مرحلة التطوير، ودقتها ليست مضمونة طوال الوقت.
ويجري الترويج لأغطية رأس تستخدم كاميرا يمكنها التقاط 360 درجة من الغرفة أو المكان حيث يحاول المرشح الاختبار لمنع الغش، لكن تكلفة التقنية عالية، كذلك فإنها قد تكون مرهقة للطالب.
ثم هناك المراقبة المباشرة التي تمزج بين المراقبة الآلية والبشرية، حيث يُراقب المرشح في ذات الوقت بواسطة مراقب مباشر (شخص) وبرنامج مراقبة (تقنية) يسجل نشاط المرشح ونشاط جهاز الكمبيوتر الخاص به قبل الفحص وفي أثنائه.
مع كل هذه الحلول، سيستمر التقدم التكنولوجي في جعل تبادل المعلومات أسهل وأكثر سرية. نظراً لأن المراهقين والشباب مواطنون رقميون ومتبنون مبكرون للاتصالات المبتكرة، ويقول الخبراء إن المعلمين سيكونون دائماً أبطأ في اللحاق بالركب.
وتنقل صحيفة ذا غارديان البريطانية عن المسؤولة في جامعة كوفنتري، إيرين غليندينينغ، إن أحد الحلول الممكنة لمنع الغش يمكن أن يكون كتابة امتحانات أفضل.
وتوضح أنه “إذا كنت ستجري اختبارات حيث يتعلق الأمر فقط بتكرار ما قيل لك، فمن العدل أن تكون هناك طرق للغش”.