مشاركة العدو الصهيوني في الحرب على اليمن.. من الخفاء إلى العلن

مخطئ من يظن أن كيان الاحتلال الصهيوني غير مشارك في الحرب على اليمن، بهذه العبارات رفع مسؤول صهيوني كبير الغطاء عن ما تحاول دول التحالف وأدواتها إخفاءه طوال 8 سنوات من الحرب  على اليمن.

وقال “مئير مصري” عضو اللجنة المركزية لحزب العمل الصهيوني، أحد أجنحة السلطة في الكيان الصهيوني، في تغريدة له على منصة “تويتر” في “مخطئ من يظن أن إسرائيل غائبة عن المشهد في اليمن” وهو تصريح يوضح عن حضور الكيان الصهيوني بشكل مباشر في الحرب على اليمن، ويتباهي في نفس الوقت بتكذيب كل من يشكك في هذا التدخل.

ويبدو أن المسؤول الإسرائيلي أراد من خلال تصريحه، ايصال رسالة للعالم  تؤكد حضور الكيان الصهيوني في الحرب على اليمن. خصوصاً أن “مئير” شخصية سياسية لها ثقلها في المجتمع الإسرائيلي وأحد المقربين من دوائر صنع القرار في دولة الإحتلال الإسرائيلي. في حين تحاول تل أبيب تسويق نفسها باعتبار انها قد تكون منقذاً لتحالف الحرب على اليمن، بعد الإخفاقات التي تعرض لها التحالف في اليمن.

 

الولوج من باب العليمي

وتأتي تغريدة ” مئير” بعد قرابة أسبوع من الكشف عن اجتماع غير رسمي تم عقده في 13 يونيو الجاري، بين رشاد العليمي رئيس “مجلس الرئاسي” الموالي للتحالف، مع “إيدان رول” نائب وزير خارجية الكيان الصهيوني في سفارة الكيان في القاهرة، بحضور سفيرة الاحتلال “أميرة أورون” ونائب رئيس الاستخبارات المصري، ناصر فهمي، تم خلاله الاتفاق على فتح مكتب للمستشاريين العسكريين الصهاينة في محافظة عدن ، وسيحصل الكيان الصهيوني بموجب هذه المفاوضات على سفارة في العاصمة صنعاء وستتعامل “الحكومة اليمنية” الموالية للتحالف معها مثل باقي الدول بعد الانتهاء من الحرب من دون أي ملاحظة لما سيحدث آنذاك في فلسطين، وسيكون على كيان إسرائيل مساعدة “مجلس العليمي الرئاسي” والاعتراف به دولياً وإرسال الأسلحة والمعدات وتوفيردعم جوي كثيف لـ”حكومة التحالف” وقواتها.

قلق صهيوني

وفي 23 مارس 2015، قال بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، خلال خطاب القاه في الكونجرس الأمريكي أن ” الحوثيين في اليمن أخطر على أمن بلاده من حزب الله في لبنان”.

وطالب نتنياهو من الولايات المتحدة وحلفاؤها سرعة التدخل لإيقاف سيطرة أنصارالله على الموانئ اليمنية ومضيق باب المندب.

وفي أبريل 2020، أصدر مركز أبحاث الأمن القومي الصهيوني تقريراً تحت عنوان: “الحرب الأهلية في اليمن تغيّر مسارها.. إلى أين تتّجه؟”، طالب فيه التدخل عسكرياً من قبل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لإنقاذ السعودية من المستنقع اليمني، ومنع أنصار الله من امتلاك القدرة الهجومية ضد الكيان الصهيوني، بواسطة أسلحة متطورة.

وأوصى التقرير، بإنهاء الحرب في اليمن على قاعدة أن يكون اليمن منزوع السلاح، إلى حدّ كبير، وأن تقدِّم السعودية مبلغاً كبيراً من المال، يُوَزَّع على القوى السياسية والقبلية وقادة العناصر المسلَّحة من أجل شراء موالاتها.

وفي 26 إبريل 2021، نشر معهد القدس للاستراتيجيا والأمن الصهيوني (JISS)، مقالاً لـ”عوزي روبين”، وهو مدير سابق لطاقم تطوير الصواريخ، بما فيها صاروخ “حيتس”، قال فيه: كلما تقدم  الحوثيون عسكرياً في محافظة مأرب، زاد القلق الإسرائيلي أكثر فأكثر.

وأضاف “أن نتائج الحرب في اليمن ستكون مصيرية لمستقبل الشرق الأوسط، فإذا انتصر “الحوثيون وإيران” على حد قوله، فإنهم سيسيطرون على الممر البحري، بما فيه مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات البحرية في العالم، موضحاً أن من يسيطر عليه يسيطر على الخط التجاري الحيوي للعالم.

في 5 يوليو 2021، قالت الباحثة الصهيونية “عنبال نيسيم لوفطون” في مقال نشر على موقع مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا، أن القلق الصهيوني لن ينتهي إلا في حالة تقسيم اليمن وفق نظام فيدرالي من إقليمين أو أكثر، بحيث لا يكون لأي طرف يمني سيطرة كاملة عليه.

وبنت لوفطون، رؤيتها هذه على دعوة عيدروس الزبيدي، رئيس “المجلس الانتقالي الجنوبي”، خلال مقابلة مع صحيفة “الغارديان” البريطانية، في مارس 2019، دول العالم إلى أن تستعدّ للاعتراف بدولة الجنوب كمقدمة لإنهاء الحرب، وفي نظر الكاتبة  فإن “هذا التقسيم هو الذي يمكّن الإمارات من الاحتفاظ بباب المندب وميناء عدن، من أجل منع سيطرة إيران والحوثيين عليهما” حسب لوفطون.

البحر الأحمر في عيون أمريكية صهيوني

منذ 6 عقود لا يزال كيان الاحتلال الصهيوني، يرى أن البحر الحمر ومضيق باب المندب ممراً هاماً لتجارتها مع الهند والصين ودول آسيا وموقع استراتيجي ومصيري لقواتها العسكرية وهو ما دفعها لشن العدوان على جمهورية مصر في يونيو 1967م، بذريعة إغلاق مضائق تيران في وجه ملاحتها البحرية.

وخلال العقد الماضي، اكتسب البحر الأحمر أهمية مضاعَفة في نظر الكيان الصهيوني، جراء احتدام صراعها مع إيران، وشن التحالف الحرب على اليمن، وتنافُس كل القوى المتصارعة في السيطرة على الموانئ اليمنية ومضيق باب المندب اليمني.

كما اكتسب البحر الأحمر أهمية في نظر أميركا، في صراعها مع الصين وإيران وروسيا، وطموحها إلى الهيمنة، دولياً وإقليمياً، من خلال السيطرة على منابع الطاقة العالمية في منطقة الشرق الأوسط.

وفي السياق أعلن اللواء البحري براد كوبر، الذي يشرف على الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية في الشرق الأوسط، في مؤتمر صحفي، وفق ما نقلت عنه شبكة “اي بي سي” في 13 إبريل الماضي، عن تشكيل قوة جديدة للقيام بدوريات في البحر الأحمر، في تصعيد عسكري مساند لقوات تحالف الحرب على اليمن.

وتتكون قيادة القوات البحرية الأمريكية المشتركة في الشرق الأوسط من 34 دولة بما فيها بحرية الكيان الصهيوني، ويشرف عليها اللواء كوبر من قاعدة عسكرية في البحرين.

قواعد عسكرية أجنبية

وعلى الرغم من التعتيم الإعلامي من قبل الإعلام الموالٍ للتحالف  لما يجرى في العديد من الجزر والموانئ اليمنية، فإن العديد من المواقع الأجنبية والعبرية كشفت عن بناء قواعد عسكرية أمريكية وبريطانية وصهيوني بالتعاون مع حكومة أبوظبي في جزر سقطرة وميون ومحافظات حضرموت والمهرة وفي قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج.

في 31 أغسطس 2020، كشف مراسلون أميركيون وفرنسيون، نقلاً عن موقع المنتدى اليهودي في فرنسا (JFORUM) أن االعدو الكيان الإسرائلي والإمارات تعملان على إقامة موقع أمني تجسسي في جزيرة سُقُطرة، للتجسس على الحركة البحرية  بالقرب من الشواطئ اليمنية.

وفي السياق تحدث الإعلام العبري كثيراً عن إقامة المركز التجسسي الصهيوني في جزيرة سقطرى ، أبرزها موقع “مكور ريشون” الصهيوني، في 3 سبتمبر 2020، وموقع “نتسيف نت” في 18 يناير الماضي.

 ونشرت شبكة “تياريم”، صوراً لسائح صهيوني يلفّ نفسه بالعلم الإسرائيلي في الجزيرة، وقالت إن الفيزا يتم الحصول عليها من السفارة الإماراتية.

ضبط النفس

الكيان الصهيوني الذي شارك العام الماضي في أول مناورة له مع القوات الأمريكية في البحر الأحمر والحلف الذي كونته أمريكا لعسكرة البحر الأحمر بحجة “حماية طرق الملاحة البحرية في البحر الأحمر على” الرغم من ان الملاحة البحرية لم تتعرض لأي نوع من الهجمات على السفن التجارية وهو انجاز يحسب لصالح قوات صنعاء قياسا بحجم الضغوط والحرب والحصار الذي تتعرض له اليمن الا أن صنعاء أبدت التزاما فائقا في ضبط النفس.

وطوال سنوات الحرب الماضية أكد العديد من مسؤولي حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية في صنعاء، أن موقفها بشأن نصرة القضية الفلسطينية ثابت ولن يتغير، معتبرة الكيان الصهيوني العدو الأول للشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية.

وتتهم حكومة صنعاء، الاحتلال الصهيوني بالتدخل في شؤون اليمن ومساندة التحالف في شن حربا ضد الشعب اليمني منذ ثمان سنوات.

خلاصة

الكيان الصهيوني يحاول ان يقدم نفسه باعتباره المنقذ لتحالف الحرب على اليمن بعد الاخفاقات التي مُنيت بها قوات التحالف في اليمن وهذا لا يعني أن الكيان الصهيوني لم يكن طرفا أصيلاً من هذا التحالف كما اظهره التقرير الا ان حكومة العدو الصهيوني تحاول هذه المرة تسويق نفسها باعتبارها قائده لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة لإخضاع الدول العربية في هذه المرحلة التي قد تكون حافلة باشكال جديدة من التصعيد العسكري بين محور المقاومة والولايات المتحدة وحلفاؤها وعلى رأسهم الكيان الصهيوني.

 

قد يعجبك ايضا