نظم مركز دراسات الهجرة واللاجئين والنازحين بجامعة صنعاء بالشراكة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يوم الاثنين ، فعالية خطابية لإحياء الذكرى السنوية ليوم اللاجئ العالمي.
وفي الفعالية كشف رئيس جامعة صنعاء الدكتور القاسم عباس عن تخصيص الجامعة بإشراف اللجنة الوطنية لشؤون اللاجئين بوزارة الخارجية، مقاعد مجانية للاجئين والمهاجرين باليمن في مختلف التخصصات بكليات الجامعة.
وأشار إلى أن اليمن صادق على الاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين لعام 1951م، وبروتوكول عام 1976 في عام 1980م، وأصبح عضواً في الاتفاقية الدولية للاجئين وملحقها، الذي يضمن حق اللاجئين والمهاجرين في الأمن والسكن والعمل وغيرها من الحقوق.
ولفت الدكتور القاسم عباس، إلى أن الاتفاقية الدولية للاجئين في مدلولها الإنساني مستوحاة من عمق الشعائر الدينية التي أظهرت حقوقاً للاجئين والمهاجرين من الصدقات والزكاة والالتزامات الدينية تجاه كرامة الإنسان وحقه في العيش.
وتحدث عن آثار العدوان والحصار وتداعياتهما السلبية على الشعب اليمني الذي حرم من حقه في العيش بأمان في ظل ما فرضه تحالف العدوان من حصار بري وبحري وجوي .. معبراً عن الأسف لتنصل المنظمات الدولية والأممية في الاضطلاع بدورها باتجاه إيقاف العدوان ورفع الحصار عن الشعب اليمني الذي حرم من كافة حقوقه المكفولة إنسانياً ودولياً.
من جانبه حيا نائب الممثل المقيم للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين باليمن إيراج إمام برديث، اللاجئين الحاضرين في الفعالية واللاجئين عامة الذين ما تزال قدرتهم على التحمل، مصدر إلهام للبشرية لتكثيف جهودها لصون حقوقهم ورعايتهم.
وأثنى على الشعب والسلطات اليمنية التي تستضيف اللاجئين وطالبي اللجوء منذ سنوات بكرم وتقدم الحماية والدعم للأشخاص الفارين من العنف والاضطهاد .. وقال” هذا أمر جدير بالثناء بصفة خاصة، في الأوقات التي يعاني فيها اليمنيون من أزمة إنسانية طويلة الأمد ولديهم احتياجات متعددة”.
واعتبر برديث يوم اللاجئ العالمي الذي يصادف الـ 20 من يونيو من كل عام، يوماً دولياً خصصته الأمم المتحدة لتكريم اللاجئين في كافة أنحاء العالم ، يُحتفى به للتذكير بمن أجبروا على الفرار من وطنهم هرباً من الصراع .. لافتاً إلى أن يوم اللاجئ العالمي مناسبة لاستشعار وتفهم محنة اللاجئين والاعتراف بقدرتهم على التحمل لإعادة بناء حياتهم، وتسليط الضوء على حقوقهم واحتياجاتهم وأحلامهم وتطلعاتهم، والمساعدة في حشد الموارد لهم.
وأكد نائب الممثل المقيم للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أن حماية اللاجئين، مسؤولية جماعية عالمية، ويحتضن الإسلام الناس من مختلف الأعراق والجنسيات، وتعكس الأفكار الإسلامية للجوء واللاجئين شمولية هذا الدين وأسمى كتاب مقدس للإسلام وهو القرآن الكريم الذي يتحدث صراحة عن قضية طالبي اللجوء واللاجئين بقوله ” وإن أحد من المشركين استجارك، فأجره حتى يسمع كلام الله، ثم أبلغه مأمنه”.
وأضاف” يُعول اللاجئون والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين على مركز دراسات اللاجئين والمهاجرين في مواصلة دوره والاضطلاع بمسؤوليته في نصرة ومساندة حماية وتعزيز حقوق اللاجئين في اليمن”.
بدوره أشاد مسؤول تنسيقي بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين سامر حدادين، باستضافة اليمن للاجئين والمهاجرين وكرم الضيافة الذي يعكس، أصالة الشعب اليمني وحكمته.
وقال” لولا حسن استقبال وكرم ضيافة الشعب اليمني، وأصالته وإيمانه وحكمته، لما لجأ مئات الآلاف من النازحين والمهاجرين، للعيش في أوساطهم بحثاً عن الأمان والسكينة والسلام”.. لافتاً إلى دور مركز دراسات الهجرة واللاجئين منذ تأسيسه قبل 15 عاماً في وضع التصورات والمعالجات والرؤى للتحديات التي يمر بها اللاجئون والمهاجرون.
وعبر حدادين عن الأمل في تطور مركز دراسات الهجرة واللاجئين بجامعة صنعاء، وتعزيز دوره وإسهامه في إيجاد الحلول للمشاكل التي يعاني منها اللاجئين والمهاجرين ورعايتهم.
وكان رئيس مركز دراسات الهجرة واللاجئين بجامعة صنعاء الدكتور أحمد العماد، أشار إلى أهمية إحياء فعالية اليوم العالمي للجوء لاستذكار المواقف الدينية والإنسانية والأخلاقية التي اشتهر بها أبناء اليمن منذ قرون في التعامل مع اللاجئين القادمين إلى البلاد.
وقال” إن كرم اليمنيون، باستضافتهم، يأتي في ظل ظروف صعبة ومتعاقبة يعيشها أهل اليمن جراء العدوان والحصار، وما يزال عشرات الآلاف من المهاجرين يتدفقون لليمن، من الجاليات الأفريقية لعلمهم المسبق أن اليمن كان وما يزال بلد الكرم”.
وناشد الدكتور العماد، المنظمات الدولية العاملة بقضايا اللجوء الاضطلاع بدورها في مساعدة اليمن وإسناده ودعمه، خاصة وأن اليمن يعيش في منطقة الجميع لم ينضم لاتفاقية اللجوء عام 1951، رغم ما تعيشه من حالة إنسانية راقية.
وأضاف” إن اليمن انضم للاتفاقية وأصبح يتحمل أكثر من طاقته، في ظل توقف الرواتب والفقر رغم انضمام عشرات آلاف المهاجرين واللاجئين للبلاد، ما يستدعي من المنظمات الدولية الاضطلاع بمهامها ودورها في مساندة اليمن ومساعدته للوفاء بالتزاماته تجاه اللاجئين والمهاجرين وألا تتفرج على اليمنيين في محنتهم”.
بدوره أوضح عميد كلية الشريعة والقانون الدكتور محمد سعد نجاد، أن اليوم العالمي للاجئين الـ 20 يونيو من كل عام، يوم الاحتفال بتكريم اللاجئين ولفت النظر إلى مشاكلهم وتسليط الضوء على قضاياهم لحشد التعاطف معهم ورعايتهم.
وقال” إن اليوم العالمي للاجئ، يأتي من أجل حشد أكبر قدر ممكن مع اللاجئين وتشجيعهم والوقوف إلى جانبهم وتنوير الرأي العام بقضاياهم للاهتمام بمشاكلهم “.. معتبراً هذا اليوم فرصة للتذكير بالنفاق العالمي والمعايير المزدوجة في عدم الاهتمام باللاجئين كافة.
وأضاف” تختلف المعايير لدى دول وقوى الاستكبار العالمي وأدواتها في حقوق اللاجئين، من السوريين والعراقيين والليبيين، الذين اضطروا للهجرة جراء الحروب والنزاعات، في حين استقبل العالم اللاجئين الأوكرانيين وقدّموا لهم كل المساعدات، ما يوحي بزدواجية معايير التعامل مع اللاجئين وحقوقهم ورعايتهم”.