يوم الجمعة 20 مايو (أيار)، أعلن وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد تسجيل 11 إصابة جديدة بجدري القرود في المملكة المتحدة، ووصل بذلك مجموع المصابين بهذا المرض الفيروسي النادر إلى 20 في البلاد. كما سجلت دول أخرى عدة إصابات وتأهبت منظمة الصحة العالمية لمواجهة المرض الفيروسي النادر.
المرض منتشر بشكل عام في القارة الأفريقية وسجلت أول إصابة بين البشر في الكونغو الديمقراطية قبل أكثر من عقد، ووفقاً لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تم الإبلاغ عن أكثر من 450 حالة في نيجيريا منذ عام 2017.
إمكانية التقاطه
وبحسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا NHS يمكن التقاط جدري القرود من الحيوانات البرية المصابة في أجزاء من غرب ووسط أفريقيا. وعلى الرغم من كون تسميته تشير إلى القرد لأنه اكتشف لأول مرة في الدنمارك، لدى أحد قرود المختبر، فإنه يعتقد أنه ينتشر عن طريق القوارض، مثل الجرذان والفئران والسناجب، ولكن الانتقال لا يتم بمجرد لمس الحيوان المصاب إنما في حال لمس دمه أو سوائل جسمه أو بقعه أو بثوره، وكذلك في حال تعرض الإنسان لعضة منه.
ولا يقتصر انتقال المرض وفق ما ذكر سابقاً بل أيضاً يتعرض الإنسان للإصابة عن طريق تناول لحم حيوان مصاب لم يتم طهيه جيداً، أو عن طريق لمس المنتجات الأخرى من الحيوانات المصابة (مثل جلد الحيوان أو الفراء).
أما انتقاله بين البشر بحسب الهيئة، فيمكن أن يحصل من خلال لمس الملابس أو الفراش أو المناشف التي يستخدمها شخص مصاب بالطفح الجلدي لجدري القرود.
على الرغم من حالة الفزع التي أصابت الناس مع بدء تناقل أخبار حول انتشار جدري القردة، على خلفية ما سببه انتشار فيروس كورنا وتغييره لملامح الحياة اليومية، فإن الجدري مختلف تماماً من حيث الأعراض والعدوى والتفاصيل. وقد أوضحت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا أنه في حال الإصابة به، يستغرق ظهور الأعراض الأولى عادة ما بين 5 و21 يوماً.
وتشمل أعراضه الأولى ارتفاعاً في درجة حرارة الجسم، صداع، آلام في العضلات والظهر إضافة إلى تورم في الغدد وقشعريرة وإنهاك.
أما الطفح الجلدي، فيظهر عادة بعد يوم إلى خمسة أيام من ظهور الأعراض الأولى، بدءاً من الوجه (عادة)، ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
ويخلط البعض أحياناً بين الطفح الجلدي وجدري الماء الذي يبدأ على شكل بقع بارزة، تتحول إلى بثور صغيرة مليئة بالسوائل، تشكل هذه البثور في النهاية قشوراً تسقط لاحقاً.
عادة ما تختفي الأعراض في غضون 2 إلى 4 أسابيع.
وقال توم إنغلزباي، مدير مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي، إن جدري القرود على عكس الإنفلونزا أو فيروس كورونا، لم يلاحظ الباحثون تغيراً كبيراً في جدري القرود على مر السنين، “وسيكون من المهم التأكد من أن هذا هي الحال”.
كيفية تجنبه
ومن ضمن المعلومات التي نشرتها هيئة الخدمات الصحية الوطنية سعياً لاطلاع الناس على تفاصيل المرض، هو كيفية تجنبه على الرغم من ندرته ولكن الوقاية ضرورة.
تتشابه الوقاية من الإصابة بجدري القرود مع أولى النصائح التي نشرتها الهيئات الصحية ومنظمة الصحة العالمية عند ظهور كورونا وهي غسل اليدين بالماء والصابون بانتظام أو استخدام معقمات اليدين المحتوية على الكحول، وهذه أصبحت عادة منتشرة بين الناس منذ انتشار “كوفيد-19” إذ بات وجود معقمات اليدين في جميع الأماكن والمؤسسات العامة وحتى في حقائب الناس.
ومن النصائح المهمة التي وجهتها الهيئة الصحية في بريطانيا هي تناول اللحوم المطبوخة جيداً فقط، وعدم تناول أو لمس لحوم الحيوانات البرية (لحوم الطرائد).
كما وجهت بعدم الاقتراب من الحيوانات البرية أو الضالة، بما في ذلك الحيوانات النافقة والحيوانات التي تبدو مريضة.
أما في ما يخص التواصل بين البشر فتنصح الهيئة بعدم مشاركة الفراش أو المناشف مع أشخاص مريضين وقد يكونون مصابين بجدري القرود.