انطلاق مؤتمر بروكسل لدعم مستقبل سوريا -والأمم المتحدة تدعو المانحين إلى التعهد بسخاء
Share
بمشاركة الأمم المتحدة، انطلق في العاصمة البلجيكية، يوم الاثنين، مؤتمر بروكسل السادس حول “دعم مستقبل سوريا والمنطقة” الذي ينظمه الاتحاد الأوروبي ويستمر لمدة يومين.
وقال نائب المتحدة باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، خلال المؤتمر الصحفي اليومي، إن انعقاد المؤتمر يأتي في خضم استمرار تدهور الوضع الإنساني في سوريا، حيث يحتاج نحو 26.5 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية.
فرصة لحشد المزيد من الدعم المالي
ووفق بيان صادر عن الاتحاد الأوروبي، فإن الهدف الشامل لمؤتمر بروكسل السادس هو ضمان استمرار الاهتمام والدعم للشعب السوري في سوريا والمنطقة، والحفاظ على حشد المجتمع الدولي لدعم حل سياسي للأزمة السورية بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
كما سيوفر مؤتمر بروكسل السادس فرصة للمجتمع الدولي لحشد المزيد من الدعم المالي لتلبية احتياجات اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة لهم في البلدان المجاورة.
بالإضافة إلى ذلك، سوف يسلط المؤتمر الضوء على الدور الرئيسي للمجتمع المدني السوري في تشكيل مستقبل البلاد والدفاع عن حقوق جميع السوريين، وخاصة النساء والجيل القادم. وسيوفر منصة تفاعلية للحوار مع المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية الفاعلة في سوريا والمنطقة حول رؤيتهم لمستقبل سوريا.
وقال السيد فرحان حق: “يحتاج 14.6 مليون شخص إلى المساعدة داخل سوريا – بزيادة قدرها 1.2 مليون عن عام 2021 – وحوالي 12 مليون شخص في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك 5.6 مليون لاجئ سوري وأفراد من المجتمع المضيف.“
وأشار نائب المتحدث الأممي إلى الحاجة إلى 10.5 مليار دولار في عام 2022 لدعم السوريين والمجتمعات المضيفة والبلدان المحتاجة بشكل كامل.
“ويشمل ذلك 4.4 مليار دولار للاستجابة داخل سوريا، و6.1 مليار دولار أخرى لدعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة في المنطقة.“
فعاليات مؤتمر بروكسل
وشهد اليوم الاثنين انعقاد فعالية بعنوان “يوم الحوار”، وعقدت الفعالية بصورة مختلطة (حضور شخصي وعبر الإنترنت) بهدف السماح بمشاركة أكبر قدر ممكن من منظمات المجتمع المدني في المنطقة.
وجمعت الفعالية بين المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية والدول المضيفة للاجئين والاتحاد الأوروبي ومجتمع الأمم المتحدة.
تكونت الفعالية من ثلاث حلقات نقاش تركزت على الموضوعات الرئيسية ذات الصلة بسياق الأزمة السورية واستجابة الشعب السوري نفسه، والمجتمع الدولي، وهي “إعطاء مساحة للأصوات السورية” و “الشباب” و “المساعدة الغذائية والأمن الغذائي.”
إعلان التبرعات
أما يوم غد الثلاثاء فسيشهد انعقاد الجزء الوزاري للمؤتمر في مبنى المجلس الأوروبي في بروكسل.
وسيجمع الجزء الوزاري وفودا من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والدول المجاورة التي تستضيف لاجئين سوريين والدول الشريكة والمنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة والمؤسسات المالية الدولية والصليب الأحمر والهلال الأحمر، والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية وممثلي منظمات المجتمع المدني.
وسيعقب الخطاب الافتتاحي للممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية / نائب رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل كلمات افتتاحية للدول التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين في المنطقة.
بعد ذلك، سيعقد الوزراء نقاشا سياسيا حول جوانب متعددة للأزمة السورية ومن ثم سيتم الإعلان عن المبلغ الإجمالي للتعهدات من المجتمع الدولي للشعب السوري والمجتمعات المضيفة.
وسيمثل هذا الحدث الرئيسي لإعلان التبرعات لسوريا والمنطقة في عام 2022.
ودعا نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، السيد فرحان المانحين إلى “التعهد بسخاء في الحدث رفيع المستوى الذي يعقد يوم غد الثلاثاء”.
مبانٍ مدمرة في حرستا في الغوطة الشرقية، سوريا. صورة من الأرشيف.
الاتحاد الأوروبي أكبر الداعمين لسوريا
بعد أكثر من عقد من الزمان، لا يزال الصراع في سوريا يولد العنف وعدم الاستقرار ويؤدي إلى نزوح المدنيين.
وقد فاقمت جائحة كورونا ومعها الحرب الروسية في أوكرانيا الاحتياجات الإنسانية المعقدة أصلا الناتجة عن الأزمة، والتي لا تزال تثير تداعيات عميقة على الاستقرار العام للمنطقة بأكملها.
وأوضح الاتحاد الأوروبي أنه ظل يمثل، منذ عام 2011، أكبر المانحين للمساعدات الإنسانية ومساعدات القدرة الصمود لسوريا والمنطقة بمبلغ 27.4 مليار يورو.
في العام الماضي، تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم 3.7 مليار يورو إجمالا لعام 2021 وما بعده.