سلام اليمن ومشاريع التصعيد الاميركي

قرر يوم الجمعة الموافق 22 ديسمبر 2018 مجلس الامن الدولي، إرسال مراقبين لوقف إطلاق النار في اليمن كمحاولة هامة لتثبيته والمضي قدما بعملية التهدئة هناك.
وقال دبلوماسيون معنيون بالشأن اليمني، من المقرر أن يجري مجلس الأمن الدولي تصويتا، الجمعة، على اعتماد اتفاق لوقف إطلاق النار توصلت إليه الاطراف المتحاربة في منطقة الحديدة باليمن، ويسمح لفريق من الأمم المتحدة بالبدء في مراقبة تنفيذه.
وأمضى المجلس، الذي يضم 15 عضوا عدة أيام في جدال حول نص صاغته بريطانيا، وقدمت الولايات المتحدة التي لم تستسغ جهود بريطانيا صيغة خاصة بها أمس الخميس. وقال الدبلوماسيون إن المجلس سيصوت على مشروع القرار البريطاني، ومن غير المتوقع أن تطرح واشنطن نصها للتصويت.
وانتقد دبلوماسي كبير بالأمم المتحدة طلب عدم نشر اسمه التدخل الاميركي وقال: “من غير المعتاد أن نرى مشاريع قرارات متماثلة ولكنها متنافسة، قدمها حلفاء بدلا من اقتراح تعديلات على المسودات الحالية، لكن هذه أوقات غير عادية”.

تدخل اميركي غير مبرر

وأضاف: “يجب أن ينصبّ تركيزنا على اعتماد سريع لدعم جهود الأمم المتحدة والاتفاق بين الطرفين”. ويحتاج القرار إلى موافقة تسعة أصوات، شريطة ألا تستخدم روسيا أو الصين أو الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا حق النقض (الفيتو).
وبعد محادثات سلام دارت في السويد على مدى أسبوع برعاية الأمم المتحدة، وافقت الاطراف المتنازعة في اليمن الأسبوع الماضي، على وقف القتال في مدينة الحديدة الواقعة على البحر الأحمر، وسحب القوات.
ويجيز مشروع القرار الذي اطلعت عليه رويترز للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش نشر فريق طليعي لفترة أولية مدتها 30 يوما، لبدء مراقبة تنفيذ الاتفاق، ودعمه وتيسيره.
كما يطلب القرار من غوتيريش تقديم مقترحات بحلول نهاية الشهر الجاري بشأن عمليات المراقبة الأساسية لوقف إطلاق النار، وإعادة نشر قوات الطرفين، ودعم إدارة وتفتيش موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، وتعزيز وجود الأمم المتحدة في منطقة الحديدة، وسيقدم غوتيريش تقريرا أسبوعيا إلى مجلس الأمن بشأن تنفيذ الاتفاق وفقا لمسودة القرار.
ويدين النص “تقديم الأسلحة والعتاد المرتبط بها، من أي مصدر كان، بما يتعارض مع حظر السلاح”.

ودفع الصراع اليمن إلى حافة المجاعة، وبات الملايين يعتمدون على المساعدات الغذائية، وكان أكثر من 80 في المئة من واردات اليمن يدخل عبر ميناء الحديدة، لكن ذلك تباطأ بشكل كبير بسبب الهجوم الذي شنته قوى تحالف العدوان على الحديدة.
ويدعو مشروع القرار ” أطراف النزاع إلى إزالة العقبات البيروقراطية أمام تدفق الإمدادات التجارية والإنسانية، بما في ذلك الوقود، وأن تضمن الأطراف الأداء الفعال والمستدام لجميع موانئ اليمن”.
ويعكس النص الذي وزعته الولايات المتحدة على أعضاء المجلس، واطلعت عليه رويترز، الصياغة البريطانية التي تركز على اتفاق وقف إطلاق النار، وتجيز دعم الأمم المتحدة، إلا أن واشنطن أزالت البنود المتعلقة بالأزمة الإنسانية.

الزعزعة الاميركية لسلام اليمن

القيادي في انصار الله ورئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي وصف التدخل الاميركي في نصوص القرار البريطاني بانه يمثل عرقلة لمسودة القرار البريطاني بشأن اليمن.
واشار الحوثي الى ان هذه العرقلة تؤكد أنه لدى أميركا مع حلفائها السعوديين والإماراتيين والدول المشاركة رسميا بالعدوان، خطة للتصعيد والانقلاب على مخرجات ستوكهولم، لإفشال السلام بدلا من دعمه، محملا إياهم مسؤولية اي فشل لعملية السلام الجارية.
قد يعجبك ايضا