يمكن تحليل الهجمات الأخيرة التي شنتها حركة أنصار الله والجيش اليمني على المنشآت النفطية في السعودية وبالتحديد في مدينة جدة بانها عمل رادع ويأتي وفي إطار عرض قوة الأسلحة والقوة العسكرية للجيش اليمني في مواجهة الجيش السعودية الذي يتمتع بأحدث أنواع الأسلحة.
شن قادة المملكة العربية السعودية طيلة السنوات السبعة المنصرمة هجمات كثيرة وكثيفة على اليمن، ان السعودية وبامتلاكها الإمكانيات واسعة النطاق والدولارات النفطية تقوم بشراء أحدث المعدات والأسلحة من الدول الأوروبية والغربية حتى وفي حرب غير متساوية تقوم ظنا منهم بالسيطرة على اليمن في أول أسابيع من شنها الهجوم على اليمن قبل سبع سنوات، وقد طبقت سياسات معارضة للشعب في اليمن، بغية تسليم السلطة لعملائها في هذا البلد.
ارتكبت المملكة العربية السعودية ومن خلال تحالفها مع الدول العربية في الخليج جرائم عديدة بحق الشعب اليمني، وقد قامت باستشهاد آلاف الأطفال والنساء وكبار السن طيلة السنوات السبعة نتيجة شن هجوم بربري، ان قادة المملكة ومن خلال استهداف البنى التحتية الحيوية والاقتصادية في اليمن وفرض الحصار بمختلف أشكاله على اليمن منعوا وصول المياه والكهرباء والمواد الغذائية للشعب اليمني، كما قاموا بقصف المدن وتجويع الشعب وما نجم عنه من الأمراض والأوبئة وبهذا كانوا سببا في مقتل الآلاف من الناس هناك.
أما اليوم فالسعودية ترى ظهور تغييرات كبيرة في اليمن وهي مندهشة من هذه الأحداث، ان الظروف قد تغيرت مقارنة بالأعوام الماضية كثيرا إذ تغير الوضع الميداني لصالح الجيش اليمني وأنصار الله، ومع ان الأسرة الدولة اتخذت الصمت تجاه الجرائم السعودية طيلة السنوات السبعة الماضية، وان الدول العظمى عالميا مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والدول الأوروبية الأخرى، قد منحت السعودية أنواع أسلحة الدمار الشامل، غير ان الشعب اليمني لم يستسلم أما غطرسة الغزاة، وان حجم التكاليف المدفوعة التي أنفقتها السعودية طيلة السنوات السبعة المنصرمة في حربها ضد اليمن وشعبه الأعزل تجاوز 80 مليار دولار، بعبارة اجل يمكن القول بان الدعم الغربي للسعودية وبيع أنواع الأسلحة لها، هو السبب في وقوع السعودية في مستنقع اليمن.
لم تكن المملكة العربية السعودية تصدق بان أنصار الله يتقدمون ويحققون الانتصار في ساحات الحرب، إذ استطاع الجيش اليمني وأنصار الله اعتمادا منهم على الإمكانيات الداخلية إنتاج الصواريخ المتطورة والطائرات بدون طيار وقاموا بشن الهجوم على منشآت شركة آرامكو مرارا.
ان تدمير بعض المنشآت النفطية في آرامكو في جدة يعد رسالة من اليمن إلى الغزاة الذين قاموا بتدمير البنية التحتية لليمن طيلة سنوات من الحرب الغاشمة، واليوم إنهم يشاهدون تدمير منشآتهم النفطية التي تشكل مصدر عوائدهم إذ ان شن الهجوم على المنشآت النفطية أثار قلق قادة السعودية تجاه تغيير ظروف الحرب لصالح اليمن.
ان زيادة قوة اليمن ترغم السعودية على إعادة النظر في سياساتها والقيام بتغييرها التي تبنوها تجاه اليمن، ان هجمات أنصار الله كبدت السعودية خسائر فادحة لأنهم قد شنوا هجمات على مراكز إستراتيجية في السعودية.
المصدر: راهبرد معاصر
————————
المقالات والتقارير المنقولة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع