صحيفة إيطالية: شعب اليمن.. سبع سنوات من المعاناة والنزوح والحرمان
متابعة عبد الله مطهر/
سبع سنوات من القصف والدمار وانتهاك حقوق الإنسان.. سبع سنوات من الحرب والحصار الذي يفرضه تحالف الشر والعدوان.. سبع سنوات من الصمت الدولي والتواطئ الغربي بما يرتكبه آل سلول و آل نهيان.. سبع سنوات من المعاناة والنزوح والحرمان.
سبع سنوات والمنظمات الحقوقية تتجاهل مآسي يمن الحكمة والإيمان.. سبع سنوات والغرب يدعم ويسلح تحالف قرن الشيطان.. سبع سنوات والعالم صامت لم يشجب بجرائم بن سلمان.. سبعة أعوام والشعب اليمني صامد في وجه العدوان.
صحيفة “غلوباليست” الإيطالية بدورها أكدت تواطؤ المجتمع الدولي وصمته تجاه اليمن وما يعانيه الشعب اليمني على مدى سبع سنوات من الحرب..ودور الدول الأوروبية في الصراع حيث قالت إن السادس والعشرين من آذار/ مارس 2022, يصادف الذكرى السنوية السابعة لبدء عملية عاصفة الحزم، وهي عملية هجومية جوية مكثفة شنها التحالف العسكري بقيادة السعودية والإمارات ضد اليمن.
وأكدت أن خلال هذه العملية وثقت منظمة حقوق الإنسان اليمنية مواطنة ما لا يقل عن 800 غارة جوية و 700 هجوم بري تسببت في مقتل أكثر من 3 ألف مدني وإصابة 4 ألف آخرين على الأقل.
وذكرت الصحيفة أن الدول الأوروبية تواطأت في هذه الحرب.. وأنه لولا إمدادات الأسلحة الأوروبية أو تجار الموت ما كان للعديد من هذه الغارات الجوية أن تتحقق.. وحتى الآن ، تستمر الحكومات والشركات الأوروبية دعم التحالف الذي تقوده السعودية بتصدير الصواريخ والقنابل والأسلحة وقطع الغيار، فضلاً عن خدمات الصيانة والتدريب.. حيث أن هذه الأسلحة استخدمت في ارتكاب جرائم حرب.
وأفادت غلوباليست أنه يجب مساءلة المسؤولين في أوروبا الذين يستفيدون من الحرب في اليمن أو يؤججون ذلك الصراع.. ومن الضروري دراسة المسؤولية الجنائية لقادة الأعمال التجارية وممارسات ومسؤوليات حكومة إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة.
وفي الوقت نفسه لم يفعل المجتمع الدولي شيئاً حتى يومنا هذا لوقف الهجمات على المدنيين. ورغم الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان التي تم توثيقها ، فقد صوت مجلس حقوق الإنسان في تشرين الأول/ أكتوبر 2021 ضد تمديد ولاية فريق الخبراء البارزين المعني باليمن لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن.
وقالت إنه يجب عدم الإفلات من العقاب على الهجمات ضد السكان المدنيين ، ولهذا السبب يجب على المحكمة الجنائية الدولية وسلطات الشرطة الوطنية التحقيق في المسؤولية الجنائية للشركات والجهات الفاعلة في الدولة.. ويجب التحقيق في جرائم الحرب المحتملة وضمان العدالة لشعب اليمن.
صحيفة “غلوباليست” الإيطالية رأت أن بعد سبع سنوات من بدء الحرب في اليمن أصبح الثمن الذي يدفعه السكان باهضاً.. وأن الشعب اليمني يتعرض دائماً للتهديد بسبب نقص الغذاء والماء ، والقنابل والصواريخ التي تمطرها الطائرات السعودية المقاتلة أو الألغام المزروعة في الحقول والطرقات.
وكشفت الصحيفة أن منذ عام 2017، عندما بدأت مراقبة آثار الحرب كان هناك 14,554 ضحية من المدنيين.. لذا فأن منذ بداية الصراع ، دمرت 24,600 غارة جوية 40% من المنازل في جميع محافظات اليمن.. كما أجبرت الحرب أكثر من 4 ملايين شخص على مغادرة منازلهم بحثاً عن مكاناً آمن يحتويهم.
وأكدت أن سبع سنوات طويلة من الحرب تسببت في أزمة وقود كبيرة.. ارتفعت الأسعار بنسبة 53% منذ عام 2019, إلا أنها تضاعفت ثلاث مرات في الأشهر الثلاثة الماضية.. يمكنك الوقوف في الطابور لمدة تصل إلى ثلاثة أيام لتتمكن من التزود بالوقود.
وأوردت الصحيفة الإيطالية أن مع ارتفاع هذه النسب ترتفع أسعار السلع الأساسية مثل الغذاء والماء والأدوية بشكل حتمي ويصبح من الصعب جدا تقديم المساعدة إلى المناطق النائية في البلاد.. لا يزال اليمن يواجه الموت والدمار، لكن بدلاً من ذلك، اليمن بحاجة ماسة إلى السلام.. كما أن تكلفة النقل عالية جداً لدرجة أن المزارعين لم يعودوا يجلبون منتجاتهم إلى الأسواق ، مما تسبب في ارتفاع الأسعار أكثر فأكثر.
وأضافت أن تمويل المساعدات الإنسانية هو السلاح الوحيد لإنقاذ ملايين الناس.. مشيرة إلى أن الحرب في اليمن حرب كلاسيكية، ومع الأسف يتم تجاهلها عمداً.. ومع ذلك يعيش اليمن في حالة طوارئ مزمنة ، يتسم بالجوع والمرض وغيرها من المآسي التي تتزايد بشكل أسرع لا يمكن للوكالات الإنسانية أن توقفها.