خبير في شؤون القضايا الدولية لـ”الوقت”: مفاوضات ستوكهولم مكاسب حققها أنصارالله وإخفاقات مُني بها تحالف العدوان

 بعد أسبوع على انتهاء المفاوضات التي عقدت في العاصمة السويدية “ستوكهولم” في السادس من شهر ديسمبر الحالي بين كل الأطراف اليمنية، تم التوصل إلى اتفاق للتقليل من حدة الاشتباكات المسلحة والمواجهات بين الأطراف المتحاربة في مدينة تعز وميناء الحديدة ووفقاً لـ”أنطونيو غوتريس”، الأمين العام للأمم المتحدة، فقد وافق الطرفان على وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة ومدينة تعز وتبادل الأسرى بين الجانبين وفي سياق متصل، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بأن المفاوضات القادمة سُتعقد في يناير من العام المقبل.

الجدير بالذكر هنا، بأن هذه التوافقات بين الأطراف اليمنية جاءت بعد أربع سنوات على قيام تحالف العدوان السعودي المدعوم من بعض القوى العالمية ولا سيما أمريكا، بشن حرب عبثية على اليمن في 15 مارس 2015، ولقد وافقت جميع الأطراف اليمنية على إطار خاص لتنفيذ بنود هذه الاتفاقات، بحيث يقدم رئيس لجنة التنسيق تقارير أسبوعية عن كيفية تنفيذ طرفي النزاع في اليمن الاتفاقات إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومن أجل تسليط الضوء أكثر على أبعاد هذا الاتفاق الذي أبرم بين الأطراف اليمنية، قام موقع “الوقت” الإخباري بإجراء مقابلة صحفية مع الدكتور “سعد الله زارعي”، الخبير والمختص في شؤون القضايا الدولية.

اتفاق الحديدة يقوّي مواقف “أنصار الله” على الساحتين المحلية والدولية

أعرب الدكتور “سعد الله زارعي”، الخبير والمختص في شؤون القضايا الدولية، فيما يتعلق بالإنجازات والمكاسب التي حققها “أنصار الله” من المفاوضات التي عقدت بين كل الأطراف اليمنية في العاصمة السويدية ” ستوكهولم” قبل أسبوعين، حيث يعتقد هذا الخبير بأن الجزء الأكثر أهمية في هذا الاتفاق، يتمثل في إلزام جميع الأطراف المتنازعة بعدم القيام بهجمات عسكرية على ميناء الحديدة، ونظراً لقيام مقاتلات تحالف العدوان السعودي بانتهاك هذا الاتفاق وشنها عدداً من الهجمات الجوية على هذه المناطق خلال الأيام القليلة الماضية، فهذا يعني حصول “أنصار الله” على مكسب عظيم أمام العالم أجمع وذلك لأن هذا الاتفاق خلق شرعية دولية لـ”أنصار الله” وعزز مواقفهم وأعطاهم الحق للدفاع عن مدينة الحديدة ضد هجمات تحالف العدوان السعودي.
ولفت هذا الخبير في الشؤون الدولية، إلى أن الإنجاز الآخر الذي حققه “أنصار الله” من مفاوضات السويد، يتمثل في مسألة انسحاب القوات الأجنبية من مدينة الحديدة وهنا وعلى الرغم من عدم موافقة وفد الرياض على هذه المسألة، إلا أن بيان الأمين العام للأمم المتحدة بشأن انسحاب القوات الأجنبية كان واضحاً ولا لبس فيه وهذا الأمر يعدّ أيضاً إنجازاً كبيراً حققه أنصار الله وذلك لأن الجزء الأكبر من قوات تحالف العدوان التي تقوم بشن هجمات شرسة على قوات أنصار الله والمدنيين في مدينة الحديدة، هم من قوات المرتزقة الأجنبية ونتيجة لذلك، يمكن القول هنا إن انسحاب القوات الأجنبية (السعوديين والإماراتيين والسودانيين …) من الحديدة، سيعزز من قوة أنصار الله، وسيساعد على عقد حوار ومفاوضات حقيقية وجدية “يمنية يمنية”.

 السعودية والإمارات تذوقان مرارة الفشل جراء الاتفاق الخاص بمدينة الحديدة

أشار الدكتور “زارعي” في جزء آخر من حديثه عن أسباب تحوّل الإمارات والسعودية في اتجاه قبول اتفاق السلام الذي وقع بين الأطراف اليمنية في “ستوكهولم”، على الرغم من مواقفهما السابقة التي شددت دوماً على ضرورة سيطرة قواتهما على تلك المدينة، حيث قال: “هناك ثلاث وجهات نظر رئيسية فيما يخص موضوع مدينة الحديدة، والرأي الأول المدعوم من قبل السعودية والإمارات، يتمثل في سيطرة القوات التابعة لحكومة الرئيس المستقيل “عبد ربه منصور هادي” الحالية على مدينة وميناء الحديدة، والرأي الثاني، يتمثل في تصريحات ممثل الأمم المتحدة الخاص باليمن وتأكيده على ضرورة سيطرة قوات تابعة للأمم المتحدة على هذه المدينة ومينائها. والرأي الثالث، يتمثل في خطة قدمها “أنصار الله”، تتمحور حول ضرورة عدم قيام الأطراف المتنازعة بأي اشتباكات عسكرية داخل هذه المدينة، وفي ضوء هذه المقاربات الثلاثة، فإن ما تم الاتفاق عليه بين الأطراف اليمنية في السويد فيما يخض مدينة الحديدة، كان بالضبط النموذج الثالث الذي أكد عليه أنصار الله بالفعل وهنا يمكن القول بأن قبول السعودية والإمارات لبنود هذا الاتفاق المتعلق بمدينة الحديدة يرجع إلى فشل استراتيجيتهم السابقة”.

السعودية والإمارات ستضطران على قبول جميع بنود اتفاقية “ستوكهولم”

وفي جزء آخر من تصريحاته، أعرب الدكتور “زارعي حول إمكانية التوصل إلى اتفاق دائم بين كل الأطراف اليمنية، حيث قال: “لقد انتهك السعوديون وحلفاؤهم اتفاق ستوكهولم وقاموا خلال الأيام القليلة الماضية بشن العديد من الهجمات الشرسة على مناطق مختلفة في اليمن وهذا الأمر يدل على أنهم غير راضين عن نتائج هذا الاتفاق، وهنا يمكن القول بأن المعارضة العلنية والواضحة لهذين البلدين لبنود الاتفاقات التي تم التوقيع عليها بين الأطراف اليمنية يمكن أن تؤدي إلى عواقب سلبية ونتيجة لذلك، فمن المرجح أن السعودية والإمارات، سوف تضطران في النهاية إلى قبول نتائج ذلك الاتفاق والعمل من أجل تقليل حدة التوترات والخلافات”.

تقوية المكانة والمواقف السياسية لـ”أنصار الله” في التطورات الميدانية والسياسية المستقبلية داخل الساحة اليمنية وخارجها

وفيما يتعلق بآثار اتفاق السلام بين جميع الأطراف اليمنية على الاستقرار المستقبلي لـ”أنصار الله” في التطورات الميدانية والسياسية المستقبلية داخل الساحة اليمنية، أعرب الدكتور “زارعي”، قائلاً: “لقد استطاع أنصار الله تقوية مكانتهم فيما يخص الجانب العسكري داخل الساحة اليمنية وذلك لأنهم نجحوا حتى الآن في إفشال أربع مراحل من هجمات تحالف العدوان السعودي على الأراضي اليمنية وهذه النجاحات التي حققها أنصار الله جاءت في وقت كان لا يمكن فيه مقارنة مستوى المعدات العسكرية بين تحالف العدوان السعودي وقوات المقاومة الشعبية الممثلة بأنصار الله، وبالإضافة إلى الجانب الأمني والعسكري، فإن أنصار الله استطاعوا أيضاً من الناحية الدبلوماسية، إظهار مرونة ومهارة عالية في محادثات ستوكهولم وهذا الأمر أكد للعالم أجمع بأن أنصار الله يمتلكون بصيرة دبلوماسية يمكن الوثوق بها والاعتماد عليها”.

 

قد يعجبك ايضا