موقع إسباني: المأساة في اليمن أكثر فتكاً من تلك التي حدثت في أوكرانيا
ترجمة عبد الله مطهر/
قال موقع ”لا أنفورماثيون“ الإسباني إن اليمن يتعرض لحملة قصف سعودية وحشية على مدار 7 أعوام مضت، أكثر مما عانت منه أوكرانيا منذ الغزو الروسي لها.
ورغم حملة القصف المروعة ضد المدنيين اليمنيين فإن انتهاكات السعودية لحقوق الإنسان وجرائم الحرب لم تحظ بمستوى التغطية والتعاطف الذي منحته وسائل الإعلام الغربية السائدة لأوكرانيا بشكل مشروع..”يذرفون الدموع على الأوكرانيين ويتجاهلون مآسي اليمن.. يا له من نفاق وعنصرية!
وأكد أنه منذ بدأت القوات الروسية هجومها الواسع النطاق على أوكرانيا شن التحالف الذي تقوده السعودية المدعوم أمريكياً المزيد من الغارات الجوية في اليمن أكثر مما شنته روسيا على أوكرانيا..حيث شن مقاتلو التحالف بقيادة السعودية أكثر من 150 غارة جوية على مدن يمنية بما في ذلك حرض وحيران وعبس مما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين.
وذكر الموقع أن اليمن تحولت بالفعل إلى سجن كبير لأكثر من أربعة ملايين من سكان المدينة واللاجئين ، وذلك بسبب الحصار السعودي: لقد قصفت الطائرات المقاتلة العديد من المناطق المكتظة بالسكان ، بما في ذلك المطار.. وشنت 160 غارة جوية إضافية في محافظة مأرب، والجوف ، والبيضاء ،وتعز والحديدة.
وأفاد الموقع الإسباني أن النظام السعودي يستغل تشتيت وسائل الإعلام لتكثيف الهجمات على عدد من الأهداف الحساسة على طول الحدود اليمنية السعودية وتعزيز سيطرته على محافظة المهرة..كما أن دولة الإمارات وهي المملكة الأخرى المدعومة من الغرب والتي تحتل اليمن..حيث تبذل قصارى جهدها وتسارع في مشروعها لتغيير التركيبة السكانية في جزيرة سقطرى من خلال تهجير وتشريد السكان المحليين لصالح المستوطنين.
وأورد الموقع أنه إذا أردنا أن نقارن من حيث التكلفة الإجمالية للأرواح البشرية ، فإن المأساة في اليمن كانت أكثر فتكا من تلك التي حدثت في أوكرانيا ، إذ فقد 325 أوكرانيا من بينهم 14 طفلا.
وتابع “لا انفورماثيون” أن الحرب في اليمن استمرت بلا هوادة لأكثر من ست سنوات ، لكن الأرقام مذهلة نسبيا..منذ عام 2015، وصل عدد القتلى إلى 400 ألف شخص، من بينهم 3900 طفل.. وقد شملت تلك الوفيات الهجمات على المدنيين لدرجة أنها حظيت باهتمام إعلامي لفترة وجيزة.. ولكن لم يتم فرض أي عقوبات أو إدانة دولية أو حتى وقف المساعدات العسكرية ودعم الجناة.
وأكد أن التحالف السعودي قصف المدارس وصالات العزاء وقاعات الزفاف ومخيمات اللاجئين وحتى حافلة مدرسية مليئة بالأطفال الذين تعرضوا للهجوم بأحدث الأسلحة الأمريكية والأكثر تقدما..ومع ذلك لم تكن كافية لإثارة رد الفعل الذي حصلت عليه أوكرانيا في أقل من أسبوع.
واعتبر أن الدخان والحطام والنيران التي تتصاعد حالياً في أوكرانيا هي الوضع الراهن في اليمن منذ سنوات..مشيراً إلى أن الدكتاتورية السعودية هي الأكثر قمعاً في العالم ، لم تجبر هادي على العودة إلى السلطة بحجة حماية الديمقراطية فقط، بل احتلت أيضاً مناطق واسعة من المهرة إلى مضيق باب المندب.
“لا أنفورماثيون” رأى أنه على الرغم من الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها السعودية في اليمن ، فإن الدول الغربية والولايات المتحدة على وجه الخصوص لم تكتف بتوفير الأسلحة الفتاكة والتدريب والصيانة والاستخبارات والتغطية السياسية والدبلوماسية للسعودية ، بل فرضت قيودا على وسائل الإعلام بشأن تغطية انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها النظام السعودي في اليمن ، والضغط على شركات التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي لحظر الناشطين اليمنيين والإعلاميين المنتقدين للحرب وحظرهم جميعاً.