اكتشاف بقايا حيوان الماموث المنقرض منذ 11 ألف سنة في ذمار

أعلن مدير المتحف الجيولوجي في هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية بصنعاء، الباحث الجيولوجي المهندس فهد البراق، عن اكتشاف جديد يوثق أحافير ومتحجرات تعود لحيوان الماموث غرب مدينة ذمار 100كم جنوب العاصمة صنعاء.

وأكد الباحث البراق في تصريح لـ “26سبتمبرنت” أنه تم العثور على المتحجرات في منطقة سكنية تمثل أحد الحقول البركانية تحديدا من بركانيات اليمن خلال العصر الرباعي، مبينا أنه تم عرض المتحجرات على خبراء في علم الحياة القديمة وعلماء الأحافير، الذين أكدوا انها لحيوان الماموث الصوفي والذي عاش خلال العصر الجليدي الأخير قبل 11ألف سنة.

وقال البراق إن “المتحجرات التي عثر عليها تشمل أجزاء من عظام الفكين، الاسنان، الأضراس الكبيرة، والأضلاع وأجزاء من الاقدام والأنياب لتي تميز حيوان الماموث الصوفي المنقرض”، مشددا على ضرورة “التعاون مع جهات دولية لعمل تحليل العمر لهذه العظام وتحديد عمرها، بما يثبت بأن العصر الجليدي الأخير قد شمل اليمن”.

وأضاف أن “وجود متحجرات الماموث في ذمار يؤكد بأن اليمن كانت يوما ما جزءاً من النظام البيئي التي دعمت الحيوانات الضخمة مثل حيوان الماموث، مشيرا إلى أن الاكتشاف سيقدم دليلا على التغيرات المناخية والبيئية التي شهدتها المنطقة عبر الزمن.

وأفاد أن اكتشاف المتحجرات يعد من أهم الاكتشاف المهمة لدراسة تاريخ تواجد الحيوانات العملاقة في الجزيرة العربية وتكيفها مع الظروف المناخية المتغيرة.

وأشار الباحث البراق إلى أن الاكتشاف العلمي هذا سيفتح الباب أمام المزيد من الأبحاث الجيولوجية والبيولوجية في اليمن، الذي يعتقد بأن هناك المزيد من المتحجرات التي قد تساعد في إعادة بناء الصورة القديمة للحياة البرية في المنطقة.

وتابع قائلا إن “دراسة متحجرات الماموث تساعد العلماء على فهم التغيرات المناخية التي مرت بها الأرض وتأثيراتها على الحياة البرية، التي قد تشير إلى موجات جليدية قديمة غطت أجزاء من المنطقة، بالإضافة إلى أن الاكتشاف يشكل نقطة جذب سياحي وعلمي، مما يشجع المزيد من الزوار والمستثمرين على الاهتمام بالتراث الطبيعي في اليمن”.

وأعتبر الباحث البراق اكتشاف متحجرات الماموث إضافة نوعية للمتحف الجيولوجي بهيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية، كون المتحجرات للحيوانات المنقرضة من المقتنيات المميزة التي تجذب الزوار من مختلف الفئات.

وعبر عن طموحه في مواصلة عملية الأبحاث والدراسات المستقبلية بالمنطقة للعثور على المزيد من المتحجرات وعمل تحاليل العمر في الخارج كونها غير متوفرة في اليمن لتحديد عمر المتحجرات بصورة دقيقة.

ولفت إلى أن اكتشاف المتحجرات جاء إثر العثور عليها من قبل أحد المواطنين “منصور حيدر”، أثناء قيامه بحفر الأرض لغرض البناء غرب مدينة ذمار في منطقة سكنية، الذي بادر بالتواصل بنا تم على إثرها استكمال ترتيبات البحث ونقل المتحجرات وترميمها ودراستها وعرضها على علماء من خارج اليمن ومقارنتها مع متحجرات مكتشفه من العالم.

وتطرق الباحث فهد البراق إلى أن أبرز الصعوبات التي واجهته في المنطقة تكمن بأنها آهلة بالسكان ما جعل أعمال البحث غير ممكنه.

قد يعجبك ايضا