الراعي يلتقي عضو البرلمان الأوروبي البلغارية إيلينا يونشيفا
التقى رئيس مجلس النواب الأخ يحيى الراعي اليوم عضو البرلمان الأوروبي – عضو لجنة الحريات المدنية والعدل البلغارية، إيلينا نيكولوفا يونشيفا.
وفي اللقاء عبر رئيس مجلس النواب عن تمنياته بالتوفيق لعضو البرلمان الأوروبي في مهمتها الإنسانية التي قدّمت من أجلها إلى اليمن للاطمئنان على حياة البلغاريين ضمن طاقم السفينة الإسرائيلية التي تمت السيطرة عليها من قبل القوات البحرية اليمنية لعدم التزامها بتحذيرات منع مرور السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ الأراضي الفلسطينية المحتلة أو القادمة منها وما أُشيع من تعرض حياتهما للخطر.
وأكد أن اليمن ينطلق في معركته ضد الصهاينة من قيم وأخلاق العروبة والإسلام واحترام حقوق الأسرى وليس كما يفعل ويمارس الصهاينة من انتهاكات لحقوق الأسرى والمحتجزين واستهتار بالحقوق الإنسانية والأخلاقية والقانونية.
وأشار رئيس مجلس النواب، إلى أن اليمن محاصر منذ عشر سنوات من قبل التحالف الأمريكي، الأوروبي وأدواته في المنطقة الذين لم يتركوا مكاناً آمنا في اليمن ليس إلا لكونه بلد ديمقراطي جمهوري.
وقال “لقد استهدفوا المدارس والمساجد والأسواق والمستشفيات وصالات الأفراح والعزاء وضربوا آبار المياه وهدموا المساكن والمستشفيات على رؤوس ساكنيها من الأطفال والنساء مثلما يحدث اليوم من استهداف للحياة في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة”.
ولفت رئيس مجلس النواب إلى مواقف بعض أعضاء البرلمان الأوروبي المنددة بالمجازر وجرائم الحرب الصهيونية التي يرتكبها مجرمو الحرب الصهاينة ضد أبناء الشعب الفلسطيني وأبناء الأمة العربية والإسلامية والتي كان لها الدور في إقناع الأحرار بمظلومية فلسطين.
وتطرق إلى ملف الأسرى والمحتجزين في سجون دول العدوان على اليمن، معتبراً الزيارة فرصة للتعرف على اليمن وما يعانيه من آثار وتداعيات الحرب والحصار منذ ما يقارب العشر سنوات والاطلاع عن قرب على معاناة أبنائه ونقل رسالة للعالم عن البلد المنسي في زمن الحرب والحصار.
واستعرض ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان وحصار منذ السابع من أكتوبر 2023م دمر خلاله الصهاينة مقدرات الشعب الفلسطيني واستهدفوا الحياة العامة والمستشفيات ومياه الشرب والطاقة والوقود والخدمات الغذائية والدوائية، ما يُنذر بكارثة، إضافة إلى إقدام كيان العدو الاسرائيلي على هدم ثلثي مساكن قطاع غزة على ساكنيها .. معتبراً تلك الأعمال العدوانية، جرائم حرب يندى لها جبين الإنسانية، تجاوزت كافة الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية والانسانية والأخلاقية.
وأعرب رئيس مجلس النواب عن أسفه وكل أحرار العالم للتحيز السافر والصمت المخزي لبرلمانات ودول العالم تجاه تلك المجازر الوحشية دون أن يحرك الضمير الإنساني والأخلاقي ساكناً، أو أن يتحرك لمحاسبة مرتكبي تلك المجازر وحرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني وعلى مرأى ومسمع العالم.
وجدد موقف اليمن الثابت والمبدئي بمساندة الشعب الفلسطيني الذي خذله المجتمع الدولي حتى وقف العدوان والحصار وإنهاء الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية.
وقال “حان الوقت ليصحو الضمير الإنساني لوقف الجرائم التي يرتكبها كيان العدو الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة والتحرك العاجل لوقف الجرائم وإنهاء العدوان والحصار ووقف إمداده للعدو الإسرائيلي بالأسلحة، مالم فإن الكيان الصهيوني سيظل يشكل تهديداً خطيراً على السلم والأمن والاستقرار ليس على المنطقة فحسب وإنما على العالم”.
بدوره قال نائب رئيس مجلس النواب عبدالسلام هشول “كنا نتمنى أن تكون الزيارة رسمية من قبل البرلمان الأوروبي”.
ودعا رئيس وعدد من أعضاء البرلمان الأوروبي لزيارة اليمن للاطلاع على حجم الظلم والدمار الذي خلفه تحالف العدوان في وقت لم تُسمع تلك الأصوات التي كانت تتشدق بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والطفل والحيوان.
وأضاف “كل ذلك ذهب أدراج الرياح”، معبراً عن الأسف لتعامل البرلمان الأوروبي مع ثلة من المرتزقة والخونة الذين انساقوا وراء العدوان على بلدهم وشعبهم.
وتمنى هشول أن تراجع تلك البرلمانات حساباتها إزاء ذلك .. مضيفاً “اليمن لديه دستور وسلطات تمثل الدولة تعمل وفق ذلك”.
ولفت إلى أن مجلس النواب الذي يمنح الثقة للحكومة يمارس صلاحياته الدستورية من العاصمة صنعاء منذ تم انتخابه برئاسة رئيس المجلس الأخ يحيى الراعي، مبيناً أن المجلس يعقد جلساته بشكل دائم، ولا يجوز عقد جلسات المجلس خارج العاصمة صنعاء.
وحذر نائب رئيس مجلس النواب من التعامل مع ما يسمى ببرلمان مرتزقة الرياض، لافتاً إلى أن الإدارة الأمريكية تعمل جاهدة بكل ما أُوتيت من قوة ضد إرادة الشعوب الحرة.
واستغرب “من كيف تتعامل دول تدّعي أنها ديمقراطية مع حكومة مرتزقة لم تمنح الثقة من البرلمان الشرعي في العاصمة صنعاء”، مقدّراً موقف بلغاريا السباق للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وأفاد هشول بأن البلغاريين لم يكن حجزهما إلا لأنهما كانا يقودان سفينة تابعة لكيان العدو الإسرائيلي الذي يقتل أطفال غزة، مندداً بالصمت الأوروبي تجاه الجريمة الأخيرة التي استهدفت لبنان والمتمثلة في تفجير أجهزة الاتصال.
وأضاف “سيكون مجلس النواب عوناً لإيجاد تقارب في أي جوانب إنسانية”.
من جهته أوضح نائب رئيس مجلس النواب عبدالرحمن الجماعي أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، تعرض له اليمن بسبب مواقفه المساندة والداعمة للشعب الفلسطيني.
وتطرق إلى ما يتعرض له اليمن من عدوان وحصار .. مؤكداً أن كافة المطارات والمنافذ اليمنية ما تزال مغلقة أمام المسافرين والمرضى عدا رحلة أسبوعية إلى الأردن وهذا يندرج في إطار تقييد حرية شعب بأكمله ومخالف للقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية والأخلاقية.
وأكد الجماعي، أن تدخل اليمن في المواجهة في البحر الأحمر لمساندة الشعب الفلسطيني هو للفت أنظار الضمير الإنساني لإنقاذ الشعب الفلسطيني وإيقاف العدوان والحصار الصهيوني.
فيما عبرّت عضو البرلمان الأوروبي البلغارية ايلينا يونشيفا عن شكرها وتقديرها لما لمسته من حفاوة واستقبال خلال زيارتها لليمن وفي إطار تسهيل مهمتها الإنسانية لإيصال رسالة حملتها من أقارب البحارة البلغاريين المحتجزين في اليمن.
كما عبرت عن امتنانها للسماح لها بمقابلة اثنين من البلغاريين القبطان وكبير مساعد قبطان السفينة جلاكسي، مؤكدة أن الزيارة التي تقوم بها تأتي في إطار إثبات حسن النية والمقصد كممثل لبلغاريا.
ولفتت يونشيفا إلى أهمية عقد مثل هذه اللقاءات لإزالة الكثير من العوائق في الجوانب الإنسانية .. مبينة أن الكثير من المشاكل تزول بالحوار والتفاوض والنقاش.
وجددت التأكيد على إيمانها بالقضية الفلسطينية ومظلومية الشعب الفلسطيني .. معبرة عن سعادتها في مشاركة أفراح الشعب اليمني احتفالاتهم بثورة 21 سبتمبر المباركة وأنها تتفق مع جاء في خطاب الرئيس المشاط بأن الشعب الفلسطيني يتعرض لمأساة وظلم وترتبط بها الكثير من المظلوميات في المنطقة.
وأشارت عضو البرلمان الأوروبي البلغارية إلى أنها لامست موضوع الاحتياجات الإنسانية وستسعى لإيصال الرسالة إلى البرلمان الأوروبي بحقيقة الوضع جراء تداعيات العدوان والحصار على الشعب اليمني، مضيفة “التقيت في إطار الزيارة بالبحارة البلغار وهم في حالة جيدة وكررت الشكر والتقدير لحسن المعاملة”.
وتطرقت إلى اعتراف عدد من الدول بالدولة الفلسطينية .. معتبرة إطلاق البحارة البلغار رسالة من شأنها إغاظة أعداء اليمن، مؤكدة أن بلغاريا من أوائل الدول التي اعترفت بدولة فلسطين منذ العام 1988م.
وشددت يونشيفا على أهمية تكاتف الجهود والعمل على إحلال السلام، وتغليب الجوانب الإنسانية ليعم السلام المنطقة والعالم.
وفي ختام اللقاء وجه رئيس مجلس النواب باسمه وهيئة رئاسة وأعضاء مجلس النواب الدعوة لرئيس البرلمان الأوروبي وعدد من أعضاء البرلمان لزيارة اليمن للاطلاع عن قرب على مظلومية الشعب اليمني وآثار وتداعيات العدوان والحصار.
وفي اللقاء الذي حضره أعضاء مجلس النواب محمد سوار، ومحمد البكري وبسام الشاطر وأمين عام المجلس عبدالله القاسمي، ومستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى للشؤون السياسية السفير عبدالإله حجر، سلّم رئيس مجلس النواب ملفات وثائقية لعضو البرلمان الأوروبي ايلينا يونشيفا حول جانب من الجرائم التي ارتكبها تحالف العدوان في اليمن.