الكلباني و “شاكيرا” فظاعة التعذيب بحق المعتقلين في عدن والريان
برز اسم الضابط الإماراتي سعيد الكلباني خلال السنوات الماضية كأحد أبرز الخبراء في مجال وسائل التعذيب الوحشي الذي يخضع لها الضحايا من المختطفين والمعتقلين معظمهم من الصيادين اليمنيين داخل مطار الريان بمحافظة حضرموت المحتلة .
وارتبطت شخصية ضابط المخابرات الإماراتي الكلباني الذي يتدثر بغطاء الإنسانية عبر الأنشطة التي ينفذها “الهلال الإماراتي” بحضرموت، ومؤسسة خليفة في سقطرى بجرائم التعذيب الوحشية التي تصنف جرائم ضد الإنسانية بحق المخفيين قسرا داخل مطار الريان المغلق عسكريا أمام الرحلات المدنية من قبل الإمارات منذ العام 2016م.
حيث اتخذت قيادة القوات الإماراتية الغازية المتواجدة في مطار الريان الكلباني وغيره من ضباط المخابرات عن طريق الانشطة الإنسانية وسيلة للتغلغل في أوساط المجتمع الحضرمي لتجنيد المخبرين من الذكور والإناث، وما ترتب عليها في اتساع الاختطافات بحق عدد من الناشطين والصيادين من أبناء مديريات ساحل حضرموت المطالبين بفتح المطار وخروج القوات الإماراتية بينهم عدد من ناشطي الحراك الجنوبي عقب تمزيقهم لصور حكام الإمارات المرفوعة في شوارع المكلا خلال سبتمبر 2019م.
واظهرت الإمارات أساليب مخادعة ومتناقضة تماما في مديريات الساحل تمخضت عن احتلال مطار الريان وميناء الضبة النفطي بذريعة تحرير المكلا من القاعدة التي اختفت عناصرها بصورة مفاجأة عقب وصول القوات الإماراتية للمدينة، وتارة أخرى في سياق العمل الإنساني لرصد ومتابعة المناهضين لتواجدها من النشطاء السياسيين والصيادين في مديريات الساحل.
وتؤكد عدد من الشهادات التي ادلى بها عدد من المختطفين الذين تم الافراح عنهم من معتقل الريان السري لا سيما الصيادين من الذين شاركوا في الوقفات الاحتجاجية المطالبة بالسماح لهم بالاصطياد، إلى أن الكلباني له دورا بارزا في ممارسة التعذيب الوحشي بحق المعتقلين وبمختلف وسائل التعذيب بينها الضرب بأسلاك الكهرباء والماء الساخن بالإضافة إلى التعليق الجسدي والتعذيب الجنسي بتجريد المعتقلين من ملابسهم وغيرها من الأعمال المنافية لكافة القيم والأخلاق الدينية والإنسانية.
في حين لم يقتصر التعذيب الوحشي على المعتقلين من ناشطي وصيادي حضرموت، بل تم نقل عدد من السجناء ممن يطلق عليهم “العناصر الخطيرة” من عدن إلى معتقل مطار الريان سيئ السمعة باعتباره المطبخ الأخير للتحقيق معهم وفق الأساليب البشعة التي ينفذها الكلباني في الزنازين الأرضية الانفرادية، مع استحداث الإمارات عددا منها خلال أبريل الماضي في الناحية الخلفية للمطار، ما يستدعي تحقيقا دوليا للكشف عن الانتهاكات الإماراتية بحق المختطفين والمخفيين قسرا في السجون الإماراتية منذ العام 2016م.
ولم يختلف الكلباني في تعذيب المختطفين داخل معتقل الريان السري عن الكلبة البوليسية التي أطلقت عليها المخابرات الإمارتية “شاكيرا” في اخضاع المعتقلين لشتى أنواع التعذيب داخل السجون بعدن، مع تقارب الألقاب بينهما، حيث يؤكد القيادي السابق في “المقاومة الجنوبية” عادل الحسني الذي تعرض للاعتقال والتعذيب الوحشي داخل بالسجون الإماراتية في مداخلة تلفزيونية له نهاية سبتمبر 2018، بأن الضباط الإماراتيين يجبرون المختطفين على خلع ملابسهم وإدخال “شاكيرا” عليهم لتنهش لحومهم بكل شراسة.
وذكرت تقارير حقوقية أن من وسائل التعذيب الذي يتعرض لها المختطفين في سجون عدن والريان أسلوبا يسمى “الشوّاية” على النار، وفيه يتم ربط المعتقل وتدويره على حلقة من النار، وفقا لما نقلته “منظمة هيومان رايتس ووتش”.
ونقلت معلومات متطابقة بأن القوات الإماراتية استحدثت أكثر من 5 مقابر جماعية في عدن وحضرموت للتخلص من جثث المختطفين الذين قتلوا تحت التعذيب لعدد 13 أسلوبا من التعذيب، منها مقبرتين بحضرموت احداها داخل مطار الريان على مقربة من المعتقل، ومقبرة أخرى تقع بجوار معسكر “النخبة الحضرمية”.
ووثق تقرير صادر عن فريق من المحاميين والحقوقيين الجنوبيين بينهم المحامية هدى الصراري شهادات لمعتقلين تعرضوا للتعذيب الجنسي في السجون الإماراتية، بالإضافة إلى وضعهم داخل حاويات شحن مكتظة بالمختطفين وعصب اعينهم لأشهر متتالية.
وأفاد التقرير وفق ما نقلته الصراري الذي تمكنت الفَرَار من عدن عقب اغتيال ابنها من قبل عناصر موالية للإمارات بسبب نشاطها الحقوقي، في مقابلات إعلامية تعرض المختطفين والمخفيين قسرا للربط بالأسلاك والصعق الكهربائي في السجون بينها معتقل مطار الريان الذي حولته الامارات إلى قاعدة عسكرية مشتركة مع القوات الامريكية والبريطانية، التي قامت بطرد مطلع يناير 2021 ما يسمى “اللجنة الرئاسية” التي شكلها في حينه ” الخائن عبدربه منصور هادي” لتقييم الأضرار بهدف إعادة تشغيل المطار أمام الرحلات المدنية.
فيما تشير تقارير حقوقية أخرى إلى أن الإمارات لن تنفذ جرائم التعذيب منفردة بواسطة عناصرها داخل شبكة من السجون يقدر عددها40 سجن ومعتقل، بل بالتعاون المباشر مع القوات الأمريكية المتواجدة في عدن وبقية المحافظات الجنوبية، بالإضافة إلى قيادات في فصائل الانتقالي التابعة لها.