أطباء عملوا بغزة يروون ما شاهدوه من ويلات العدوان
أفاد أطباء عائدون من قطاع غزة مؤخرا بعد عمل تطوعي، أن المناظر التي شاهدوها كانت فظيعة، من بينها أطفال مصابون بالرصاص في الرأس كل يوم.
وشدد الأطباء العائدون، على أن هذه المناظر لا يمكن أن تكون حوادث بل استهداف متعمد للأطفال.
جاء ذلك في أحاديث مع الأناضول على هامش مؤتمر صحفي عقده أطباء أمريكيون عملوا في غزة، مع نواب ديمقراطيين، طالبوا الرئيس جو بايدن بالتوقف عن إرسال الأسلحة لكيان العدو الإسرائيلي، في إطار مؤتمر الحزب الديمقراطي المنعقد في شيكاغو.
هذا بنك الأهداف الإسرائيلي..!
طفل شهيد نتيجة قصف الاحتلال على ما يسمى المنطقة الآمنة جنوب قطاع غزة. pic.twitter.com/lq5k3IIPxF— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) August 21, 2024
وأكد الأطباء أن المشاهد التي رأوها “لم تكن سوى دمارا رهيبا وهائلا”.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عدوانا على غزة خلّفت أكثر من 133 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل الصهيونية العدوان متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع ـ كارثة كاملة وأوضح الطبيب الأمريكي فيروز سيدهوا، الذي يعمل في كاليفورنيا وتطوع في غزة، أنه “كان يعمل في المستشفى الأوروبي في خان يونس جنوبي قطاع غزة بين 25 مارس/ آذار، و8 أبريل/ نيسان الماضي”.
وتابع سيدهوا: “مدينة غزة عبارة عن كارثة كاملة، إذا كنت تعتقد أن شيئا سيئا يحدث في العالم الآن، فاعلم أن هذا الشيء السيء في غزة”.
وبيّن أن الناس في غزة، “يحاربون الجوع كل يوم”، لافتا إلى أن إسرائيل “تفعل ذلك عمدا”.
وأشار الطبيب الأمريكي إلى أنه ذهب لأول مرة إلى الضفة الغربية المحتلة في 2007 وأن الأسرة الفلسطينية التي كان يقيم معها في ذلك الوقت كانت ظروفها سيئة للغاية حتى في تلك الأيام”.
وتابع عن ذلك: “رأيت الكثير عن الصراع، ولكن بمجرد أن تذهب إلى فلسطين لا يمكنك أن تنفك عن هناك ولا يمكنك نسيان ما يجري، لأن الأشياء التي تراها مروعة حقا”. ـ
سوء تغذية ومجاعة
وفي حديثه عن الأوضاع المعيشية في قطاع غزة، قال الطبيب سيدهوا: “هناك سوء تغذية ومجاعة، وهذا أمر متعمد تماما، حتى أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي يقولون ذلك صراحة، وثانيا يتم استهداف الأطفال بالأسلحة”.
وأردف: “بصراحة لم أتوقع أن أرى هذا، كنت أعرف أن العديد من الأطفال كانوا مستهدفين، وقد قُتلوا، لكنني اعتقدت أن هذه كانت نتيجة التفجيرات، لكن الإصابة في الرأس! هذا لا يفسر وفاة الأطفال الذين أصيبوا بالرصاص”.
وأوضح سيدهوا، أنه كان بشكل يومي يرى أطفالا “مصابين بالرصاص في رؤوسهم”، معتبرا ذلك “استهدافا متعمدا للأطفال”.
وذكر أن “الإدارة الأمريكية لا يمكنها دعم مثل هذا الشيء”.
وقال في هذا الصدد “لا ينبغي للحكومة الأمريكية أن تمول هذا، ولا ينبغي للحكومة الأمريكية أن تكون طرفا في هذه الجرائم، ولا أحد يدعم ذلك إلا الإسرائيليين”.
وأشار إلى أن “(رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو ذات مرة أفاد: إذا توقفت الولايات المتحدة عن إرسال الأسلحة فسنقاتل بأظافرنا”.
ورد الطبيب الأمريكي على تصريح نتنياهو “فلتدَعوا أسلحتنا وأموالنا وهيبة الحكومة جانبا، وقاتلوا بأظافركم”.
60- 70 بالمئة من الإصابات من الأطفال
الطبيبة الأمريكية تامي أبو غنيم، العاملة في شيكاغو، والتي ذهبت طوعا إلى غزة مرتين، أكدت من ناحيتها للأناضول أنها “شهدت معاناة كبيرة في القطاع”.
وأضافت أبو غنيم: “ذهبت إلى غزة مرتين خلال الأشهر الستة الماضية، وحاولنا علاج مئات الأطفال والنساء الذين أصيبوا بجروح خطيرة بسبب رصاص الجنود الإسرائيليين، والقنابل والشظايا وحطام المباني”.
وأوضحت أن “60-70 بالمئة من المصابين القادمين من المنازل التي استهدفتها القنابل الإسرائيلية من الأطفال”.
وتابعت: “خلال المهمة الأخيرة بين يوليو/ تموز، وأغسطس/ آب، عملت في ظل ظروف صعبة للغاية بوجود جنود صهاينة في خان يونس”.
وروت أبو غنيم، أنها شاهدت “مدنيين وأطفالا يستهدفهم جنود صهاينة بشكل متعمد، وأطفال مصابون بطلقات نارية في البطن والصدر، وألغاما إسرائيلية تنفجر على أطفال يلعبون في المقبرة”.
ووصفت الجروح التي رأتها كطبيبة بـ”الفظيعة”، بينما الجروح التي شاهدتها خلال مهمتها الثانية “كانت أسوأ من الأولى”.
وخاطبت الطبيبة أبو غنيم، إدارة الرئيس جو بايدن والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، والشعب الأمريكي بالقول “إذا كانت أولويتكم حماية أرواح المدنيين وتقليل الخسائر في صفوفهم، فمن مسؤوليتكم الدفاع عن حظر الأسلحة المفروض على إسرائيل، سواء كنت ديمقراطيا أو جمهوريا، الشيء الصحيح هو التوقف عن تسليح الكيان”.
ـ تشكيك برغبة واشنطن وقف الحرب
شككت أسماء محمد، وهي إحدى المندوبين الديمقراطيين المستقلين، وجاءت من ولاية مينيسوتا، بصدق تصريحات الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بوقف إطلاق النار بغزة.
وقالت المندوبة الديمقراطية إنها “لا تجد أن تصريحات الإدارة الأمريكية صادقة فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في غزة”.
وتابعت: “لا يمكنك أن تقول أنك تريد وقف إطلاق النار وفي نفس الوقت تستمر في إرسال الأسلحة إلى الأشخاص الذين تتوقع منهم وقف إطلاق النار، هذا غير منطقي تماما”.
وأرسلت أسماء، خلال حديثها، رسالة للرئيس الأمريكي جو بايدن، قائلة: “لا نريد إرسال قنبلة واحدة إلى الحكومة الإسرائيلية من ضرائبنا نيابة عنا”.
وأشارت إلى أنه “في الأسبوع الماضي فقط، وافقت إدارة بايدن على مساعدات عسكرية بقيمة 20 مليار دولار لإسرائيل، وتهدف هذه القنابل لقتل الأطفال والنساء والرجال والعائلات الفلسطينية”.
وطالبت أسماء، من “كامالا هاريس شرح سياستها في غزة للجمهور بطريقة ملموسة”.