25 مايو خلال 9 أعوام.. شهداءُ وجرحى وخسائرُ اقتصادية وزراعية في استهداف العدوان لمناطقَ متفرقةٍ بصعدةَ

في مثل هذا اليوم 25 مايو من الأعوام 2015م، و2018م، واجهت مناطقُ محافظة صعدة وحشيةً لا تعترف بالقوانين ولا المواثيق الدولية والإنسانية، حَيثُ طالت جرائمُ الإبادة والتدمير الممنهج عشراتِ المنازل والمزارع والممتلكات الخَاصَّة والعامة، حوَّلتها غاراتُ العدوان إلى ركام.

 لا أمان لأحد، هذا شهيد وذاك جريح، وآخر خسر تجارتَه أَو مزرعته، ومن سَلِمَ منهم مشرَّد دون مأوى، أَو على قارعة طريق من سبقوه من الأهل والجيران، في درب العطاء والحرية.

ودفع أبناءُ محافظة صعدة في هذا اليوم فاتورة باهظة؛ ثمناً لصمودهم وثباتهم، من أرواحهم وأطفالهم ودمائهم وأموالهم وممتلكاتهم ومزارعهم ومحلاتهم التجارية، لم يسلم منها سكان المدن والقرى وحتى البدو الرحل في خيامهم المتواضعة.

وفيما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان في مثل هذا اليوم بحق أبناء محافظة صعدة.

25 مايو 2015.. شهيدٌ وعددٌ من الجرحى باستهداف العدوان منزل مواطن ومحلات تجارية بصعدة:

في مثل هذا اليوم 25 مايو من العام 2015م، استهدف العدوان السعوديّ الأمريكي منزل المواطن إسماعيل الدولة ومحلات تجارية مجاورة له، في منطقة المصاعبة بمديرية سحار محافظة صعدة.

أسفرت الغارات عن شهيد وعدد من الجرحى وتدمير المنزل وتضرر عدد من المحال التجارية المجاورة، وحالة من الخوف والهلع والنزوح من المنطقة.

مشاهد طيران العدوان وهو يحلق فوق سماء المنطقة وبصوت عال، يتبعها انفجار الغارات وتصاعد أعمدة الدخان والنار من الأماكن المستهدفة، قاسية على قلوب الأهالي، ولها آثارها السيئة في زرع حالة الخوف والرعب.

يواصل طيران العدوان التحليق فوق سماء المنطقة فيما الأهالي يهرعون صوب مكان الغارة الأولى على منزل المواطن إسماعيل الدولة الذي دمّـرته غارة العدوان على رؤوس ساكنيه.

هنا جموع تزيحُ الدمار وتنتشل الجثامين للشهيد وعدد من الجرحى، ولا يزال الطيران يحلق في المكان، والعمل يسير على أعلى درجة من النشاط والحماس، دون أي تردّد أَو خوف مما يمكن أن تصير إليه الأمور.

تظهر المشاهد انتشال أحد المواطنين من تحت الأنقاض والتحَرّك به فوق سيارة إسعاف، ليصل إلى مستشفى صعدة، وتبدأ المحاولات من قبل الأطباء لضخ الأكسجين والتنفس الصناعي، والضغط على صدره مرة ومرة ومرأت عديدة، ولكن للأسف لا جدوى من كُـلّ تلك المحالات، لقد فارق الحياة.

يعاود الطيران تحليقه في سماء المنطقة ويشن غاراته المتكرّرة على المنزل، وينهي ما بقي من آثار المنزل ويحوله إلى ركام وخراب ودمّـره بالكامل.

استهداف منزل إسماعيل الدولة، واحدٌ من آلاف المنازل المستهدفة من قبل العدوان السعوديّ الأمريكي خلال 9 أعوام متواصلة، في جريمة حرب منظمة ومكتملة الأركان وعن سابق إصرار وترصد، ودون أي اعتبار للقوانين والمواثيق الدولية.

وفي الوقت ذاته، يوم 25 مايو أيار من العام 2015م، كان طيران العدوان يشن غاراته الجوية على منازل المواطنين في مدينة ضحيان بمديرية مجز بمحافظة صعدة.

أسفرت غارات العدوان عن شهيد، وتدمير عدد من المنازل وحالة من الخوف والهلع في نفوس الأطفال والنساء، وموجات من النزوح الجماعي نحو الملاجئ والكهوف والجبال.

مشهد جثة الشهيد المتفحمة وأشلائه المتقطعة، الذي استهدفه العدوان وهو على دراجته النارية، تعكس وحشية وإجرام العدوّ، وتفننه في القتل للشعب اليمني.

 هنا أحد الأهالي يقول: “سقطت إنسانيتكم أيها العالم، لماذا لم تردعوا العدوان وتوقفوه عند حده أمام ما يرتكبه من مجازر وحشية بحق شعبنا اليمني”، مُضيفاً “جرائمكم لن تسقط بالتقادم”.

مواطن آخر يقول: “دمّـروا بغاراتهم كُـلّ شيء منازلنا، مساجدنا، مزارعنا، محلاتنا التجارية، ماذا بقي لهم لم يقصفوه، ولماذا يكرّرون القصف على نفس الأهداف”.

مدينة ضحيان نموذج واحد عن بقية مدن محافظة صعدة التي دمّـرها العدوان وحولها إلى إطلال وخراب خلال 9 أعوام من الغارات العنيفة.

25 مايو 2015.. العدوان يدمّـر الاقتصاد والتجارة بصعدة:

في مثل هذا اليوم 25 مايو أيار من العام 2015م، استهدف العدوان السعوديّ الأمريكي سوق المحاصيل الزراعية بمحافظة صعدة.

أسفرت غارات العدوان عن شل الحركة الاقتصادية، وخسائر مادية كبيرة في المحال التجارية وتلف البضائع بمختلف أنواعها من السلع الغذائية والدوائية والمطاعم والملابس الجاهزة والأسمدة وكلّ محتويات السوق التجارية في المدينة.

استهداف العدوان للأسواق والمحال التجارية هو تدمير ممنهج يستهدف حياة المواطنين ورجال المال والأعمال بشكل مباشر.

هنا محلات كانت مزدحمةً بالمواد الغذائية وكذا المطاعم والصيدليات وكلّ احتياجات أبناء المحافظة والمناطق المجاورة، حولتها غارات العدوان إلى ركام ودمار وأشباح وأطلال خاوية من حركة الناس المعتادة، ونشاط التجار، والعاملين.

سوق صعدة واحد من مئات الأسواق اليمنية التي استهدفها العدوان السعوديّ الأمريكي بغاراته المدمّـرة، في محاولة لضرب الاقتصاد اليمني وحرمان الشعب من ممتلكاته الخَاصَّة والعامة.

 يقول شاهد عيان: إن “استهداف الأسواق جزء من الإجرام السعوديّ الأمريكي بحق الشعب اليمني وإصراره على استهداف الأعيان المدنية، وكل ذلك لن يؤثر في صمود المواطنين وثبات مواقفهم، مبينًا أن استهداف العدوّ لسوق تجارية ليس فيها أي تهديد للعدوان ولا أية مظاهر عسكرية، بل إن ذلك يدل على أهميّة الورقة الاقتصادية في هذه المعركة”.

 ويتابع “99 % من أسواق محافظة صعدة تم استهدافها منذ بدء العدوان على شعبنا اليمني، بل وأكثر القرى والمدن في صعدة تم استهدافها بمختلف الأسلحة، العدوّ لن يثنينا رغم كُـلّ ذلك عن الاستمرار في الصمود والجهاد ورفد الجبهات”.

صعدة سلة الغذاء اليمني كانت على رأس أهداف العدوان في حربه الاقتصادية على الشعب اليمني بمختلف مكوناته وأطيافه ومناطقه.

وفي اليوم ذاته 25 مايو أيار من العام 2015م، واصل طيران العدوان البحث عن أهدافه المدنية وتدميرها، ليكون القصر الجمهوري على القائمة ذاتها.

أسفرت غارات العدوان على القصر الجمهوري عن تدمير المبنى والملحقات وطاولات الأكل والمطبخ، وأماكن النوم، ومخازن الغذاء الخاص بكتيبة كانت فيه قبل 6 أشهر؛ أي قبل بدء العدوان.

مشاهد الدمار للقصف الجمهوري تعكس محاولات العدوان صناعة الانتصار من خلال اختيار العناوين والرموز في نشراته الإخبارية، ليرفع بها معنويات جيشه ومرتزِقته، دون تحقيق أي تقدم يذكر.

وفي اليوم ذاته 25 مايو، من العام 2015م، دمّـر طيران العدوان منازل وممتلكات المواطنين في مناطق متفرقة من مديرية باقم الحدودية.

 أسفرت غارات العدوان على مديرية باقم عن نفوق أعداد كثيرة من مواشي “الأغنام والماعز”، وممتلكات المواطنين، ومنازلهم ومزارعهم، وحالة من الخوف والهلع بين الأهالي.

مشاهد تفحم المواشي وتدمّـر المنازل، والمعدات الزراعية، وسيارات المواطنين، تعكس مستوى الحرب الاقتصادية على الشعب اليمني منذ الشهور الأولى للعدوان على اليمن، كما هي نموذج واحد من آلاف الجرائم المتركبة بحق المزارعين اليمنيين خلال 9 أعوام متتالية.

هنا مدرسة في مديرة باقم استهدفها طيران العدوان ودمّـر بناياتها وفصولها، ومزق مناهجها الدراسية، في استهداف ممنهج للجبهة التعليمية، ومحاولة لتجهيل الشعب اليمني، وحرمان الأطفال في اليمن من حقهم في التعليم.

أحد شهود العيان يقول بحرقة وغضب: “جرائمكم بحقنا وبحق أطفالنا وبحق مدارسنا ستدون في مناهجنا التعليمية، وسيعرف الجيل الصاعد من أنتم وما موقفنا منكم، ولن تفلتوا من العقاب، وجرائم العدوان السعوديّ الأمريكي ستظل محفورة في عقول الشعب اليمني وفي وجدانه وفي كتب التاريخ”.

حي هجرة باقم تم تدميره بشكل شبه كامل، 7 منازل تحولت إلى خراب ودمار، شرد أهلها وساكنوها بين البراري والجبال، كما هو الحال في مصير قرية آل مقيت من المديرية ذاتها، منازل مدمّـرة وممتلكات محترقة وسكان مشردون في الملاجئ، والكهوف، قرى متعددة حولتها غارات العدوان إلى كومة من الدمار والخراب.

 

25 مايو 2018.. 10 شهداء وجرحى في مجزرة وحشية للعدوان استهدفت البدو الرحل بصعدة:

وفي مثل هذا اليوم 25 مايو، من العام 2018م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي خيمة للبدو الرحل في منطقة الخنجر مديرية مجز محافظة صعدة.

أسفرت غارات العدوان عن جريمة حرب بحق الإنسانية في اليمن وجريمة حرب مكتملة الأركان نتج عنها 6 شهداء و4 جرحى من أسرة واحدة، من شريحة البدو الرُّحَّـــل، ونفوق عدد من مواشيهم، وحالة من الخوف والفزع في نفوس الشريحة التي لا خيار لها غير الاستمرار في نشاطها الاعتيادي وحياتها الخَاصَّة.

أشلاء متطايرة ودماء مسفوكة وعظام محطمة وأوصال لا يعرف من أي جسد هي، ولأي شخص من أفراد الأسرة، طفل وشاب وكبير في السن وامرأة تختلط أشلاؤهم جوار بعضها وعلى مقربة منها رأس بنت في عمر الزهور، وبقايا أشلاء لرضيع بأصابعه النحيلة، وفروة لرأس امرأة، تحمل العيب والجرم معاً.

جرائم العدوان بحق البدو الرُّحَّـــل في مديرية مجز واحدة من عشرات الجرائم المتكرّرة خلال 9 أعوام من العدوان السعوديّ الأمريكي على اليمن بمختلف شرائحه ومكوناته وسكانه ومناطقه.

مشاهد الشهداء والجرحى الذين تم إسعافهم إلى المستشفى، عمّقت حالة الحزن والمأساة التي ارتكبها طيران العدوان بحق أسرة بدوية لا موقف لها في الجوانب السياسية والعسكرية، غير أنها تسكنُ وتتحَرّك فوق تراب اليمن وتحت سمائه.

25 مايو 2018.. جرحُ امرأة وأطفالها بغارات العدوان على منازل ومزارع المواطنين بصعدة:

وفي اليوم ذاته 25 مايو من العام 2015م، استهدف طيران العدوانُ السعوديّ الأمريكي منزل ومزرعة أحد المواطنين في منطقة وادي لية بمديرية الظاهر بصعدة.

أسفرت غارات العدوان عن إصابة امرأة وعدد من الأطفال بحروق، وتدمير مزرعة المانجو وتلف ثمارها قبل موسم الحصاد، وحرمان أهلها والعاملين فيها من ثمرة عام.

أحد المواطنين الناجين يقول: “العدوان استهدف بغاراته العشوائية منزل أحد المواطنين فيه أطفال ونساء، وعجوز مسنة، وفي الطرقات، ومزارع المانجو، في شهر رمضان من يوم الجمعة، وهذا العمل الجبان لن يمر دون موقف من أبناء شعبنا اليمني العظيم”.

ويتابع آخر “استهداف العدوان للزراعة لن يثنينا عن الصمود في هذه الجبهة مهما طال عدوانه وبلغت خسائرنا، ولن نتزحزح من بيوتنا ومزارعنا، ولن نكون يوماً من الأيّام لاجئين كما يريد لنا، لنترك أرضنا له ليحتلها”.

 كان هذا اليوم بجرائمه ومآسيه مخطَّطاً من قبل دول العدوان؛ ليستهدف أبناء محافظة صعدة دون غيرهم من أبناء الشعب اليمني؛ ما يكشف مستوى الحقد والبغض تجاه منبع المسيرة القرآنية وقيادة الثورة اليمنية الفتية 21 سبتمبر 2014م، التي غيّرت المعادلاتِ في مختلف الميادين العسكرية والسياسية والاقتصادية والتوعوية والثقافية.

المصدر المسيرة

قد يعجبك ايضا