الجالياتُ اليمنية والمقيمون في الخارج.. جهودٌ كبيرةٌ لنصرة اليمن وفلسطين
يبرُزُ دورُ الجاليات اليمنية بشكلٍ كبيرٍ في نشرِ مظلومية الشعبَينِ اليمني والفلسطيني وإيصالِها إلى العالَمِ، في الوقت الذي يسعى فيه العدوّ إلى حجب المواقعِ الإلكترونية والقنوات الفضائية ومواقع التوصل الاجتماعي، في محاولة من اللوبي الصهيوني للتعتيم الإعلامي والتكتم عما يرتكبُ من جرائمَ وحشيةٍ يندى لها جبين الإنسانية.
ويأتي دور الجاليات العربية والإسلامية في توضيح الصورة الحقيقية للعدوان الصهيوني وما يقوم به بحق أبناء قطاع غزة، وذلك من خلال الأنشطة الواسعة التي يقومون بها، حَيثُ أثبت هذا الدور جدوائيته على الواقع العالمي، فاستفاق الكثيرون ممن حُجبت عنهم الحقيقةُ؛ نتيجة التعتيم الإعلامي، وبدأت الأصواتُ تظهرُ مجدَّدًا من تلك الشعوب الغربية؛ للتضامن مع الشعب الفلسطيني المظلوم.
ويشدّد السيدُ القائدُ عبدُ الملك بدر الدين الحوثي، وبشكلٍ مُستمرٍّ على أهميّة اتساعِ دائرةِ الوعي لدى المجتمع الغربي تجاه هذه المظلومية التي لم يحدُثْ لها مثيلٌ في العالم، وذلك من خلال مواصَلةِ أنشطة الجاليات العربية والإسلامية في إيصال ما يحدث في فلسطين؛ أمام الخِذلان الرسمي المتواطئ مع العدوِّ الإسرائيلي، والعمل على فضح مخطّطات اللوبي الصهيوني الذي يرتكب الجرائم ويضلل الرأي العام، ويحجب مصادر الحقيقة عن الكثيرين.
وتجدر الإشارة بأن اليمنيين المقيمين في الخارج كان لهم الدور الكبير في فضح جرائم العدوان على اليمن طيلة الأعوام الماضية، كما تحَرّكوا في مختلف المحافل الدولية للدفاع عن قضية فلسطين والمشاركة في مختلف المظاهرات كيوم القدس العالمي، وتواصل اليوم أنشطتها بالرغم من المضايقات والإشكاليات التي تواجهها من قبل الأنظمة والدول الداعمة والمؤيدة لإجرام اللوبي الصهيوني.
وفي هذا الشأن يقول الأكاديمي والباحث في حقوق الإنسان أيمن محمد، المقيم في بلجيكا عن عمليات القوات المسلحة اليمنية: “لا توجدُ كلماتٌ من شأنها وصفُ شعور أبناء اليمن الأحرار في بلاد المهجر بعد سماعِ العمليات البطولية التي تنفِّذُها القواتُ المسلحة اليمنية في سبيل نصرة إخواننا المستضعفين في غزة والسعي لكسر الحصار الغاشم عليهم”، مُضيفاً أنه “وعلى الرغم من الحصارِ والعدوان السعوديّ على اليمن من تحالف معظم الدول العربية المطبِّعة، إلا أن الحكمةَ اليمانية كانت هي الأقوى في الساحة، حَيثُ تجلت عظمةُ اليمني من خلال صموده في مواجهة العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ، وكذا بوقوفه في مواجهة الشيطان الأكبر، وكسر كبريائه في المنطقة؛ نصرة للقضية الفلسطينية”، مؤكّـداً أن “اليمني صار في بلاد المهجر شامخاً معتزاً بوطنه وناسه وجيشه الأشجع في المنطقة”.
وبخصوص دورهم كمقيمين في إيصال مظلومية الشعبين اليمني والفلسطيني إلى الخارج، يوضح أيمن أنه “على مدار التسع السنوات الماضية، وقبل عملية (طوفان الأقصى) كانت ولا تزال لنا مشاركات ومداخلات في جميع دورات مجلس حقوق الإنسان في جنيف؛ لإيصال مظلومية الشعب اليمني وتعرية وفضح جرائم التحالف ومرتزِقته بحق أبناء اليمن”، مؤكّـداً أنهم يولون القضية الفلسطينية اهتماماً كَبيراً، ويسعون إلى استغلال كُـلّ ثانية تُمنح لهم في البند المخصص القضية الفلسطينية في كُـلّ دورة من دورات مجلس حقوق الإنسان؛ لتعريةِ وفضْحِ المطبِّعين ومرتكبي جرائم الحرب بحق أبناء فلسطين، لافتاً إلى مساعيهم الشخصية لتنظيمِ ندوات توعوية بحقيقة ما يجري في المنطقة.
أما فيما يخص الأنشطة التي يقومون بها منذ انطلاق عملية (طوفان الأقصى) يقول: إنه “وعلى الرغم من المضايقات غير المباشرة من قبل السلطات وانحيازها الواضح للطرف الغاصب، إلا أننا وبمشاركة من بعض الأحزاب اليسارية وأبناء الجاليات العربية نظّمنا العديدَ من المظاهرات المناهضة للعدوان الصهيوني، والمتضامنة مع أبناء غزة الأبطال، إضافة إلى إقامة معارِضَ صورٍ ووقفات رمزية؛ لإظهار وحشية الاحتلال الصهيوني على أبناء فلسطين”.
ويشير الباحث الحقوقي أيمن، إلى مواصلة كيان العدوّ الإسرائيلي في الاستهزاء بأبسط مبادئ القانون الدولي منذ نشأة الكيان وكأنه فوق القانون وفوق الأمم المتحدة، خُصُوصاً في الأشهر الخمسة الماضية.
وقال: “إن العدوّ الصهيوني لم يلتزم بخمسة من التدابير الستة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية لمنع الإبادة الجماعية في فلسطين، بل إنه يواصل قصف المقصوف، وقتل وتشويه المدنيين عمداً”، داعياً إلى بإحالة القضية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وإجبار العدوّ الإسرائيلي على وقف الإبادة الجماعية التي يمارسها ضد الشعب الفلسطيني.
وفي جانب الإشكاليات التي يواجهونها نتيجة هذه المواقف المساندة لغزة، يقول: “للأسف الشديد سعينا منذ الأيّام الأولى لتواجدنا في المهجر إلى إيصال الرسالة وخلق الوعي العام في المهجر من خلال قنوات إعلامهم الرسمي، وقد كان لي مقابلتان إحداها في التلفزيون الرسمي، والأُخرى في الإذاعة الرسمية، لكن تبيَّن لي بعد ذلك أن هناك تدخلاتٍ من جهات دبلوماسية بعدم استضافتي مجدّدًا، بل إنهم استضافوا بعضاً من إخواننا المقيمين والمغرَّرين بالفكر المضاد المبرّر للعدوان على بلادنا”.
ويؤكّـد أن “هذا لم ولن يكونَ عقبةً في طريقنا، فليست غايتنا الظهور أَو الشهرة، بل خلق الوعي العام بحقيقة ما يجري في المنطقة، وقد حقّقنا الكثيرَ -ولله الحمد- عبر تنظيم ندوات وورش عمل في المدارس والكليات ونقابات العمال، وكان ثمرة ذلك إعاقة الكثير من تصدير شحنات أسلحة للسعوديّة؛ بسَببِ إضرابات عمالية في موانئ التصدير”، مُشيراً إلى أن صوت الحق جليٌّ ومجلجل، ولو كنا قد استسلمنا وخشينا إمْكَانيات العدوّ، لَمَا تحقّقَ لشعبنا النصر بصموده الأُسطوري؛ فَيَدُ الله فوق أيديهم، وما النصر إلَّا من عند الله”.
وفيما يتعلَّقُ بافتراءات العدوّ الأمريكي ومحاولته فصل ما يحدث في البحر الأحمر عما يجري في غزة من عدوان؛ يرى الناشط أيمن أن “المغالطات وقلب الحقائق هي المنهج الذي ينهجه الأمريكي في كُـلّ حروبه؛ مِن أجلِ كسب أصوات الناخبين، وتجنب سخط دافعي الضرائب، وكذا استفزاز مرتزِقته وأعوانه في المنطقة، وأنه على الرغم من الحملات الإعلامية التي تبث الأكاذيب، إلا أن الرأيَ العام أصبح يعي أكاذيبَ العدوّ، وهذا ما شهدناه من مشاركات أبناء البلد في مظاهراتنا المناهضة للكيان المدعوم أمريكياً”.
ويوجه رسالته بالقول: “لكل من يغض طرفه عما يحصل لأبناء غزة، وقبله لما حصل لأبناء شعبنا، سأقولها له باللهجة العامية لعلها تكون أقرب إلى قلبه، أقول له اتقِ الله، اليوم دنيا وغداً آخرة، لا تجعل اختلافَك السياسي سبباً لدخولك في المحظور الديني”.
ويضيف: “كلمتي الأخيرة عبر صحيفة “المسيرة” التي كلي ثقة أن من يقرأ هذه الصفحات الآن وصبر حتى وصل إلى هذه الأسطر، قد علم حجم التعتيم الإعلامي للقضية؛ فلنوجِّهْ جهودَنا، مستمدين العونَ من الله إلى إيجادِ طريقة لخلق الوعي لدى الشعوب العربية والغربية؛ فهم السبيلُ المجدي للضغط على حكوماتهم بأبسط وأسهل الطرق، ألا وهي الاستغلالُ الأمثلُ لوسائل التواصل الاجتماعي”.
مواقفُ من النرويج:
أما الناشطُ الحقوقي والسياسي المقيم في النرويج يوسف اليمني -عضو الفريق الوطني للتواصل الخارجي-؛ فيؤكّـد أن “ما تقوم به القوات المسلحة من موقف مع فلسطين في مواجهة ثلاثي الشر، ما زادنا إلا فخراً واعتزازًا، وهو موقف حق؛ باعتبَار اليمن لم تعتدِ على أحد، بل هم من قدموا بكل همجيتهم واستكبارهم ولم يستمعوا للنصح والتحذيرات من القيادة الحكيمة، وأن ما تقوم به القوات المسلحة اليمنية واجب ديني وإنساني”.
ويضيف: “نحن نؤيد هذا الموقف ونقف إلى صفه، ونثق بقواتنا المسلحة اليمنية وبقيادتها الحكيمة، بقياده السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -سلامُ الله عليه وحفظَهُ الله- وكذا الرئيس المشير مهدي المشاط -حفظهُ الله-“.
وبخصوص ردودِ أفعالِ المواطنين الغربيين تجاه العمليات العسكرية اليمني، يقول اليمني: إن العالَمَ وقف حينَها على رِجْلٍ واحدة لِما قامت به القوات المسلحة اليمنية من واجب إنساني وأخلاقي مشرِّف، وأصبح البعض في دهشة وتعجُّبٍ مما فعله اليمن، وقد وصل البعض إلى عدم التصديق من شدة موقف اليمن المحاصَر منذ عام 2015م، فيما البعض بدأ يسأل عن الموقع الجغرافي لليمن، وبدأ يبحثُ عن تاريخ اليمن ورجاله ومواقفه”.
ويضيف: “لقد سمعنا من الأجانب كلاماً يشعرُك بالفخر بانتمائنا لليمن، لا سِـيَّـما بعد أن انكشفت الغمامة لدى الخارج لما يحدث في قطاع غزة”.
أما فيما يخُصُّ الدورَ الذي قاموا به في الخارج لإيصال مظلومية الشعبَينِ اليمني والفلسطيني، يقول الناشط يوسف: “إن دورنا كيمنيين في إيصال مظلومية الشعب اليمني والشعب الفلسطيني في الخارج ينقسم إلى شِقَّينِ، كل مظلومية على حده، ولكن العدوّ واحد وهي الصهيونية، والشيطان الأكبر أمريكا وبريطانيا ومن خلفهم وطبّع معهم أَو طبَّل لهم”.
ويضيف: “نشارك في كُـلّ فعاليات القضية الفلسطينية والتضامن معها حتى لا يظن أحد أننا نسيناها بما يقومون به من طمس الحقائق والالتفاف عليها بالتطبيع”، مؤكّـداً أن “فلسطين تجري في دمائنا من يوم عرفنا أنفسنا حتى يتوفى الله أجلنا”.
وَبالنسبة لليمن والعدوان عليه يؤكّـد أنه لم يقفوا مكتوفين الأيدي، بل خرجوا في المظاهرات، وعملوا معارض صور لتوضيح ما يجري في اليمن من عدوان غاشم للرأي العام، وكشف جرائم العدوان في قتل النساء والأطفال وتدمير البنية التحتية لليمن، لافتاً إلى أن تلك المعارض كانت تنتقل من بلد إلى آخر، وأن دور الجاليات اليمنية في معظم الدول الغربية كان بارزاً لنشر المظلومية، وتوضيح الحقائق، من خلال مخاطبة الشارع وإيصال رسالة للرأي العام للتأثير على القرار السياسي، وكذا مخاطبة المجتمع المدني، مُضيفاً أنهم أوصلوا الرسائل إلى مجلس النواب النرويجي الذي اتخذ قرار وقف تصدير السلاح على دول العدوان.
وينوّه إلى أن الأنشطة التي يقومون بها منذ انطلاق عملية (طوفان الأقصى) تتمثل في تنظيم مظاهرات أسبوعية، السبت، والأحد، وأن العالم قد شاهد طوفان الإنسانية؛ تضامناً مع غزة في كُـلّ أنحاء العالم، مؤكّـداً أنها مُستمرّة وستستمر حتى تتوقف الحرب الظالمة على الشعب الفلسطيني، وحلّ قضيته ومحاكمة الكيان الصهيوني، وكل من أيَّده أَو وقف معه بما يقوم به من إبادة جماعية وقتل للنساء والأطفال والتهجير القسري والتجويع.
ويلفت إلى أنَّ بعض الإشكاليات في النرويج وظروف الطقس هناك المتمثل في الشتاء القارس لم تثنِ الأحرار من الخروج في المظاهرات الداعمة لإخواننا في فلسطين، وبشكل أسبوعي وفق تنسيق مشترك للخروج، يومَي السبت، والأحد من كُـلّ أسبوع، وحيث يكون هناك خروج للمظاهرات، كُلٌّ في مدينته لمن لا يستطيع القدوم إلى العاصمة، موضحًا أن هذا الأنشطة كان لها أثرٌ كَبيرٌ في كشف زيف العدوان الصهيوني، وكذلك العدوان الغاشم على الشعب اليمني.
ويشير إلى أن “العدوَّ الأمريكي لا يهُمُّه إلا أن يظلَّ كيانَ العدوّ الصهيوني محتلًّا للأرض الفلسطينية؛ لذا يحاولُ أن يفُكَّ حبلَ المشنقة عن العدوّ الصهيوني؛ كونُه لا تهُمُّه المنطقةُ ولا الملاحةُ الدولية”.
ويضيف أن “البحر آمن للجميع عدا العدوان الصهيوني، أَو من يتبعه أَو يرتبط به؛ لأَنَّه لا يعقل أن تُحاصَرَ غزة من كُـلّ النواحي ويُمنعَ عنها الدواء والغذاء، ويريدون الشعب اليمني أن يتفرج”، متبعاً أن “مطلب اليمن مطلب إنساني، وهو فك الحصار عن غزة ولو كانت أمريكا بما تقوله صادقةً لأوقفت مد الكيان الصهيوني بالأسلحة وأوقفت الإبادة الجماعية، ورفعت الحصار عن غزة فهذا هو مطلوب العدل والإنصاف وليس ما تريده أمريكا، وإلا لَمَا عطَّلت قرار مجلس الأمن خمس مرات لوقف الحرب في غزة”.
ويتابع: “أمريكا هي الشيطان الأكبر ومن يقف معها؛ فهي لا تريد إيقاف الحرب، بل تدعم الكيان الصهيوني في المضي بجرائمه البشعة، وكل يوم نشاهد الجرائم التي تقشعر لها الأبدان، ولا يستطيع أن يتحملها إنسان ولكن الله مع غزة وأهلها”.
ويوجه الناشط يوسف اليمني رسالته لكل من يغض طرفه عما يحصل في غزة ومن يتقاعس عن نصرة فلسطين قائلاً: “إن كان من يتقاعس مسلماً، فعليه أن يراجع إسلامه فلديه خلل كبير، وإن كان غير ذلك ولم يصحُ ضميره الإنساني بما يحدث في غزة فمتى سيكون إنساناً؟!”، مشيداً بدور شبكة “المسيرة” وما تقوم به، من جهد كبير في إيصال الحقيقة وعملهم لإيصال المعلومة والحقائق لكل أبناء وطننا الغالي، سواءٌ أكانوا في حضن الوطن أَو خارجه؛ فهذا واجبٌ وطنيٌّ ومشرِّف.