عطوان :سيُسجّل التّاريخ بأحرفٍ من ذهب الشّجاعة اليمنيّة في زمن الصّمت
علق الكاتب الفلسطيني عبد الباري عطوان على مبادرة صنعاء بتكفلها بإدخال المساعدات الى غزة المحاصرة بعد احجام مصر وتخوفها من تعرض الناقلات للقصف ومواصلة القوات المسلحة اليمنية عملياتها النوعية في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب المساندة لغزة وللشعب الفلسطيني وكذلك تواصل الموقف اليمني في استمرار الخروج المليوني في كل جمعة في العاصمة صنعاء والمحافظات دعما واسنادا لغزة ولمقاومتها .
وقال عطوان سيُسجّل التّاريخ بأحرفٍ من ذهب هذه الشّجاعة اليمنيّة في زمن الصّمت والتّواطؤ العربيين، مثلما سيُسجّل أيضًا أن الشّعب اليمني وقوّاته المُسلّحة، اجتاز كُلّ الخُطوط الحمراء، بل شديدة الاحمِرار، وهاجم السّفن لأعظم امبراطوريّتين في التّاريخ الحديث، الأولى (بريطانيا) التي أفُلَ نجمها ولكنّها ما زالت تملك بعض أسباب القُوّة، والثّانية الولايات المتّحدة القُوّة الأعظم التي تملك أكثر من 6000 رأسٍ نوويّ.
وأضاف عطوان ..المَهمّة القادمة للقوّات المسلّحة اليمنيّة ستتمثّل في “تأديب” القِوى الغربيّة العُظمى، بعد “تأديبهم” لقِوى إقليميّة، ونقل المعركة من البحرين العربي والأحمر إلى المياه الإقليميّة الفلسطينيّة المحتلّة، واليمنيّون مُغرمون بكلمة “تأديب” وتعود إليهم حُقوق النّشر لإحياء هذا التّوصيف.
وتابع عطوان ..نستند في هذا التوقّع إلى “الرّد اللّاحم” الذي صدر عن السيّد محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلى تعقيبًا على تصريحٍ أدلى به السيّد ضياء رشوان رئيس الهيئة المِصريّة العامّة للاستِعلامات التي حاول فيه “تبرير” حُكومته لعدم فتح معبر رفح بكُلّ الوسائل لإدخال أكثر من ألفيّ شاحنة مُحمّلة بالمُساعدات الإنسانيّة إلى أطفال القطاع الذين بدأوا يستشهدون جُوعًا، بالقول “إن دُخول هذه المُساعدات دون مُوافقةٍ مُسبقة من دولة الاحتِلال سيُؤدّي إلى قصفها”.
وقال .. السيّد الحوثي قال بالحرف الواحد “نحنُ حاضرون لإرسال من يقود الشّاحنات والنّاقلات المُحمّلة بالمُساعدات الغذائيّة والإنسانيّة والطبيّة إلى قطاع غزة، ونملك خبرةً كبيرةً ومُجرّبةً في هذا المِضمار، اكتسبناها من حربِ الثّماني سنوات حيث أوصلت المُساعدات تحت القصف”.
وتابع عطوان .. لا نعتقد أن السّلطات المصريّة ستستجيب لهذا الاقتراح الذي يُشكّل إحراجًا لها، وفضحًا لتَواطُؤها مع سياسة التّجويع الإسرائيليّة لأكثر من مِليونين من أبناء القطاع، ولكن يكفي السيّد الحوثي أنّه “علّق الجرس”، وتحدّى هذه الأعذار المِصريّة الرسميّة الواهية علانية.
وقال عطوان ..الأشقّاء اليمنيّون شعبًا، وحُكومة، وقوّات مُسلّحة، لا يعرفون شيء اسمه الخوف، فإذا كانوا لا يخافون من أساطيل أمريكا القُوّة العُظمى، ويَذلّون دولة الاحتلال، ويُغلقون البحر الأحمر وباب المندب في وجه سُفنها دون أن تجرؤ على الرّد بإطلاقِ رصاصةٍ واحدة، لا نستبعد أن يُنفّذ هؤلاء الأشقّاء تهديداتهم ويُوسّعون دائرة نُصرتهم لأشقّائهم في القطاع، بإرسال سُفُنٍ مُحمّلةٍ بالمُساعدات إلى شواطئ القطاع بحرًا، وربّما شاحنات برًّا إلى معبر رفح ووضع السّلطات المِصريّة أمام تَحَدٍّ غير مسبوق، فأبو يمن بات “ملك” المُفاجآت المُشرّفة، يقول ويفعل، ويُهدّد ويُنفّذ، ونجزم بأنّه سيبزّ الأفغان والفيتناميين في تلقينه أمريكا درسًا في الهزيمة لن ينسوه أبدًا، وقد يكون بداية النّهاية لوجودهم في المِنطقة.. والأيّام بيننا.