بريطانيا … تاريخ من الجرائم والعدوان على اليمن !
علي الشراعي|
300 شخص ما بين شهيد وجريح جراء اللقاء قنابل من قبل طيران العدوان البريطاني على مدينة تعز ، كذلك طال العدوان مناطق من مدينه اب .
إن المهمة الاساسية للسياسة الاستعمارية والعدوانية البريطانية على اليمن والتي بدأت منذ احتلال جزيرة ميون عام 1799م وإلى اليوم هي التواجد والسيطرة على مضيق باب المندب وميناء عدن بمبررات عديدة تختلف باختلاف الظروف السياسية للقوى الكبرى الطامعة بالمنطقة عموما واليمن خصوصا .
–سجل الاطماع
يعد احتلال بريطانيا لجزيرة ميون اايمنيه على مدخل مضيق باب المندب عام 1799م أول عمل عسكري تنفذه بريطانيا في اليمن ، وجاء ذلك رد فعل وذريعه لاحتلال فرنسا لمصر 1798 م لتأمين طريق القوافل التجارية البحرية البريطانية إلى الهند .
مرورا بضرب ميناء المخا في ديسمبر عام 1820م بذريعة اهانه القنصل التجاري البريطاني في ميناء المخا ، واحتلال عدن في يناير 1839م بذريعة نهب سفينة بريطانية ، واستخدام العنف والقتل ضد مقاومة القبائل اليمنيه المحيطة بميناء عدن ، ومن ثم احتلال الجزر اليمنية (كمران وجبل الطير وزقر ومجموعه جزر حنيش) بداية الحرب العالمية الأولي .
وضرب ميناء الحديدة واحتلاله في ديسمبر عام 1918م بذريعه عدم استسلام القوات العثمانية مما اوقع ضحايا وتدمير وحرق للمدينة ومحاولاتها ايجاد دولة ساحلية منفصله عن الوطن الأم في ساحل تهامة .
وقبله وضع حدود وتقسيمها لليمن بينها وبين العثمانيين 1914م م ، وحتى عدوان 2015م وما يحدث اليوم على اليمن من تكالب غربي نجد ان للسياسة الاستعمارية العدوانية البريطانية سجل وتاريخ حافل بجرائم ضد اليمن واليمنين هدفت من وراء ذلك تحقيق مطامعها واهدافها اما مباشرة او بمشاركة مع تحالف دولي تحت مظلة الأمم المتحدة كما حدث عام 2008م حينما تواجدت بالبحر الأحمر وخاصة بمدخل باب المندب بقطع بحرية بذريعة محاريه القرصنة الصومالية والأرهاب .
او تواجدها عبر وسطاء ووكلاء لها في اليمن كعدوان 2015م . -ضغوط متعددة في الوقت الذي كان الوفد السعودي الأول والثاني في صنعاء يفاوض كانت الطائرات البريطانية تلقى بقنابلها على جيش الإمام في المحميات حتى انه اضطر للهدنة مع بريطانيا واعلنت في 25مارس 1928م .لتتفرغ صنعاء لتفاوض مع الرياض.
لذلك مارست بريطانيا ضغوطات سياسية وعسكرية على حكومة صنعاء لاجبارها على الانسحاب من المناطق التي استعادتها من جنوب اليمن كذلك الاعتراف بحدود 1914م الموقعه بين بريطانيا والعثمانيين وايضا محاولة لاعاده صنعاء الى طاولة التفاوض من جديد .
–عدوان وصمود
ففي 26 يونيو 1925م وافقت لندن على شن الغارات الجوية على المناطق التي سيطر عليها جيش صنعاء في المحميات .
وما بين شهرى يوليو – اغسطس 1925م قصفت الطائرات البريطانية بانتظام الفصائل الأمامية لجيش صنعاء في اراضي العوذلي بما فيهاومنطقة لودر وشنت سبع غارات وشاركت طائرتان في خمس منها وثلاث طائرات في غارتين منها .
والقى أكثر من 60 قنبلة واطلقث حوالى ألفين رصاصه .
ونتج عن ذلك العدوان استشهاد ما يقارب مائة يمني . ورغم ذلك لم تستطع طيران العدوان البريطاني هزيمة جبش صنعاء .
ليبعث المقيم البريطاني في عدن شارحا الاسباب بان طائرات (بريستول) صعيفة وقصيرة المدى لذا فلا يرجى خير من استخدامها .
واقترح استبدال هذه الطائرات بسرب من قاذفات القنابل الحديثة والتى تسهل شن العمليات على مناطق واسعه وفى عمق مناطق حكومة صنعاء .
–قتل الأطفال والنساء
وامام الصمود والمقاومة ورفض صنعاء كل مقترحات المحتل البريطاني لجنوب اليمن ومعتبره جنوب اليمن جزءا من الوطن الأم .
قام المحتل البريطاني في اواخر يونيو 1928م بالعدوان السافر على العدبد من المناطق والندت اليمنية ابرزها الضالع وتعز واب حيث إدت القاء القنابل على تلك المناطق إلى مأسي كثيره وقد وصف تلك الأحداث رجل تركي ( محمود مصطفي ) حيث بقي في اليمن بعد خروج العثمانيين وهزيمتهم في الحرب العالمية الاولى (1914- 1918م ) .
وكان كشاهد عيان ومتواجد في مدينة تعز وتحديدا في المنطقه التي ارتكب فيها طيران العدوان البريطاني جريمته باللقاء القنابل لى السكان الابرياء . فقد وصف ذلك اثناء زياره نزيه العظم لليمن والذي دون تلك في كتابه ( رحلة في بلاد العربية السعيدة ).
ومما قاله ذلك الرجل التركي : ( طلب البريطانيون من الإمام أن يتخلى لهم عن الضالع وجليلة وقعطبة والقوا بعض المناشير على تعز وماوية وإب يقولون فيها إنهم سيلقون قنابلهم على هذه البلاد إذا لم تخلى جنود الإمام تلك المنلطق .
وحددوا يوما للضرب …. لذلك جاءت في اليوم المذكور أسراب كثيره من الطائرات والقت قنابلها على قرية شهاب الواقعة بالقرب من ماويه فقتلت ولدين وضربت قرية عمر الصعدة فجرحت أربعه من الجنود .
واما في تعز المدينة الكبيرة الآهله بالسكان فقد كانت الخسارة جسيمة جدا ، إذ بلغت نحو 300 شخص بين قتيل وجريح ومعظمهم من الأولاد والنساء ، وفي يريم قتلت امراتين ورجلين وفي قرية النادرة أمرتين .
ومعظم هذه القرى التي ألقت الطائرات قنابلها عليها لم تكن داخله في الإنذار ، وعلاوه على القاء القنابل كانت الطائرات تمطر الناس في الطرقات العامة وابلا من رصاص رشاشاتها وقد أحدثت الرصاص ضرر جسيما بالناس .
كما هدمت القنابل كثيرا من المنازل في البلاد التى أنذرت والتي لم تنذر . إن اهالي اليمن من اقصاه إلى اقصاه جزعوا جزعا عظيما من الطائرات .
وكانوا حينما يرونها يعدون أمامها ذات اليمين وذات اليسار واستولى الخوف والذعر على قلوبهم ونفسهم ) .
-جرائم حرب
في حين كان ينظر البعض إلى احداث القنابل وما ترتب عليها نظره اخرى تتركز اساسا حول نتائج النصر التي احرزتها هذه الطائرات ومانتج عنها من تسويه للمشاكل القائمة دون النظر إلى أي اعتبارات إنسانيه أخرى وإنها تندرج تحت جرائم حرب وضد الإنسانية في استهداف وقتل الابرياء من الاطفال والنساء .
–شعر المقاومة
ونتيجة لذلك العدوان والغارات البريطانية فقد سجلت تلك الأحداث في شعر يمني – فيه من روح المقاومة والصمود والإيمان بالنصر والظفر رغم فارق الامكانيات ، ووثقت ابيات القصيدة جرائم وعدوان البريطاني – واجمل ما فيه في الحقيقه ظهور تلك الروح العربية عامة واليمنيه خاصه ذات المفهوم الهاص عند العرب وأن الشجاعه هي نزال وجها لوجه ، كما يظهر ايضا الأحياس المرير بالنقص في وسائل الحرب آنذاك ، وبالذات في امتلاك الطائرات ويظهر هذا بجلاء في قصيدة القاضي يحيى ابن محمد الأرياني ومنها :
إن الفساد في الأرض والهدم
لهذه البيوت ليس سديدا
لا تظنوا هدم المدائن يوهى
عزمنا أو يلين باسا صلودا
إن هذا هو التوحش إذا
جئتم بما ليس عندنا موجودا
فالنزال النزال إن كنتم ممن
لدى الحرب لا يهاب الجنودا
لتروا من يبيت منا ومنكم
موثقا عند خصمه مصفودا
إنكم لو نزلتم لرايتم كل
ذى شدة تذيب الحديدا
ورأيتم منا بكم فتكات
صادقات عظمى تشيب الوليدا .