باب المندب.. ورقة يمنية قد تغير معادلة الحرب في غزة
عرب جورنال – عبدالرزاق علي ـ
على رغم الصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، إلا أن قوات الاحتلال تؤكد عزمها على خوض هذه الحرب حتى النهاية. أي حتى القضاء على حركة المقاومة الإسلامية وضم غزة إلى الضفة تحت سلطة مرضي عنها إسرائيليا.
ومع أن التوقعات ذهبت في البداية إلى أن ورقة الأسرى لدى حماس وفصائل المقاومة الأخرى قد تشكل ضغطا على قوات الاحتلال، إلا أن ضخامة عملية “طوفان الأقصى” التي شكلت تهديدا وجوديا للصهاينة قلّلت من أهمية هذه الورقة، وبات القضاء على حماس بأي ثمن هدفا إستراتيجيا بالنسبة إلى الكيان.
ما شجع الاحتلال أيضا على المضي قدما في هذا الاتجاه، هو موقف بعض الدول العربية المؤيد لفكرة القضاء على المقاومة وتطهير غزة منها، وإن لم تُظهر ذلك.
في ظل هذا الوضع، ظهرت ورقة “البحر الأحمر” التي يبدو أنها لم تكن في حسبان قوات الاحتلال. بعد الهجمات المتكررة التي انطلقت من اليمن، أعلنت صنعاء إغلاق مضيق باب المندب في وجه السفن الإسرائيلية. عمليا، بدأت قوات صنعاء، تنفيذ توجيهات قائد حركة انصار الله عبدالملك الحوثي بشان إغلاق باب المندب في وجه السفن الإسرائيلية.
وأفادت مصادر محلية في الساحل الغربي لليمن ببدء قوات صنعاء تنفيذ دوريات على طول سواحل البحر الأحمر لتعقب السفن المتجهة إلى الأراضي المحتلة بفلسطين.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أعلنت قوات صنعاء أن أي سفن تحمل علم الكيان الصهيوني أو تقوم إسرائيل بتشغيلها، هدف لها.
وقال المتحدث العسكري العميد يحيى سريع في بيان جديد إن قوات صنعاء ستقوم باستهداف السفن التي تحمل علم الكيان الصهيوني وتقوم بتشغيلها شركات إسرائيلية وتعود ملكيتها لشركات إسرائيلية.
وكنتيجة لهذه الخطوة، قال نوح تروبريدج، المحلل في شركة الأمن البحري Dryad Global، لشركة Ship Technology إن السفن التي ترفع العلم الإسرائيلي انخفضت في البحر الأحمر مشيرا إلى أن السفن التابعة لإسرائيل التي تعبر معرضة بشكل متزايد لخطر الهجوم من قبل القوات المسلحة اليمنية.
أما على الصعيد الاقتصادي، فإن الخسائر التي سيتكبدها العدو ستكون مهولة، ولإسرائيل تجربة سابقة جراء اغلاق البحر الاحمر أمام الملاحة الاسرائيلية في حرب اكتوبر 1973، وكيف كان ذلك ورقة ضغط كبيرة ضد الاسرائيلي – مفاوضات وقف اطلاق النار.
حاليا، بدأت السفن المتجهة من وإلى إيلات بالفعل تتخذ مسارات أخرى، وهي مسارات مكلفة مادياً، أو توقفت عن المرور في البحر الاحمر إضافة الى القطع الحربية الإسرائيلية.
ومن شأن هذا أن الأمر أن يتسبب في رفع أسعار الكثير من السلع داخل الكيان الاسرائيلي نتيجة ارتفاع اسعار الشحن اولاً، إضافة إلى اضطرار السفن الى اتخاذ مسارات بعيدة عن البحر الأحمر.
من هنا، يرى الخبراء أن المعادلة اليمنية ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، تشكل ضغطاً قوياً لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.